لم تنقض ساعات على إعلان نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية فى تركيا، حتى كانت قطر وأميرها تميم بن حمد، و"إخوان تونس" ممثلين فى حركة النهضة الإسلامية التى يتزعمها راشد الغنوشى، أول من سارعوا بتقديم التهانى للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى نجح من خلال تمرير التعديلات الدستورية فى تدعيم أركان حكمه، بتحويله من النظام البرلمانى إلى النظام الرئاسى، وتوسيع مساحة صلاحياته فى تعيين القضاة والوزراء وكبار مسؤولى الدولة.
وقالت صحيفة "تركيا الآن" المقربة من النظام الحاكم وحزب "العدالة والتنمية"، إن "أردوغان" تلقى التهانى من عدد من نظرائه حول العالم، أبرزهم أمير قطر، إثر إعلان نتيجة الاستفتاء الشعبى بتأييد التعديلات الدستورية، كما سارع وزير الخارجية القطرى محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، بالاتصال هاتفيا بنظيره التركى جاويش أوغلو، وهنّأه على فوز جبهة "نعم" فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية.
فى السياق ذاته، قدمت حركة النهضة الإسلامية -الجناح التونسى لجماعة الإخوان- التهنئة لـ"أردوغان" على الفوز فى الاستفتاء وتمرير التعديلات الدستورية، وقال راشد الغنوشى، زعيم الحركة الإخوانية، إنه اتصل بالرئيس التركى وأبلغه تهانيه على هذا النجاح، وتمنياته له ولكل الشعب التركى بمزيد من الازدهار والرقى.
تكريس الدولة الديكتاتورية
طارق رضوان وكيل لجنة العلاقات الخارجية، قال إنه من الطبيعى أن يكون الإخوان وقطر هم أول المهنئين للرئيس التركى رجب طيب أردوغان على نتائج الاستفتاء الذى يكرس لدولة إسلامية ديكتاتورية .
وأشار رضوان إلى أن تركيا والإخوان وقطر أصبحوا فى بوتقة واحدة، ويعتبرون أى انتصار سياسى يحققه أى منهم انتصار لهم جميعا.
وأضاف رضوان لـ"برلمانى" أن نتائج الاستفتاء حتى وإن كانت محبطة للديمقراطيين فى تركيا، إلا أن الفترة المقبلة ستشهد تطورات مختلفة، متوقعًا أن تشهد المزيد من الاحتجاجات .
وأشار رضوان إلى أن أردوغان خسر نسبة ليست بالقليلة من الشعب التركى، كما أن المدن الكبيرة والرئيسية كانت الأكثر تصويتًا بـ"لا" على هذا الاستفتاء، كما أن فوزه بفارق ضئيل، دليل على أن هناك قاعدة عريضة ترفضه .
مزيد من العزلة الدولية
فى حين قال اللواء حاتم باشات، عضو لجنة الشئون الأفريقية، إن تركيا ستشهد مزيدا من العزلة الدولية خلال الفترة المقبلة، مثلهم مثل الإخوان .
وأضاف أن ردود الفعل الأوروبية على نتائج الاستفتاء فى تركيا، تعطى مؤشرات عن طبيعة تعامل هذه الدول خلال الفترة المقبلة معها .
واعتبر أنه كون قطر والإخوان أول المهنئين لتركيا أمر طبيعى، خاصة وأن توجهاتهم واحدة، كما أن الإخوان تحديدًا يتمنون بقاء أردوغان فى السلطة إلى الأبد لدعمه وإيوائه لهم وللعديد من الإرهابيين.
وأكد باشات أن نتائج الاستفتاء لا تعنى نجاحا كاملا لأردوغان، وإنما تثبت فعليا تراجع موقفه داخل تركيا نفسه، وبالتحديد فى المدن الكبرى، وعلى رأسها اسطنبول .
وتوقع باشات أن الانتخابات الرئاسية المقبلة سيكون الوضع مختلفًا، لأن مساحة المعارضة التركية لأردوغان تزداد يوميًا .
العرابى: تركيا فقدت احتمالات انضمامها للاتحاد الأوروبى
وقال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، وعضو لجنة العلاقات الخارجية، إن تركيا فقدت احتمالات دخولها الاتحاد الأوروبى .
وأضاف العرابى لـ"برلمانى" أن تركيا سيتم عزلها دوليا إذا نجح العالم فى التعامل معهم كداعمين للإرهاب، وثبت ذلك فعلا، وتشكلت جبهة دولية قوية ضدهم، ولكن حتى الآن لا تتوافر الإرادة السياسية لذلك .
وأشار العرابى إلى أن تركيا ستشهد اسفتاء آخر على إعادة عقوبة الإعدام، وهو ما يبعدها ويفصلها بشكل أكبر عن دول الاتحاد الأوروبى، كما أن موقف الدول الأوروبية تجاه نتائج الاستفتاء كان واضحًا .