هجوم من المسنين على الشباب بسبب مقاطعتهم للانتخابات.. سيدة بالزمالك: ما عرفناش نربّى.. وأخرى: إحنا بنموت وانتوا بتشيّتوا على النت.. طارق رضوان: الهجوم مرفوض.. وباسم كامل: المشاركة اختيار
كبار السن "VS" الشباب
كبار السن "VS" الشباب
الأربعاء، 02 ديسمبر 2015 04:00 م
كتبت سماح عبد الحميد
منذ انطلاق الانتخابات البرلمانية خلال الشهر قبل الماضى، ومع استعدادها للانتهاء واستعدادنا لطوى صفحاتها اليوم، باستثناء الدوائر الأربعة الباقية من المرحلة الأولى على خلفية أحكام القضاء الإدارى بإلغاء نتائج جولتها الأولى، ما زالت الانتخابات تشهد عددًا من الملامح والسمات الثابتة، لعل أبرزها عزوف الشباب عن المشاركة ومقاطعتهم للعملية الانتخابية واللجان بشكل واضح، وهو الأمر الذى دفع كثيرين من المحللين إلى النظر فى هذا الأمر والبحث عن أسباب عملية له، بينما قاد آخرين إلى الانتقاد والهجوم العنيف على الشباب، ومنه ما قالته كثيرات من الناخبات كبيرات السن أمام اللجان خلال أمس والساعات الماضية من اليوم الثانى للتصويت، ومنه: "إحنا ما عرفناش نربّى"، و"إحنا بنموت والشباب بيشيّت على النت"، و"مش حاسين بالمسؤولية"، و"عيب عليكم ننزل وانتوا نايمين فى بيوتكم"، و"انتوا فالحين تطالبوا بوظائف"، وغيرها من التعليقات المختلفة والرسائل الحادة التى وجهها كبار السن بعد تصويتهم أمام اللجان الانتخابية، تأنيبًا للشباب على عدم مشاركتهم فى الانتخابات فى مرحلتيها الأولى والثانية.
هجوم كبار السن على الشباب
شهد المشهد الانتخابى طوال مرحلتيه بجولاتهما المتتابعة، عزوفا من الشباب عن النزول إلى اللجان والمشاركة فى التصويت، وهى الصورة التى أصبحت معتادة من كثرة تكرارها، ولكن ما يثير التساؤل فى هذا الإطار هو: هل توجيه الإهانة للشباب من قبل كبار السن، وهم القطاع الأكبر فى المشاركة، أو من خلال بعض الإعلاميين الذين نصبوا منصات للهجوم على الشباب، ستكون دافعًا لهم للنزول والمشاركة؟ أم ستساعد على استمرارهم على موقفهم وعدم تغيير قرارهم تجاه الانتخابات؟!
السيدة جنات أحمد، إحدى السيدات المسنّات، والتى قالت إنها شاركت فى الانتخابات لأنها تعرف قيمة مصر، وهاجمت الشباب العازفين عن المشاركة، قائلة: "الشباب اكتفوا بالجلوس أمام الإنترنت بالساعات، مش حاسين بالمسؤولية والظروف اللى بتمر بيها البلد، وما دام الشاب لقى أكل وشرب ببلاش عمره ما هيحس بالمسؤولية".
فاطمة محمد، إحدى السيدات المشاركات فى جولة الإعادة للمرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية بلجنة كلية الفنون الجميلة بحى الزمالك، على ضعف مشاركة الشباب فى الانتخابات والإدلاء بأصواتهم، بالقول: "ما فيش وطنية.. احنا ما عرفناش نربّى".
وفى المرحلة الأولى، هاجمت ثريا محمد على، البالغة من العمر 70 سنة، الشباب المقاطعين للانتخابات قائلة: "أنا نزلت فى الأول، والنهارده نزلت فى جولة الإعادة، علشان البلد ينصلح حالها وييجى برلمان يعبّر عننا".
