التاريخ الأسود لتسريبات الإخوان

خبراء: أفلامهم عن القوات المسلحة مزيفة ويرصدون لها ملايين لإنتاجها

"إعلامية البرلمان": الفبركة منهج الإخوان وصداها لا يتعدى أعضاء الجماعة

من وقت لآخر، يحشد الإعلام الإخوانى على ما يسميه تسريبا جديدا، ويضعون له عناوين رنانة، بحيث يجذبون له الأنظار، وبالمتابعة لهذه التسريبات تجدها ضد مؤسسات الدولة المصرية وعلى رأسها القوات المسلحة ووزارة الداخلية، ويتبين فيما بعد أن ادعاءاتهم عبارة عن كذب وتدليس هدفها تفكيك الدولة المصرية.

فالجماعة وآلياتها الإعلامية حاولت بشتى الطرق خلق قصص مفبركة من أجل خلق رأى عام ضد مؤسسات الدولة، واختلطت أفلاما، مكونة من خلطة "الانحطاط والكذب والتدليس" بشكل يثير الغثيان من أجل إقناع جمهورهم أنهم على حق، لكن سرعان ما يفتضح أمرهم.. فى السطور التالية نرصد التاريخ الأسود لإعلام الإخوان وأبرز قصصهم المزيفة.

"فاطمة" فتاة المرج تكشف اللعب بـ"شرف الحرائر"

فاطمة

دون أى مقدمات طل الإعلامى الموالى لإخوان هيثم أبو خليل على جمهور الجماعة فى شهر إبريل عام 2016 ليفجر ما سماه آنذاك اغتصاب فتاة أزهرية داخل من الشرطة داخل مدرعة فى المرج ثم فى قسم شرطة المرج، ثم اكتشاف كذب ذلك، وروايتها القصة الأصلية لوسائل الإعلام، ما يكشف كيفية استغلال الجماعة لكل شىء بمنطق «الغاية تبرر الوسيلة»، حتى لو كان أجساد الفتيات والأخوات هو الطريق لعودة مرسى للحكم.

فى المرة الأولى أعلنت «فاطمة» أنها تعرضت للاغتصاب داخل قسم شرطة المطرية بعد احتجازها أثناء مظاهرة نظمتها الجماعة، وتلقف الإعلام الإخوانى القصة بدون تدقيق، وفى غياب من معايير المهنية والمصداقية، ومنح الفتاة فرصة الظهور عبر شاشة التليفزيون، وترديد اتهامات من العينة التى نشاهدها فى أفلام الرعب، ونسمع عنها فى قصص مجازر الحروب ومحارق الهولوكست فى بدايات القرن الماضى، ولمزيد من خلق التفاعل مع القصة، ذرفت قيادات الجماعة والمتحالفون معهم الدموع على شرف فاطمة المغتصب.

هيثم أبو خليل

وبعد أسابيع بدأ نفر قليل من الإخوان والمتحالفين معهم التشكيك فى قصة فاطمة، وتمت مواجهتهم بعنف شديد من قبل الأغلبية، لكن شيئا فشيئا بدأت القصة يفتضح أمرها حتى ظهر ذلك التسجيل على موقع «ساوند كلاود» الشهير، ويظهر فيه صوت فاطمة ومعها مجموعة من السيدات، ووفقا للشرح المرفق بالتسجيل، فإن مجموعة من السيدات اصطحبن فاطمة إلى عيادة طبيبة أمراض النساء بهدف إجراء كشف عذرية لها، وهنا يظهر صوت الطبيبة واضحا وحاسما: «فاطمة ما زالت عذراء ولم تتعرض لأى اغتصاب»، لتعترف بأنها فعلت ذلك بإيعاز من إخوانى مقيم فى لندن اسمه أحمد عبدالله، وأنه أملاها ما قالته نصا، ووعدها بالسفر إلى تركيا، واعتبر والدها «أكذوبة اغتصابها» «فى سبيل الله».

لم تنه القصة عند هذا الحد، بل اعتذرت فاطمة يوسف ، لضباط الشرطة عن اتهامها الملفق ضمن حملة ممنهجة لاستخدامها فى تشويه وزارة الداخلية خلال اتصال هاتفى مع قناة الشرق الإخوانية، وقالت: «أعتذر لضباط الشرطة عما حدث لأنهم عاملونى باحترام داخل قسم المرج».

وأضافت فاطمة أنها انشقت عن جماعة الإخوان الإرهابية، وأن محمد عبدالله الإخوانى «مذيع راديو ميدان الثورة» حاول تجنيدها، والجماعة منحتها «ورقة» مكتوبا بها التعليمات والاتهامات سلفاً ضد جهاز الشرطة لكى ترددها فى مكالمات تليفونية على القنوات.

وأكدت الفتاة المنشقة، أن والدها القيادى الإخوانى لا يعلم بظهورها فى البرنامج، وبعد فضحها للإخوان وكذب قياداتهم وزعمهم ضد جهاز الشرطة، سيقتلها وسيبلغ عليها القيادات الإخوانية للتخلص منها.

