قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن مصر تمارس سياسة شريفة في زمن عز فيه الشرف، مؤكداً أن مصر دولة رشيدة تحترم نفسها وتحترم الآخرين، ولها وجه واحد وتتعامل مع أي أزمة بالحوار.
وأضاف "احنا دولة رشيدة ومحترمة وليها وجه واحد، ومصر عمرها مهتكون ديل لحد"، موضحاً أن مصر تحترم نفسها وتمد يدها فقط للتعاون والبناء والتنمية.
واستكمل الرئيس السيسى، فى رده على سؤال خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع المستشار النمساوي كريستيان كيرن، حول تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير الأخيرة التي هاجم خلالها مصر، وزعم فيها أن مصر تدعم متمردي دارفور: "سياسة مصر ثابتة لا تتغير، وتستند إلى عدد من الثوابت وهي عدم التدخل في شئون الآخرين، وعدم التآمر على آحد"، مشيراً إلى أنه خلال تواجده في القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض، أكد على استراتيجة مصر الواضحة في مواجهة الإرهاب، مشدداً على أن مصر لا تتآمر ولا تقوم بإجراءات خسيسة ضد أحد.
وذكر الرئيس أن مصر لا تدير سياسة مزدوجة، مشيراً إلى مصر لن تتغير عن سياستها مهما كانت التحديات وتقف على أرض صلبة بصلابة ووحدة المصريين.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أن لقاءه مع مستشار النمسا كريستيان كيرن، تناول مختلف قضايا التعاون الثنائى بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين.
وأدان الرئيس السيسى الحادث الإرهابي الذي وقع في مانشستر ببريطانيا، وقال إن الرئاسة المصرية أصدرت بيانا في هذا الشأن، لكنه حرص على إدانة هذا العمل الإرهابي وأي عمل مماثل في العالم، خلال المؤتمر الصحفي.
من ناحية أخرى، أكد الرئيس السيسي أنه اتفق مع مستشار النمسا، خلال مباحثاتهما، على أهمية الارتقاء بحجم التعاون بين مصر والنمسا، وتطوير الشراكة على الصعيد الاقتصادى والاستثمارى فضلا عن زيادة التبادل التجارى بين البلدين وعقد الاجتماع القادم للجنة المشتركة، مضيفًا: لمست اهتماما من مستشار النمسا من الفرص التى يتيحها الاقتصاد المصرى لزيادة حجم الاستثمارات النمساوية فى مصر ونقل الخبرة النمساوية اليها، سواء فيما يتعلق بالمشروعات القومية الجارى تنفيذها، أو بدعم المشروعات المتوسطة والصغيرة التى تعد النمسا من الدول صاحبة التجارب الرائدة فى تعزيز دورها ودعامة رئيسية للنمو الاقتصادى.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن اللقاء تتطرق إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وسبل التعاون لمواجهة التحديات الراهنة على الساحتين الدولية والإقليمية، حيث تم الاتفاق على تعزيز وتكثيف التشاور الثنائى وتنسيق الجهود بين البلدين فى المحافل الدولية ولا سيما من أجل دعم الجهود الدولية الرامية لوقف نزيف الدم فى سوريا، وإعادة الاستقرار فى ليبيا، والتعامل الفعال مع قضية تدفق اللاجئين والهجرة غير الشرعية.
وأوضح أنهما استعرضا سبل التصدى لقوى الإرهاب والتطرف والتى باتت تمثل تهديدا مشتركا لأمن واستقرار المجتمع الدولى ككل، وأكدت لمستشار النمسا عزم مصر والتزامها بالوقوف لمواجهة هذا الخطر المشترك الذى لا يعرف وطنا أو دينا.
وقال الرئيس السيسي، إن مصر والنمسا ارتبطا على مدار عقود بعلاقات متميزة، أتاحت للبلدين التعاون معاً، مشيراً إلى أن أن تلاقى المصالح والرؤية المشتركة بين البلدين يساهم بشكل كبير فى تعزيز التعاون بين البلدين.
وأشار الرئيس السيسي إلى أنهما عقدا جلسة مباحثات مثمرة وبناءة، واتفقا على أهمية الارتقاء بحجم التعاون بين مصر والنمسا، وعقد اجتماع اللجنة المشتركة، وزيادة حجم الاستثمارات النمساوية فى مصر.
وأوضح الرئيس السيسي أنه استعرض مع مستشار النمسا، الخطة الطموحة التى تعمل عليها مصر فى سبيل الإصلاح الاقتصادى، كما تطرقت مباحثاتهما إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
من جانبه، دعا المستشار النمساوى كريستيان كيرن، إلى دعم جهود مصر فى حربها ضد الإرهاب، وذلك من أجل ضمان استقرارها.
وحول الإجراءات الاقتصادية التى طبقتها مصر مؤخرا، قال مستشار النمسا، إم الإصلاحات الاقتصادية الجرئية التى تقوم بها مصر شجاعة للغاية، وأعتقد أنها عملية مستدامة وطويلة الأمد ولم يكن هناك مفر من تطبيقها.
وفيما يتعلق بمشكلة الهجرة غير الشرعية، قال: "تحدثنا عن مشكلة الهجرة والوضع السياسي الذى يؤثر على حركة الهجرة واللجوء، وبحثنا حل مستدام، وأكدت أن مصر تقوم بدور رائد فى هذا الأمر، وتسهم فى ايجاد حلولا لمشكلة الاستقرار فى ليبيا والتى تؤثر على مشكلة الهجرة فى اوروبا.
وأكد المستشار النمساوي أن استقرار ليبيا من شأنه أن يسهم فى استقرار اوروبا ايضا، ومصر ساهمت كثيرا فى دعم وتأمين الحدود، ونحن نقدر هذا الدور الذى تلعبه مصر ونثمن هذا الدور وهناك بعض الخطوات التى يجب ان ندعمها فيها.