السيسى للشعب: "استحمل سنة كمان"

 -إجراءات الإصلاح الاقتصادى صعبة لكنها تأخرت كثيراً

- عن تسليح الجيش: "المنطقة بها خلل وإذا لم نملء الفراغ هنروح معاها"

 -السيسى لـ"المصريين": اللى عايز يأخذ بثأره يشتغل ويصبر وأنا عايز آخد بثأركم

 -توصيف مشكلة مصر خلال الـ30 سنة الماضية كان خداع والدولة "اندبحت" فى 67

 -السيسى للمصريين: لن أتخلى عنكم.. ووعى الشعب يشكل عامل الاستقرار

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى تعقيب له بجلسة المؤتمر الوطنى للشباب حول مواجهة ارتفاع أسعار السلع، أن إجراءات الإصلاح الاقتصادى صعبة ولكنها تأخرت كثيراً، موضحاً أن ما تمر به مصر الآن سببه سنوات طويلة من عدم المواجهة، وخوف الحكومات السابقة خلال الفترة الماضية من اتخاذ قرارات لتطبيق الإصلاح الاقتصادى.

وقال الرئيس: "لو أداءنا هو السبب فى الحالة المتردية التى وصل لها الوضع فى مصر فنحن على استعداد نمشى ويبقى حد تانى أداءه أفضل موجود، ولكن إذا كان هذا محصلة سنين طويلة من عدم المواجهة وسلبيات كبيرة فى الأداء ولا أقصد إسقاط أو الإساءة لأى حد.. لكن ده الواقع".

وأكد السيسى: "لم يحدث أن تم اتخاذ إجراءات لبناء دولة على مدى أكثر من 50 سنة لبلد تقف على رجلها وتبنى مستقبلها"، مضيفا: "خافوا من رد الفعل اللى موجود عندنا وعشان كده محصلش إصلاحات وفضلت الأمور تتراكم إلى أن تحركت الناس فى 2011 وكان جزء من التوصيف مش حقيقى ومحدش هيقدر يقول الكلام ده غيرى".

"هدفى تثبيت الدولة المصرية حتى لا تقع"

وأوضح أن: "الدول تقوم فى سنوات طويلة وتضيع أيضاً فى سنوات طويلة، وغالبا لا يتم مجابهة الرأى العام بالحقائق لأنه لن يستوعب كل شىء.. فالرأى العام يريد أن يأكل ويشرب ويشوف شغله وهذا حقيقى ومقبول وأنا معه.. لكننى أخذت مسار آخر بعد ما حدث فى 2011، وحينها قلت جزء كبير من التحدى، هوعدم وجود وعى حقيقى للناس ليعرفوا ليه إحنا كدا".

وأضاف الرئيس خلال مشاركته بفعاليات اليوم الثانى، من المؤتمر الدورى الثالث للشباب بالإسماعيلية: "لست منفعلاً.. ولكنى أريد أوصل لكم الحقائق ولا ادعى امتلاك الحقيقة لوحدى.. وعلى مدى الـ60 عاماً الماضية ورغم كل محاولات الدولة منذ أيام الرئيس عبد الناصر والرئيس السادات والرئيس مبارك وحتى حكمى، لم ننجح فى عمل معدلات نمو سكانى تتناسب مع معدلات الناتج المحلى بتاعنا.. محصلش مرة.. محلصش مرة فى تاريخ أن نزيد مليون فيكون معدل النمو 3 و4 و5%".

وأشار إلى أن: "المواطن لن يشعر بالتحسن الحقيقى طالما أن معدل النمو لم يصل لـ 7 و8 و9 فى ظل زيادة النمو السكانى بهذا الحجم 2.5%"، موجهاً حديثه للشباب: "الهدف هو تثبيت الدولة المصرية حتى لا تقع.. ولم أضع أمام عينى هدف استراتيجى أكبر من كدا..وبزود فهمكم الحقيقى لحجم المشكلة عشان تقفوا معايا فيها".

"شغلت الجيش تحت رجل الشعب كى لا تسقط مصر"

وأكد أنه خلال حملته الانتخابية صارح الشعب بالتحديات التى سيواجهها، موضحاً: "هاتوا كلامى كله اللى قلته فى الحملة وشوفوه.. ودا معناه أن التوصيف اللى وصفناه لواقعنا لم يتغير، وأن المرض واحد، وقلت لكم وقتها أن الموازنة ربع سنة وربع خدمة دين وربع دعم.. فماذا يتبقى عشان أعملك حاجة تليق بك يامصرى كمواطن يتعلم ويعالج.. ماحصلش.. ماعندناش".

وواصل رئيس الجمهورية حديثه: "أنتو هتبقوا معايا ولا أيه!..وعشان كدا القعدة دى بكررها كل شهر عشان أجدد العهد معاكم، وأؤكد لكم أن حجم التحدى ما زال قائما.. وقسماً بالله إن الجيش يقوم بدور تنموى موازى لدور الدولة بالضبط.. يا نهار أبيض.. دا أن شغلت الجيش عندكم بيقاتل الإرهاب.. ويارب تقبلوا الكلمة اللى هقولها.. وهى إنى مشغله تحت رجليكم كى لا تقع مصر".

