وضعت قناة الجزيرة مجموعة من القواعد والمعايير التى تتعامل بها فى تناولها الإعلامى للأحداث السياسية المختلفة، هذه القواعد تتغير بتغير موقف قطر كدولة من حين لآخر، والمراقب للقناة يجدها تستخدم بعض المصطلحات والرموز المختلفة مع القضايا العربية تحديدا، إذ يتناول دستور "الجزيرة" الإعلامى بعض المصطلحات التى تعبر عن توجهات القناة تجاه الحكومات والجيوش العربية المختلفة.
ورصد "برلمانى" بعض المصطلحات والتعبيرات التى تستخدمها الجزيرة فى تناولها الإعلامى، فمثلا تصف الجزيرة دائما الجيش السورى باسم "ميليشيات بشار"، أو ميلشيات شيعية، والجيش المصرى تصفه أحيانا باسم الجيش المصرى، وأحيانا أخرى باسم جيش الانقلاب، أما الحكومة الشرعية فى ليبيا حاليا، فتصفها فى تناولها الإعلامى بأنها حكومة تتصارع نحو السلطة، وفيما يخص العراق فتستخدم الجزيرة مصطلحات تتناوب بين سنة العراق وشيعة العراق والأكراد، فى المقابل تتعمد وصف الجيش الإسرائيلى دائما باسم جيش الدفاع الإسرائيلى، وهو الوصف الوحيد الذى لا يؤول أو يغير مضمونه بالنسبة للقناة القطرية.
السياسة التحريرية للجزيرة
يقول ياسر عبد العزيز أستاذ الإعلام، فى تصريح لــ"برلمانى"، إنه لا يمكن اعتبار الجزيرة وسيلة إعلامية يمكن الحكم عليها بالمعايير المهنية بشكل كامل، فهى أداة سياسية تستخدمها الحكومة القطرية من أجل إحداث تأثيرات فى المنطقة، تتفق على أجندتها الحكومة القطرية فى سبيل القيام بدور معين وتخصص لها موارد وطاقات بلا حدود، وهى توظف دائما أنماط الانحياز وتتبنى أخطاء مهنية كثيرة من أجل تنفيذ أجندتها.
أضاف عبد العزيز، أن الجزيرة تستخدم التنميط الخاطىء، مثل وصف كيانات معينة بأشكال مختلفة لرفع شأنها أو الإضرار بمصالحها، فمثلا تتحدث عن الحكومة فى ليبيا دائما على أنها حكومة تتصارع نحو السلطة، رغم أنها حكومة شرعية، وتصف جماعة إرهابية بأنها تنظيم سياسى أى أنها دائما ما تستخدم مصطلحات انتقائية انتهازية للكيل بمعايير مختلفة وفقا لما تحدده أجندتها وسياساتها التحريرية.
من جانبه أكد أحمد سعيد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن قناة الجزيرة تمثل الدولة القطرية، وهذه أحد العيوب الرئيسية فى التناول الإعلامى للقناة، فهى تسير وفق نمط محدد، وكثيرا ما يطلق عليها أن الجزيرة هى عاصمة قطر، فهى تمثل اللسان القطرى والحكومة القطرية فى كل شيء، وهى تتخذ خطا سياسيا ضد الدولة المصرية، وحقيقة الأمر أن الحرب التى تخوضها قطر ضد مصر خاسرة بكل المقاييس، فمصر دولة كبيرة كما أن العالم التكنولوجى والتطور الدائم سيجعل أى مشاهد يتجه لوسائل أخرى أكثر مهنية وحيادية.
وتابع سعيد: لو أن الإعلام يستطيع أن يغير دولة كاملة، لاستطاع أن يؤثر فى الحملة ضد ترامب، لذا فإن ما تفعله الجزيرة لن يتعدى ذوبعة فنجان، وسيختفى تأثيره فى أسرع وقت، ويجب أن تختلف وجهة النظر فى المقارنة بين مصر ودولة مثل قطر، فمقاييس الحكم تختلف بين دولة كبيرة وقادرة وبين دولة أخرى صغيرة كل ما تمتلكه قناة فضائية.