وقدمت فاطمة اعتذاراً للشعب المصرى عن فترة انضمامها للإخوان وتشويه جهاز الشرطة فى قنواتهم، ووجهت رسالة للمقتنعين بفكر الإخوان: هتخسروا دنيا وآخرة علشان شوية كذابين ومنافين، وأنها أول مرة تشاهد جنازة شهداء الشرطة على القنوات المصرية ولا تشاهد القنوات الإخوانية، وبعد ما شوفتها قولت «حسبى الله ونعم الوكيل» فى مرسى والإخوان.

طفلة بورسعيد تكشف حقيقة مشاهد سوريا داخل مصر

من أهم المشاهد التى فبركتها الإخوان وفضحت الجماعة، الطفلة رغد الكائنة بمحافظة بور سيعد التى صورتها الجماعة على أساسا أنها سقطت بين طلال منزل متهدم سبق صدور قرار إزالة بشأنه.

واعترف المتهمون بتصويرهم تلك المشاهد لنشرها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، لإيهام مشاهديها بأن تلك الصور محصلة الأحداث الجارية فى مدينة حلب بدولة سوريا، وضبطت بحوزتهم كاميرا تصوير و6 تليفونات محمولة وعلبة بلاسيتيكة بداخلها المادة الحمراء المستخدمة فى تلك المشاهد.

وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المضبوطين، وبالعرض على النيابة العامة قررت حبس الأخير "القائم على عملية التصوير" أربعة أيام على ذمة التحقيق، وإخلاء سبيل باقى المتهمين بضمان مالى، وتسليم الطفلة لولى أمرها بعد أخذ التعهد عليه بحسن رعايتها.

كما روجت الجماعة لبعض المشاهد التى كانت تحدث داخل سوريا على أنها بمحيط ميدان رابعة العدوية الذى اقيم فيه اعتصام رابعة المعبر عن الإخوان بعد عزل محمد مرسى من الحكم.

بالأدلة.. أفلام الإخوان عن الجيش كذب وتزييف

مؤخرًا نشرت قنوات الإخوان فيديو زعمت أنه تسريب من داخل الجيش بمحيط المناطق الساخنة فى سيناء، وروج من خلاله أن القوات المسلحة تقتل العزل، لكن بمشاهد الفيديو بتأنى تظهر مجموعة كبيرة من الأدلة التى تؤكد تزييف التسريب، ومن أهم هذه الأدلة أن لهجة الضباط الذى يتحدث فى الفيديو بدوية، بالإضافة إلى أن ذقنه طويلة جدا وهو الأمر الغير موجود فى الجيش، ليس هذا فحسب بل يوجد فى الفيلم المفبرك الأخطاء فى اختيار نوعية الملابس ، فملابس الجنود فى الفيلم "ميكس" بين الشتوى والصيفى، بينما يلتزم الجنود بزى واحد فى الصيف وآخر فى الشتاء.

حلفاء الإخوان يعترفون: إعلام الجماعة قذر

"إعلام الإخوان قذر" ليس هذا كلامنا بل هو تصريح صدر من فم عاصم عبد الماجد القيادى بالجماعة الإسلامية، الهارب خارج البلاد، حيث استنكر ذات مرة ما وصلت له قنوات الإخوان من مستوى تضليل لقواعدها وأنصارها، مؤكدا أن مستوى إعلام الإخوان سيضر بالجماعة وتحالفها.

وقال فى تصريح له، عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك":"هل من المعقول أن نصل فى إعلام ما يسمى بالشرعية إلى هذا المستوى، هذه إشاعة للفاحشة صريحة وواضحة من فبركة قصص، فلن أتحدث عن الأثر السلبى لهذا الأسلوب، سؤالى لقيادة الحركات الإسلامية وتحالف دعم الشرعية، هل تقبلون أن تكون هذه الحكايات القذرة جزءا من خطابنا الإعلامى".

حرق جثمان نور الدين عبد الحفيظ فى ميدان رابعة ثم ظهوره فى تركيا

من الأمور التى روجت لها الإخوان لجذب استعطاف المواطنين بالكذب، ما روجت له بشأن حرق جثمان الإعلامى نور الدين عبد الحفيظ المشهور باسم "خميس" فى اعتصام رابعة العدوية وعدم التعرف على جثمانه إلا بعد ثلاثة أيام، ثم ظهوره فيما بعد فى قنوات الإخوان فى تركيا.

فيديو الإخوان يروج لحرق جثمان نور الدين

فيديو ظهوره فى إعلام الإخوان

وعن فبركة الإخوان لأفلام للدولة المصرية، يقول هشام النجار الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى: الإخوان تعتمد على قناة الجزيرة فى فبركة الأفلام نظرا لما تحتويه القناة من إمكانيات وفنيين ومتخصصين واستوديوهات" مشيرا إلى أن هناك عدة أدلة تثبت كذب الإخوان وتدليسها، منها استعانة الجماعة ببعض الخبراء المواجهين الذين يدلون بتعقيبات بعد كل تسريب يوهمون مشاهديهم بأنهم من داخل الجيش".

