الصدام بين "الصحة" وأطباء التكليف.. أزمة مستمرة

تصاعدت مؤخراً حدة الأزمة بين أطباء التكليف، دفعة ديسمبر 2015 تكليف مارس 2017، بسبب إصرار الأطباء على عدم التسجيل فى حركة التكليف الأخيرة، معترضين على عدم توافر القواعد العادلة ومميزات العمل فى المناطق النائية التى كانت متوافرة فى الأعوام الماضية.

ويعترض الأطباء على "فصل المستشفيات التعليمية" عن التنسيق الخاص الذى يحق لأطباء المناطق النائية الدخول فيه، كنوع من التحفيز العلمى لهم على العمل سنة كاملة فى منطقة نائية ومحرومة من الخدمات الصحية، حيث إن المستشفيات التعليمية هى مستشفيات مميزة تعطى فرصة تدريب جيدة للأطباء المتدربين بها.

يشار إلى أن الوزارة أقرت بعض التحفيز والمميزات (المالية والعلمية) منحها للأطباء المكلفين بالمناطق النائية، وحلت تماما مشكلة العجز الشديد فى أطباء الوحدات الصحية بهذه المناطق، لذلك كان من المتوقع أن يستمر العمل بالقواعد التى حلت المشكلة، وهو ما أدى لإضراب الأطباء اعتراضاً على تلك الشروط.

عضو "صحة" البرلمان :"إضراب أطباء التكليف اعتراضاً على حرمان عدد كبير من العمل بالمستشفيات الجامعية"

فى البداية قال الدكتور مكرم رضوان، عضو لجنة الشؤون الصحية، إن السبب الرئيسى فى الأزمة الحالية بين أطباء التكليف ووزارة الصحة، هو رغبة المستشفيات الجامعية بعمل تنسيق خاص بها، وهو ما يحرم بعض الأطباء من الانضمام لتلك المستشفيات.

وأوضح رضوان، فى تصريح خاص لـ"برلمانى" أن وزارة الصحة ألغت المميزات العادلة فى التسجيل والتى تخص المناطق النائية، وهو ما أدى لإضراب أطباء التكليف وامتناعهم عن تسجيل التكليف اعتراضاً على هذه الشروط.

وأكد عضو لجنة الشؤون الصحية بالبرلمان، أن الحل هو فى تطبيق مقترحه الخاص بـ"الزمالة المصرية"، مشيراً إلى أن تطبيق الزمالة المصرية سيؤدى لتوحيد شروط التنسيق والتسجيل فى مستشفيات الحكومة والجامعة والشرطة والعسكرية.

نقابة الأطباء: "أطباء التكليف يرغبون فى الانضمام للمستشفيات التعليمية للحصول على فرصة أفضل فى التدريب"

ومن جانبه أعرب الدكتور إيهاب الطاهر أمين عام النقابة، عن تأييده لمطالب أطباء التكليف، مشيراً إلى أن وزارة الصحة تُصدر قرارات تضر بمصلحة الأطباء وتهدم المنظومة الصحية، وتعمل على تفريغ الوحدات الصحية وخاصة فى المناطق النائية من أجل الضغط على الأطباء.

وأوضح الطاهر أن أطباء التكليف يرغبون فى الالتحاق بالمستشفيات التعليمية للحصول على فرصة أفضل فى التدريب، وليس للحصول على راتب أعلى، وهذا فى الأساس فى مصلحة المنظومة الصحية بشكل عام.

وأوضح أن إضرابهم هدفه المطالبة بحقوقهم المشروعة فى حركة تكليفهم، بتعديل الاحتياجات بجميع الإدارات على مستوى الجمهورية، بما يتناسب مع العجز الحالى فى وحدات الرعاية الأساسية وأن قرار وزير الصحة يهدد المنظومة الصحية ككل.

وأشار إلى أن الشروط التى وضعتها الوزارة تدفع أطباء التكليف للاستقالة والهجرة للخارج، واصفا تلك الشروط بالتوجة الخطير من قبل وزارة الصحة لاسيما أنها أعطت الوعود للأطباء ولم تنفذ، كما أنها ألغت المحفزات للأطباء الذين يحصلون على تكليفهم فى المناطق النائية.

عصام القاضى: وزارة الصحة تستمر فى تصدير الأزمات ووضع العراقيل أمام الأطباء

ومن جانبه استنكر النائب عصام القاضى، عضو لجنة الشؤون الصحية، ما وصفه بتعنت الوزارة مع الأطباء، مؤكداً أن الوزارة تصدر أزمات، مشدداً على ضرورة منح مميزات لأطباء المناطق النائية لتغطيتها طبياً.

وقال القاضى فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، إن تعنت الوزارة والعراقيل التى تضعها، ستزيد العجز فى المناطق النائية تحديداً، مشدداً على أن هذه الخطوة ستؤثر سلبيا على التغطية الطبية فى المناطق البعيدة.

وتابع: "بدل ما الوزارة تديهم حوافز بتحط عراقيل قدامهم، بدل ما تديهم حافز درجات بتزود العجز".