- باريس رفعت مستوى التعاون مع القاهرة لمواجهة الإرهاب
- نبذل قصارى جهدنا لعودة السياحة لمصر لكن مقالاتنا ليست كافية
لم تكن زيارتها الأخيرة لمصر مجرد إجراء دبلوماسى روتينى، بل اتسم بالود والحميمية، فهى دائمة التأكيد على أن مصر دولة محورية فى المنطقة، وقدمت فور عودتها إلى باريس عددا من المقالات عن مصر فى محاولة منها لتصحيح صورة الفرنسيين عن الأوضاع فى مصر.
"ناتالى جوليت" عضو مجلس الشيوخ الفرنسى، ونائب رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى والعلاقات الخارجية، ورئيس جمعية الصداقة الفرنسية بالخليج، كلها مناصب تؤكد مدى اقترابها الشديد من مصر ومنطقة الشرق الأوسط، وإدراكها لتشابكات كثير من الخيوط بين مصر ودول المنطقة وفرنسا، وهو ما اتضح فى حوارنا معها حول بعض تلك القضايا.
ما توقعاتك لنتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية؟
أتمنى ألا تفوز مارين لوبان بانتخابات الرئاسة الفرنسية، ليس فقط بسبب تطرفها، وإنما أيضا للصورة العامة لفرنسا.
إيمانويل ماكرون أكد فى تصريحات صحفية أن الاتحاد الأوروبى يحتاج إصلاحات داخلية.. وإلا من الممكن أن يواجه خروج فرنسا أيضا مثل بريطانيا.. ما تعليقك على ذلك وهل تتوقعى أن تأخذ فرنسا هذه الخطوة؟
لا أعرف تحديدا برنامجه فى هذا الشأن، ولكننى أتفق معه فى أن الاتحاد الأوروبى يحتاج إلى الكثير من الإصلاحات بسبب قواعده الإدارية المعقدة والثقيلة، ولكن لا أتوقع أن فرنسا يمكنها الخروج من الاتحاد الأوروبى حاليا.
مارين لوبان وماكرون كلاهما تحدث عن ضرورة مواجهة الإرهاب باعتباره أحد الرهانات القوية لديهما.. فما رأيك فى رؤية كل منهما فى مواجهة الإرهاب كقضية مهمة وملحة؟
مارين لوبان تكذب على الشعب الفرنسى، فهى ونواب حزبها لم يصوتوا على قانون واحد ضد الإرهاب، سواء فى مجلس الشيوخ أو فى الجمعية العامة أو البرلمان الأوروبى.
وبالمناسبة "ماكرون" لن يكون ضعيفا فى مواجهته للإرهاب، وسيستكمل ما اتخذته الحكومة السابقة من خطوات فى مواجهة الإرهاب منذ حادث شارلى إيبدو وحتى الآن.
أما بالنسبة لمارين لوبان فمعروف عنها أنها تمثل الإسلاموفوبيا، ومن السهل فى حالة فوزها أن تلجا إلى منع المسلمين واللاجئين، ولكن هذا لا يعد حلا لمواجهة الإرهاب، هى تستغل الإسلاموفوبيا لخدمة مصالحها.
الرئيس عبد الفتاح السيسى طالب المجتمع الدولى باتخاذ خطوات أكثر جدية فى مواجهة الإرهاب.. فى رأيك ما الدور الذى يمكن أن تلعبه فرنسا ومجلس الشيوخ الفرنسى فى هذا الشأن؟
لقد قدت لجنة تحقيق حول شبكة الجهاديين فى فرنسا وأوروبا، بمشاركة زميلى انرديه ريتشارد، وعملنا على هذه القضية منذ 3 سنوات، ونحن على كامل الاستعداد للتعاون مع مصر فما يتعلق بمناقشة المعلومات الخاصة بمكافحة الإرهاب، وكذلك كيفية اتخاذ إجراءات حاسمة للغاية لوقف تمويل الإرهاب.