ويشير "النجار" إلى أن جماعة الإخوان ترصد ميزانيات ضخمة لمثل هذه الأفلام لخلق حالة من البلبلة والإثارة، موضحا أنهم يستعينون بلجانهم الالكترونية من أجل الترويج لأكاذيبهم".

وبدوره يقول أحمد عطا الباحث فى شئون حركات التيارات الإسلامية: "التاريخ الأسود لإعلام الجماعة تجسد بوضوح ومنهجية بعد ثورة 30 يونيو  وتحديداً  قبل فض ميدان رابعة والنهضة، حيث وقع اختيار الجماعة علي شقة في شارع الطيران تحت إشراف القيادي محمد البلتاجى لصناعة النماذج الإعلامية لتشويه صورة الجيش والشرطة من خلال الأطفال التي كان يتم عمل ماكياچ لهم وتشويه أجسادهم لإلصاق التهم بالجيش والشرطة - كذلك هناك خلية الفندق الشهير علي النيل وهي الخلية التي تم ضبطها في احد غرف الفندق وهي التي كانت مسؤولة عن صناعة التقارير المفبركة".

ويضيف "عطا": مع مطلع هذا العام عقد التنظيم الدولي اجتماعات  متتالية في مكتب كريكلوود وهو مكتب التنظيم الدولي في لندن ضم هذا الاجتماع أمين عام التنظيم الدولي في اوربا وأيمن عبدالغني مسئول غرفة عمليات القاهرة في اسطنبول ومسئول رفيع المستوي عن المخابرات القطرية وهو العميد زياد الامام الملقب  بابو فادي وهو مسئول الاعلام في جهاز أمن الدولة القطري وتم الاتفاق علي شن هجمات إعلامية من خلال مجموعة ڤيديوهات مفبركة مستخدمين تقنيات من ألمانيا علي ان تتبني قناة الجزيرة تنفيذها وبثها عبر قنوات الاخًوان وقد اشرف علي تنفيذ ٦ فيديوهات مخرجين من تركيا - وقد قامت قطر بتمويل هذه الفيديوهات بمبلغ ٢٠ مليون دولار".

ويشير "عطا" إلى أن الهدف من بث هذه الفيديوهات كسر إرادة الجيش المصري بعد الضربات التي حققها في سيناء اتجاه التنظيمات المسلحة التكفيرية وقتل عدد من قيادات  أنصار بيت المقدس منهم القياديان طارق بدوان ومالك ابو شاويش ".

وعن صدى هذه الفبركة، يقول نادر مصطفى أمين سر لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، إن الفبركة أصبحت منهجا لعناصر جماعة الإخوان الإرهابية مدعومة بالمال من الجهات المعادية للدولة المصرية حيث يتم استغلال هذا المال لزعزعة استقرار  وأمن مصر، موضحا أن الآليات المستخدمة لتحقيق هذا الهدف قد تكون دعائية وإعلامية مثل تلك الفيديوهات المفبركة وقد تكون من خلال التفجيرات.

ويضيف "مصطفى" فى تصريح لـ"برلمانى" أن الإرهاب من إنتاج جماعة الإخوان الإرهابية وفكرهم ولكن فى الحقيقة كل ما يفعلونه من أجل ضرب استقرار مصر تأثيره على المواطن المصرى يكاد أن يكون منعدما بدليل أن الفيديو الأخير الذى نشرته القنوات التحريضية للإخوان لم يلق قبولا لدى المواطن المصرى ولن يكون محل حديث بين أبناء الشعب ودعايته لا تتعدى عناصر الإخوان وأنصارهم واتباعهم وهدفها الحفاظ على كراهيتهم للمجتمع وإيجاب مادة يومية تكون محل دراستهم وحوارتهم الداخلية.

ويشير أمين سر لجنة الثقافة والاعلام بمجلس النواب، إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية أصبحت ضعيفة بعد سيطرة الدولة على مفاصلها فأصبحوا يفبركوا الفيديوهات المليئة بالسقطات ففى الفيديو الأخير نرى اللهجة أجنبية ونرى الجندى بلحية، لافتا إلى أنه لم يرى تلك الفيديوهات مثل ملايين المصريين ولكنه شاهد ردود أفعال المواطنين التى كشفت السقطات به وأن الدبابة لست مصرية.

واستطرد النائب نادر مصطفى، أن فبركة تلك الأنواع من الفيديوهات لمخاطبة فئة معينة يريدون أن يؤجج فى نفوسهم الكراهية للمجتمع من خلال محاولات استهداف واسقاط أكبر وأهم مرسسة بمصر وهى القوات المسلحة القادرة على رعاية الأمن القومى المصرى وحماية الدولة.

واختتم أمين سر لجنة الثقافة والإعلام تصريحه بالقول "متأكد أن الشئون المعنوية للقوات المسلحة قادرة على بث روح المعنوية لدى المجتمع بأكمله وليس الجنود وإعطاءه مناعة ضد هذه الفيديوهات المغلوطة من خلال الدورات التثقفية والافلام التى تنتجها".