استمراراً للمطالب التى نادى بها الجانب الروسى فى تأمين المطارات المصرية، شهد الجانب المصرى تعنتا واضح من قبل روسيا فى مطالبها التى تضمنت تواجد خبراء أمن روس بالمطارات المصرية، للاطلاع على إجراءات التأمين بشكل دورى، إلا أن الجهات المصرية أبدت رفضها القاطع لهذا المطلب على وجه التحديد، وهذا ما أيده نواب البرلمان، مؤكدين على أن الدولة المصرية قادرة على حماية أمنها ومطاراتها.
وقال الدكتور عمرو صدقى، الخبير السياحى، وعضو مجلس النواب، إن طول فترة المفاوضات التى تمت بين الجانبين المصرى والروسى بشأن عودة السياحة الروسية إلى مصر من جديد، أدى إلى تعقيد الأمور، إلا أن هناك تعنتا واضحا وصريحا من قبل الحكومة الروسية فى عودة سياحها لمصر من جديد، فعلى الرغم من تصريحات وزير النقل الروسى بشأن قرب عودة السياحة الروسية لمصر إلا أنه لم يظهر هذا جليا على أرض الواقع.
وأضاف "صدقى" فى تصريحات لـ "برلمانى"، أنه يتوجه بالتحية للقيادة المصرية على رفض هذا التعنت، وخصوصا رفض السماح بتواجد خبراء روس بالمطارات المصرية، قائلا "إحنا لا يمكن أن نرضخ لمثل هذه المطالب، فهذا سيفتح الباب أمام الدول التى تتعامل معها مصر فى مجال السياحة أن تطالب بتواجد خبراء لها فى المطارات المصرية وهذا لن يحدث"، لافتا إلى أن مصر قادرة على حماية أمنها بنفسها، والدليل ما شهدت به اللجان المتتالية من قبل روسيا بتأمين المطارات المصرية.
وتابع "صدقى"، أنه لابد وأن تقترح الحكومة المصرية تكثيف التعاون المشترك مع الجانب الروسى من خلال استقدام لجان من حين لأخر فى شكل زائرين للإطلاع على التأمينات بالمطارات وتبادل التقارير لتحسين الخدمات فى المطارات المصرية.
وأرجع الخبير السياحى، التعنت الروسى فى عودة السياح إلى مصر إلى حالة الركود التى أصابت الإقتصاد الروسى مؤخرا، ومحاولة الحكومة الروسية فى الحفاظ على عملتها من التسرب إلى الخارج، لافتا إلى أن رغبة السياح الروس أنفسهم ستمثل عاملا للضغط على الحكومة للرضوخ لمطالبهم لعودة السياحة الروسية لمصر من جديد، ولابد على الدولة المصرية أن تبحث عن أسواق بديلة.
وبدورها قالت النائبة إيفيلن متى، عضو مجلس النواب، أنه لا يجب المساس بأمن مصر الداخلى، وأنه لا يمكن القبول بتحكمات تقلل من التواجد المصرى فى تأمين المطارات المصرية.
واستطردت: "هو إحنا لما بنبعت أبناءنا يتعلموا ولا يتفسحوا أو يشتغلوا فى روسيا، بنبعت معاهم خبراء أمن مصريين فى المطارات الروسية، اللى عاوز يجى يا مرحب بيه واللى مش عاوز خلاص".
وأضافت "متى" فى تصريحات لـ "برلمانى"، أنه لابد من إعادة توجيه الأنظار المصرية إلى أسواق بديلة تهدف إلى فتح التعاملات مع دول من الممكن أن تمثل مصادر رئيسية للسياحة المصرية، قائلة "عندنا دول كبيرة بيدرسوا حضارات فرعونية، ولابد من توجيه شركات السياحة لعمل دعاية جيدة فى تلك البلدان من خلال دراسات تعدها الوزارة".
وتابعت عضو مجلس النواب: "مش ممكن إننا نحول مطاراتنا لثكنات عسكرية لصالح دول أخرى، وإحنا عندنا القدرة الكافية إننا نحمى مطاراتنا، والإرهاب موجود فى كل دول العالم حتى روسيا نفسها، ويكفى ما حدث فى محطة مترو الأنفاق بروسيا".
وفى السياق ذاته، قال النائب محمد عبده، عضو لجنة السياحة والطيران المدنى بمجلس النواب، إن مصر لن تفرط فى سيادتها على مطاراتها، وأوضح "مفيش دولة محترمة تجيب ناس يشاركوها على أرضها، وكفاية اللى احنا ضحينا بيه فى سبيل عودة السياحة الروسية لمصر من جديد، ومش هنقدر نعمل أكتر من كده".
وأضاف "عبده"، أنه لابد من الإتجاه إلى دعم وتنشيط السياحة العربية والتركيز أكثر على دول منطقة الخليج، حيث أن السائح العربى الأطول إقامة والأكثر إنفاقا، قائلا "الدنيا مش هتقف لو السياحة الروسية مرجعتش، ولازم نشوف أسواق بديلة".