على قدم وساق تسعى قبائل سيناء نحو مواجهة الإرهاب الذى يعصف بأراضيهم، حتى أنها باتت تطرق كل باب يمكنها من مساندة قوات إنفاذ القانون فى مواجهة هذا الخطر الداهم، ومن بين تلك الأبواب الدعوة أولا نحو توحيد القبائل على قلب رجل واحد، فى مواجهة تلك الآفة الإجرامية.
وفى هذا الصدد دعت قبيلة "الترابين" بشمال سيناء، فى بيان لها اليوم، السبت، جميع قبائل أرض الفيروز للاتحاد من أجل مواجهة خطر الإرهاب الذى يهدد الوطن، تلك الدعوة التى تزامنت اشتباكات ومواجهات نشبت الأسبوع الماضى ومطلع الأسبوع الجارى بين أفراد إحدى تلك القبائل وبعض من العناصر التكفيرية فى منطقة البرث جنوبى مركز رفح وسقط ضحيتها قتلى ومصابين، من جانبهم اكد عدد من النواب ترحيبهم بهذا البيان، مؤكدين أن تكاتف القبائل ضربة قوية للإرهاب فى سيناء.
رد قوى من أبناء سيناء على استهداف المصريين
وأكدت القبيلة، فى بيانها، أنهم ليسوا بعاجزين عن الرد بقوة على دعاة التخريب من الإرهابيين والمتطرفين، وأن علاقة القبائل البدوية فى محافظة شمال سيناء علاقة دين ووطن ودم، لن تسقطها الأقنعة والبنادق المأجورة، أو أى جهات خارجية شغلها الشاغل تنفيذ مخططات أعداء الدولة المصرية.
دق طبول الحرب الشعبية ضد العناصر التكفيرية
وفور الإعلان قبيلة الترابين خوض المعركة ضد التكفيريين، استجابت 4 قبائل و6 عائلات لتلك المبادرة المصيرية لمواجهة التكفيريين، والتى نشرتها بين عموم القبائل صباح اليوم، السبت، ودعت خلالها القبائل للتوحد ومواجهة خطر الإرهاب.
لقاءات عاجلة بين شيوخ القبائل لرسم خريطة الاتحاد
وكشفت مصادر قبلية بوسط سيناء ـ رفضت الكشف عن هويتها لأسباب تتعلق بسلامتهم وسرية مهامهم ـ وأن رموز من قبائل السواركة والرميلات والتياها والفواخرية و6 عائلات من سكان مدينة الشيخ زويد ورفح والعريش، التقت مع رموز قبيلة الترابين، واتفقت على التوحد فيما بينها لمواجهة العناصر التكفيرية بخطط جديدة من نوعها، والتأكيد على أن المنضمين من أبناء القبائل للمجموعات التكفيرية المسلحة جميع قبائلهم وعائلاتهم منهم براءة، ومؤازرة قبيلة الترابين لمنع تسلل العناصر التكفيرية لأراضيها الكائنة برفح والشيخ زويد والحسنة ونخل، واعتبار تلك المناطق هى نقاط التقاء للقبائل فى معركتها القادمة ضد العناصر التكفيرية المسلحة.
القبائل تنتفض ضد 3 سنوات من الجرائم البشعة للعناصر التكفيرية
وأوضحت المصادر، أن العناصر التكفيرية واجهت أبناء القبائل والعائلات دون أى اعتبارات ونفذت على مدار 3 سنوات جرائم بشعة فى أبنائها بتهمة تعاونهم مع قوات الجيش والشرطة، من بينها حالات قتل بقطع الرؤوس لأكثر من 200 شخص، والتصفية بالرصاص الحى لأكثر من 300 شخص وهو ما تسبب فى حالة من الخوف والهلع بين الأهالى ومن بين الضحايا مسنين ورموز وشيوخ قبائل.
من جهته أعلن الشيخ موسى الدلح، أحد رموز قبيلة الترابين، أن بيان القبيلة هو دعوة لتوحيد جميع القبائل، ولا تزال الدعوة مفتوحة ومخصصة للقبائل والعائلات والعشائر فى شمال سيناء.
وكشف الدلح عن فحوى البيان وجاء نصه "فى ظل ما تتعرض له الأمة الإسلامية والعربية من غزو إرهابى لا أخلاقى، يستهدف مقدرات شعبنا وكيان دولته ويتخطى معايير الإنسانية وينتهكها، مبتعدا كل الابتعاد عن قيم وموروثات الدين الإسلامى الحنيف، أبت الفتنة إلا أن تطرق بيوت الآمنين وتطال يد الغدر والخسة أرواح الشباب ومقدرات القبائل المادية والمعنوية فى محافظة شمال سيناء، وعليه نحن فى قبيلة الترابين مشايخ وأعيان ووجهاء نؤكد على التالى: أن الفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها ومن بث سمومها بين القبائل وسعى بينهم بفساد، أى اعتداء منفرد من أبناء القبائل الأخرى جرم مشهود وليس له من سند أو عون أو نصير من أى قبيلة أو جهة ولن يراعى فيه أى اعتبار عشائرى أو قبلى، وأن حرمة بيوت القبائل على وجه الخصوص قبيلة الترابين خط أحمر لا نقبل ولن تقبل انتهاكه، والعلاقة التى تجمع القبائل البدوية فى محافظة شمال سيناء هى علاقة دين ووطن ودم لن تسقطها الأقنعة والبنادق المأجورة أو أى جهات خارجية شغلها الشاغل تنفيذ مخططات الموساد الصهيونى وأذنابه.