وأضافت ثريا: "أنا بقول للناس اللى مقاطعة الانتخابات، انتوا فالحين تطالبوا بوظائف والأسعار ترخص، ومش عاوزين تنزلوا تعملوا الواجب اللى عليكم"، مختتمة حديثها أمام إحدى اللجان الانتخابية بتوجيه رسالة للشباب المتخلفين عن المشاركة فى الانتخابات بالقول: "عيب عليكم واحدة عندها 70 سنة تنزل تنتخب وانتم نايمين فى البيت".
"الزند" للمقاطعين: "أنتم عالة على المجتمع"
فى المقابل، تحولت منصات الإعلام وتصريحات المسؤولين إلى آلية للهجوم على الشباب والمقاطعين، ومن هذا موقف المستشار أحمد الزند، وزير العدل، الذى قال فى تصريحات صحفية سابقة، إن مقاطعى الانتخابات البرلمانية "عالة على المجتمع، ولا يجب تسميتهم بناس أو مواطنين، وحرام نسميهم ناس، من الظلم أن نسميهم ناس أو نسمهيم مواطنين"، حسب نص تعبيره.
وأضاف "الزند" فى تصريحه الذى أثار ضجة وواجه انتقادات عديدة وقتها: "الناس دى ارتضت أن تعيش على هامش الحياة، اللى يقاطع بلده غير جدير بأن يحيا على أرضها".
النائب طارق رضوان: إهانة الشباب مرفوضة
الدكتور طارق رضوان، عضو مجلس النواب عن حزب "المصريين الأحرار" كان له رأى مختلف، إذ قال إن فكرة الهجوم على الشباب بسبب عدم مشاركتهم فى الانتخابات أمر مرفوض، لافتًا إلى أن من الأولى أن نلتفت إلى الأمر بشكل جاد ونعالج أسباب عزوف الشباب وعدم مشاركتهم، وأن نحل مشكلاتهم قبل توجيه اللوم أو التوبيخ لهم.
وأضاف "رضوان" – فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى" - أن هناك انفصالاً حقيقيًّا وواضحًا بين الدولة والشباب، مؤكّدًا أنه علينا قبل أن نطالب الشباب بالمشاركة، أن نوفر لهم المناخ المناسب، لافتًا إلى أنه بعيدًا عن المشاركة السياسية، فإن الشباب فى مصر لم يأخذوا حقوقهم فى التعليم أو الصحة أو العمل والخدمات العامة، أو فى أى شىء آخر.
باسم كامل: الدولة تعلم جيّدًا أسباب عزوفهم
على الجانب الآخر وفى طرح مغاير، قال البرلمانى السابق باسم كامل، إن المشاركة السياسية والتصويت فى الانتخابات أمر يعود إلى المواطنين، ولهذا لا يجب انتقادهم عليه أو إجبارهم على النزول والمشاركة.
وأضاف "كامل" – فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، اليوم الأربعاء - أن هناك عددًا من العوامل التى أدت إلى عزوف الشباب عن المشاركة، والدولة تعلم هذه الأسباب جيّدًا، ولكنها لا تريد أن تعالجها، مضيفًا: "لن أعلّق على كبار السن وهجومهم على الشباب، ولكن ما يزعج بالفعل هو الهجوم غير المبرّر على الشباب من الإعلاميين والمسؤولين، فالجميع يصبون غضبهم على الشباب لعدم مشاركتهم، فى حين أنهم لا يهاجمون من تسبّب فى عزوفهم"، معتبرًا أن مطالب الشباب واضحة، منذ الثورة وحتى الآن، ولكن الدولة تتعمد تجاهلها.
واختتم البرلمانى السابق باسم كامل تصريحاته بالتأكيد على أن الدولة والمسؤولين عادة ما يؤكدون على هدفهم واهتمامهم باحتواء الشباب وتدعيمهم، ويعملون على تسويق نماذج تدعم هذا الأمر، ولكن على المستوى الفعلى فإن النماذج التى يتم تقديمها فى هذا الإطار مجرد نماذج لشباب معروفين بكونهم صناعة أمنية.