وتابع: "لو كانت مصر دولة متقدمة فى أدائها لتم تنفيذ سياستها وآلياتها مباشرة، بدليل أنه لم يتم تنفيذ مشروع المليون ونصف فدان.. فوزارة الرى والزراعة تحدد المياه والأراضى وتتراجع مرة أخرى ولا أشكوها لكم.. بل أحدثكم عن حالنا.. الناس يطالبونى بإقالة الوزراء.. أشيل إيه هو أنا هشيل واحد اشتغل معايا 5 أو 6 أشهر!".

وكشف رئيس الجمهورية، عن أن التوصيف لمشكلة مصر خلال الـ30 سنة الماضية لم يكن حقيقى وقائم على الخداع والوعى الزائف للمصريين.

وأضاف السيسى فى كملته، "إحنا دولة فقيرة بمعنى أن مواردها شحيحة وهذا الأمر منذ سنوات كثيرة، والدولة دى اندبحت سنة 67 وحركة تقدمها انتهت من الفترة دى والدول بتقوم فى سنين طويلة وتضيع برضوا فى سنين طويلة".

 السيسى للمصريين: "استحملوا سنة كمان.. وفيه انتخابات اختاروا فيها من شئتم"

ووجه حديثه للمصريين قائلا: "يا مصريين أنا عملت المؤتمر الشهرى عشان تسمعوا وتستحملوا شوية معايا، ومقدر إنكم تحملتم وتتحملوا وعارف إنكوا هاتتحملوا وهاتستحملوا سنة كمان.. وبعد كده فيه انتخابات، وبصراحة اختاروا ما شئتم وربنا يعين ويوفق اللى ييجى".

وواصل الرئيس حديثه: "يا جماعة حطوا إيديكم فى إيدين بلدكم مش فى إيدى أنا، خلال حملتى الانتخابية صارحتكم بالتحديات التى سنواجهها، ومصر مرت بظروف صعبة، وخاضت العديد من الحروب بتكلفة كبيرة".

وأكد الرئيس انتهاء وقت الحروب الخارجية، قائلا "لم يعد هناك حروب، لأن تكلفة الحرب هائلة"، مشيرا إلى أن الجيش المصرى بخير، والله أنعم على مصر بالقوات المسلحة المصرية، وأفتخر أنى من الجيش لأنه من عملنى وفهمنى الكثير".

وأوضح الرئيس السيسى فى كلمته التعقيبية باليوم الثانى لمؤتمر الشباب بالإسماعيلية، أن مصر تزيد من امتلاكها القدرة المسلحة بسبب الخلل الضخم الذى وقع فى المنطقة، فى ليبيا واليمن والعراق وسوريا، قائلا "هذا خلل استراتيجى وده فراغ لازم يتملى بقدرة.. وإلا إحنا كمان هنروح معاها".

وتابع: "الحرب التقليدية مش موجودة والحرب الموجودة الآن حرب عقول وإعلام وإرهاب، وهناك من يفكر فى كيفية هدم مصر من داخلها بأهلها ببضعة مليارات بدل من تكاليف الحرب الباهظة".

وأوضح أنه "كل لما حد يؤلمنى ويسىء لى أبص لبلدنا وأقول لازم مصر تطلع للأمام وتكبر وتبقى عزيزة وعظيمة"، ووجه حديثه إلى المصريين "لما حد يزعلكم أو حتى يتآمر عليكم مطولوش لسانكم وبصوا لنفسكم واتحدوا وافضلوا اشتغلوا"، مضيفاً :"اللى عايز يأخذ بثأره يشتغل ويصبر وأنا عايز آخد بتاركم"،، لافتا إلى أن الدولة ستستقبل شهر رمضان باجراءات كثيرة لمواجهة الطلب المتزايد على السلع.

وقدم الرئيس السيسى اعتذاره للمصريين على صعوبة إجراءات الإصلاح الاقتصادى التى يعيشها المصريين، قائلا "اقبلوا اعتذارى إنى حاولت أصلح بس لم يكن عندى اختيار غير كده.. ولو كنا استنينا مكناش يمكن هنعدى وده الواقع اللى موجودين فيه".

وتابع: "ربنا عارف حجم الشرف والإخلاص والأمانة والعمل الذى نشتغل به وهو اللى هيكافئ وليس عندى شك فى ذلك"، مؤكدا أن الأمور كلها تتحرك بشكل جيد ويرى بنفسه ويتابع حجم الجهد المبذول على الأرض، وطمأن المصريين "متخفوش على مستقبل أولادكم وأحفادكم من بكرة طول ما أنتم إيد واحدة.. ومصير مصر مش فى إيدى أنا ولا الجيش ولا الشرطة، وإنما فى إيد شعبها".

السيسى للمصريين: لن أتخلى عنكم.. ووعى الشعب يشكل عامل الاستقرار

 وأكد رئيس الجمهورية، أن الجيش والشرطة يشكلان عوامل الاستقرار، مشددًا على أن عامل الاستقرار الحاسم فى المعادلة هو وعى الشعب المصرى وتماسكه.

ووجه الرئيس السيسى حديثه للمصريين، قائلا: " لن تقوم مصر إلا بصبر وتضحية شعبها وعمله، وانتم أمنتونى عليها وعلى أولادكم ونفسكم، ومش هاتخلى عنكم إلا لو إنتوا قولتولى إمشى".

وتابع: "لما السادات عمل الإصلاح فى 1977، ونتيجة إن إحنا مكناش عارفين، اتحركنا ضد هذا الإصلاح، حتى تم التراجع عنه بسبب خروج الأمور عن السيطرة، وأصبحنا غير مستعدين لعمل إصلاح مرة أخرى