وتابع البيان أن قبيلة الترابين كانت ولا تزال راية وطنية خفاقة لا تندرج تحت أى مخطط ولا تلين لأى قوة فرضت نفسها عليها بمنطق السلاح والدم، وأن تحكيم شرع الله فى الأرض لا يأتى بحد السيف ولا بقوة السلاح وإنما بالاعتدال ولين الجانب، وأن بعض التجاوزات التى حدثت بحق أبنائنا لهو جرم كبير وانتهاك صارخ لجميع المعايير الشرعية والإنسانية، واستطرد البيان لسنا بعاجزين عن الرد بقوة على تلك التجاوزات ونمهل ولن نهمل.
واختتم البيان برسالة لأبناء القبائل الأخرى: "ابتداء من تاريخ صدور البيان على جميع عقلاء وحكماء القبائل البدوية فى محافظة شمال سيناء بالتواجد الفعلى فى الميدان وتشكيل خلية مشتركة لإدارة الأزمة على الفور وفى الحال وصف الجهود لرأب أى صدع يتسلل إلى عمق وجودنا ويهدد أمننا واستقرارنا".
اتفاق بين 3 قبائل على تطهير ربوع سيناء من داعش
وقال إبراهيم العرجانى، أحد أبرز رموز قبيلة الترابين فى تصريحات له إن قبائل الترابين ومعها السواركة والرميلات اتفقت على تطهير كل ربوع سيناء من عناصر داعش بالتنسيق مع الجيش، وسيتم إقامة تحالف قبلى خلال الأيام المقبلة برئاسة الشيخ عبد المجيد المنيعى لملاحقة الإرهابيين والدواعش وتصفيتهم، وتطهير كل ربوع ومدن سيناء منهم.
أهالى أرض الفيروز يرصدون أماكن تجمع الدواعش
وأضاف: "هؤلاء الدواعش يتمركزون فى مناطق المهدية وشبانة والعذراء وجهاد أبو طبل والمسمى ومناطق قليلة فى العريش بينما تطهرت مدينة الشيخ زويد منهم تماماً، ولا يجرؤ أحد منهم على دخولها"، مؤكداً أن القبائل عزمت على التخلص من هؤلاء الذين يحرقون ويقتلون وينهبون باسم الدين، كما أعد أفراد القبيلة كمائن فى مناطق مختلفة فى رفح لاصطياد عناصر التنظيم الإرهابى.
وقال عدد من أبناء قبيلة الترابين جنوب رفح، إن العناصر التكفيرية قامت فى غضون الأسابيع الثلاثة الأخيرة باختطاف عدد من الأهالى وقتلهم فضلا عن استهداف منازل ومجالس وقيامهم بتنفيذ جريمة بشعة بتفجير أحدهم نفسه وهو يقود سيارة مفخخة فى تجمع إقامة عددا من الشباب لحماية قرية البرث من العناصر التكفيرية وهو ما تسبب فى قتل شابين وإصابة 3 آخرين وقام الشباب الغاضب بملاحقة عنصر تكفيرى، وإحراقه انتقاما لضحاياهم.
وكيل دفاع البرلمان: قبائل سيناء تقوم بدور كبير فى مواجهة الإرهابيين
وعن دور النواب قال اللواء يحيى كدوانى، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، إن القبائل فى سيناء تقوم بدور كبير فى مواجهة الإرهابيين والجماعات التكفيرية، وإبلاغ الجهات المعنية لمواجهتهم فى مخابئهم فى سيناء، ويعدون هم الحصن الأساسى فى سيناء، لمواجهة هذه الجماعات المتطرفة بالتعاون مع قوات الجيش فى ذلك.
وأضاف وكيل دفاع البرلمان فى تصريح خاص لـ"برلمانى" أن الفترة الحالية تحتاج تكاتف من أبناء سيناء فى الإبلاغ عن تحرك كل الجماعات والمتطرفين فى سيناء، والعمل على مطاردتهم من أبناء سيناء من كل مناطقها المختلفة.
محمد الكومى: تكاتف أبناء قبائل سيناء لمواجهة الإرهاب هى ضربة جديدة للمتطرفين فى سيناء
وبدوره قال النائب محمد الكومى، عضو مجلس النواب، إن تكاتف أبناء قبائل سيناء لمواجهة الإرهاب هى ضربة جديدة للمتطرفين فى سيناء، والتى تعد هى بداية قوية ورد من أبناء سيناء أن هذه الجماعات لا تمت لهم بصلة، وأنها جماعات لا تريد أن نشر التكفير والقتل فى منهجهم ضد أبناء القوات المسلحة والشرطة فى سيناء.
وأضاف فى تصريح خاص لـ"برلمانى" أن القبائل سيكون لهم دور هام فى المواجهة وتسليم كل أعضاء التكفيرين ومطاردتهم من أرض الفيروز سيناء، لافتا أن الفترة المقبلة سيواجه الإرهاب ضربات قوية فى ظل أيضا من يواجهه من مطاردة من مخائبه التى يحتمى بها فى سيناء.