تبدى مصر حكومة وشعباً اهتماماً كبيراً بالوضع الأمنى والسياسى فى دولة ليبيا الشقيقة، باعتبارها امتداداً لحدود مصر الغربية، وامتداد للأمن القومى المصرى، وهى الصد للحدود الغربية.
وتلاحق مخططات التقسيم الوضع فى ليبيا، وآخرها مخطط لتقسيم ليبيا لثلاث دويلات، عرضه نائب مساعد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى معرض حديثه مع أحد الدبلوماسيين الأوروبيين، وفقاً لما ذكرته جريدة الجارديان البريطانية.
نواب البرلمان أعربوا عن رفضهم الشديد لتقسيم ليبيا، معتبرين أن تقسيمها يمثل خطراً داهماً على الأمن المصرى، مشددين على ضرورة استخدام كافة الوسائل الأمنية والعسكرية والدبلوماسية لإيقاف المخطط، وموضحين أن مصر تقف مع وحدة الصف لدول الجوار ووحدة الوطن العربى، وتقف مع الشرعية وحق الشعب الليبى فى تقرير مصيره.
حاتم باشات: "سنتبنى مطلب رفع إيقاف التسليح عن الجيش الليبى فى البرلمان الإفريقى"
فى البداية أكد اللواء حاتم باشات، عضو لجنة الشؤون الإفريقية بالبرلمان، أن مخطط تقسيم ليبيا لثلاث دويلات مخطط قديم، قائلاً: "دا مخطط قديم ومرفوض تماماً لتهديده المباشر للأمن القومى المصرى".
وأوضح باشات فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، ضرورة وقوف مصر موقف ثابت وشديد ضد مخطط التقسيم، مشيراً إلى أن المخطط يهدف لخدمة التنظيمات الإرهابية المختلفة، وهو ما يمثل خطرا جسيما على الأمن القومى.
وأعلن باشات، أن البرلمان المصرى سيتبنى مطلب رفع إيقاف التسليح عن الجيش الليبى، خلال جلسات البرلمان الإفريقى مايو المقبل، والذى ستشارك فيه مصر.
وشدد عضو لجنة الشؤون الإفريقية بالبرلمان، على أن مصر يجب أن تستخدم كل الوسائل الدبلوماسية والأمنية والعسكرية لضمان عدم تنفيذ هذا المخطط.
عضو "إفريقية" البرلمان: "مخطط تقسيم الشرق الأوسط قديم ومصر تقف مع وحدة الصف فى الوطن العربى"
وبدورها أكدت النائبة البرلمانية، منى منير، عضو لجنة الشؤون الإفريقية، أن مخطط تقسيم الوطن العربى والشرق الأوسط، مخطط قديم ولن ينتهى، قائلة:"هناك مخططات دولية واستخبارات دولية لإعادة تقسيم الشرق الأوسط الجديد".
وأوضحت منير فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن على الرغم من التقارب المصرى الأمريكى والتقارب الأوروبى، إلا أن مصر يجب أن تكون حريصة كل الحرص بشأن مخططات التقسيم، مشيرة إلى أن الأطر والسياسة العامة للمجتمع الدولى تهدف للتقسيم.
وشددت عضو لجنة الشؤون الإفريقية، على أن مصر ترفض تقسيم أى دولة من دول الجوار، مشيرة لموقف مصر الرافض لتقسيم سوريا والعراق، وتقسيم السودان، وأنها تقف مع وحدة الصف فى الدول المختلفة ووحدة الصف فى الوطن العربى بأكمله.
وأشارت منير إلى أن مصر تقف مع الشرعية فى ليبيا، لافتة إلى تدخل مصر لدعم قوات اللواء حفتر، مشددة على أن مصر دعمته وستدعمه لوجيستياً وبالأسلحة، مطالبة برفع الحظر عن تسليح الجيش الليبى قائلة:"الليبيين من حقهم تقرير مصيرهم دون تدخل".
عضو "الشؤون العربية": "وجود خطة لتقسيم ليبيا لثلاث دويلات تمثل خطر داهم على أمن مصر"
ومن جانبه أكد اللواء أحمد شعراوى، عضو لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، عن رفضه الشديد لما أعلنه نائب مساعد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عن وجود مخطط لتقسيم ليبيا لثلاث دويلات، قائلا: "طبعا مرفوض".
وقال شعراوى فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، إن هذا المخطط يمثل خطورة كبير على أمن مصر القومى، باعتبار ليبيا امتدادا لحدود مصر الغربية، كما أن استقرارها يعنى استقرار مصر واستتباب الأمن.
وتابع عضو لجنة الشؤون العربية: "يجب أن تعلن مصر عن رفضها رسمياً لهذا المخطط، وجود خطة لتقسيم ليبيا لثلاث دويلات، معناها وجود خطة لتقسيم مصر زى ما قسموا ليبيا".
عضو "لجنة الشؤون العربية": "مصر تدعم قيام دولة ليبية موحدة وتقسيمها لدويلات مرفوض"
فيما قال النائب البرلمانى، جمال محفوظ عضو لجنة الشؤون العربية، إن ليبيا تعتبر امتدادا للحدود المصرية الغربية، وأمن واستقرار أراضيها استقرار للأمن القومى المصرى.
وأكد محفوظ فى تصريح خاص لـ"برلمانى" أن أى مخطط لتقسيم ليبيا لثلاث دويلات مرفوض تماماً، مشدداً على أن مصر تدعم الدولة الليبية وسلامة أراضيها ووحدتها.
وأشار عضو لجنة الشؤون العربية، إلى أن مصر مع قيام دولة ليبية موحدة، موضحاً أن مصر لن تتدخل عسكرياً بأى شكل من الأشكال فى ليبيا مضيفاً: "ممكن تدعيم الجيش الليبى بالأسلحة، لكن التدخل العسكرى ونشر قوات مش ممكن".
وتابع: "نحن سنتدخل فقط فى حالة الاعتداء على حدودنا، وكل دول الشرق الأوسط أصبحت مستهدفة بمخطط التقسيم، ومصر نفسها تواجه خطر مخططات إرهابية، وكان نتاجه ما حدث من تفجير كنيستى مار جرجس بطنطا ومار مرقس بالإسكندرية".
وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية، كشفت فى تقرير خاص لها عن أن سابستيان كورجا، نائب مساعد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى ملف السياسة الخارجية، اقترح خطة لتقسيم ليبيا إلى ثلاث دويلات، ورسم هذه الخطة على "منديل ورق" أثناء لقائه دبلوماسى أوروبى رفيع المستوى.
ووفقا للجارديان، فاجأ جوركا المسئولين الأوروبيين بخريطة تقسيم اعتمد فيها على الولايات العثمانية القديمة التى كانت فى البلاد، وهى برقة فى الشرق وطرابلس فى الغرب وفزان فى الجنوب.