كما أن فرنسا بدأت بالفعل على رفع مستوى التعاون مع مصر فى مختلف الأنظمة الجنائية، وكذلك رفع مستوى التعاون فى تبادل المعلومات الاستخباراتية.
وفى سبتمبر الماضى قمت بزيارة لمصر بمشاركة السيناتور ريتشارد، ووفد برلمانى بناءً على دعوة من النائب علاء والى، لإجراء مناقشات حول هذه القضية الدقيقة والمهمة، وكيفية زيادة التعاون الثنائى فيها بين البلدين.
وبالفعل أصبح لدينا خارطة طريق، وفعلنا بعض الاتفاقيات بشأن التعاون فى مكافحة الإرهاب، وآمل أن يكون لدينا فرصة للعمل بانتظام فى قضية مكافحة الإرهاب.
هل من الممكن أن تعيد فرنسا النظر فى علاقاتها مع قطر خاصة أن كلا من مارين لوبان وإيمانويل ماكرون أفصحا عن نيتهما لذلك؟
من الصعب جدا تعديل الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين، ولكن ما ذكراه هو تعبير شعبى عن عدم حب الخليج، لأن دول مجلس التعاون الخليجى لديها صورة سيئة فى فرنسا، ربما تكون هذه الصورة غير عادلة ولكنها مفهومة أيضا بسبب ما يدعموه من تجاهل حقوق المرأة، ودعم حقوق الإعدام، والرجم وغيرها.
أعتقد أيضا أن السبب فى ذلك هو أن الكثير من دول الخليج لديهم علاقة بتمويل الإرهاب والجماعات الإرهابية، ولكن من الصعب حاليا أن نتحدث عن إعادة النظر فى العلاقات حتى وإن أشاروا إلى ذلك خلال حملاتهم الانتخابية، فالحملات الانتخابية ليس الوقت المناسب للتعبير عن مشاعر متوازنة.. ولتكن إجابتى على سؤالك دعونا ننتظر ونرى.
كيف ترين زيارة بابا الفاتيكان لمصر؟
عظيمة.. بابا الفاتيكان كان شجاعا فى اصراره على زيارة مصر، وبشكل أكثر دقة عدم إلغاء البابا لزيارته رغم الحوادث الإرهابية كانت دليلا على احترامه للضحايا، ودعم لجميع المسيحيين فى مصر والشرق الأوسط، وماذا ستكون مصر والشرق الأوسط بدون المسيحيين الذين ساهموا فى بناء العديد من الأمم، كما أن الزيارة كانت علامة على الإنسانية والإخاء واحترام التعددية الثقافية.
هل من الممكن أن يعلن مجلس الشيوخ الفرنسى جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية؟
لا يمكننى الإجابة على ذلك حاليًا، ولكن ما أعلمه أن عددا من البرلمانيين يعملون فى هذا الإطار فعليا وفقا للقوانين الخاصة بنا، وبالتأكيد علينا أن نوازن بين اتخاذ هذا القرار وبين مبدأ حرية التعبير.
متى يمكن أن يعود تدفق السائحين الفرنسيين لمصر بشكل طبييعى؟
نحن نبذل قصارى جهدنا فى هذا الملف، ولكن التأمين هو المشكلة الرئيسية بالنسبة للسائحين، ولقد زرنا مصر فى أكتوبر الماضى مع فريق من الصحفيين الفرنسيين من مختلف الصحف المحلية، وقمنا بكتابة مقالات رائعة عن مصر تم نشرها فى هذه الصحف، ولكن هذا ليس كافيا، بالإضافة إلى أنه بعد أى هجوم سواء كان فى باريس أو لندن أو سيناء، يصبح تخوف السائحين طبيعيا وشرعيا، إنه وقت صعب ولكننا نعمل على ذلك وأتمنى عودتها قريبا.