شهدت الأيام القليلة الماضية حضور عدد كبير من وزراء حكومة المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء إلى البرلمان، وكانت الزيارة الأبرز للدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية، الإثنين الماضى الموافق 22 مايو، للجنة الشئون الاقتصادية لعرض خطة الوزارة للاستعداد لشهر رمضان الكريم ومناقشة موازنة الوزارة الجهات والهيئات التابعة لها.
واتسم اللقاء الأول لوزير التموين بالنواب، منذ ترك منصبه كرئيس للجنة نفسها قبل أن يتولى منصبه الوزارى فى فبراير الماضى، بالهدوء، وطغت خلاله روح الود والمحبة والحميمية على التقاليد والأعراف البرلمانية، حيث تعامل المصيلحى باعتباره رئيس لجنة الشئون الاقتصادية كما كان من قبل.
وجلس المصيلحى على كرسى رئيس اللجنة، وعلى يمينه عمرو غلاب رئيس اللجنة، وعلى يساره الدكتور مدحت الشريف وكيل اللجنة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد كان للمصيلحى نصيب الأسد من الحديث خلال الاجتماع، كما أنه بدا لمن حضر الاجتماع أن الوزير كان هو من يدير الجلسة ويمنح الكلمة للنواب فى بعض الأوقات.
ولم يُبدِ النائب عمرو غلاب رئيس لجنة الشئون الاقتصادية أى امتعاض من أسلوب الدكتور على المصيلحى خلال الاجتماع، بل على العكس بدا عليه الترحيب بالوزير الذى ترأس اللجنة قبل رحيله عن البرلمان، وكان التعليق الوحيد من نصيب الدكتور مدحت الشريف وكيل اللجنة، عندما نادى المصيلحى على أحد عمال اللجنة لمنح الكلمة لأحد النواب، قائلا "الميكروفون يا إبنى"، فرد عليه مدحت الشريف ضاحكا "حضرتك الوزير يا فندم".
وكان المصيلحى حريص على توجيه حديثه لأعضاء البرلمان باعتباره فردا منهم، حيث كرر خلال حديثه عبارات تؤكد ذلك، منها، "أنا جاى من عندكم"، "إحنا إخوات"، واللافت للنظر أنه كان يذكر أحيانا أنه يتحدث كوزير وليس كرئيس للجنة الشئون الاقتصادية.
وجاء المشهد الأخير عندما حاول المصيلحى إنهاء الاجتماع بنفسه، قائلا "أشكركم أنا بقى"، وهم بالانصراف، إلا أن وكيل اللجنة مدحت الشريف رفض انصراف الوزير قبل أن يجيب على باقى التساؤلات التى وُجهت له من النواب.
ولم يعكر صفو هذا اللقاء الهادئ سوى مشادة كلامية حادة بين الدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية، والنائب محمود محى الدين عضو البرلمان، بعد ما أثاره النائب بشأن امتناع بعض أصحاب المطاحن عن استلام الأقماح من الموانئ بسبب تكلفة النقل.
وهدد المصيلحى بالانسحاب من اجتماع اللجنة الاقتصادية بالبرلمان، قبل أن يعلن عن فتح تحقيق عاجل فيما أثاره النائب، لافتا إلى أن استلام القمح مسئولية المطاحن، قائلا "وإذا كان هناك تقاعس عن استلام القمح فسيتم فتح تحقيق وسيعلم كل الأعضاء نتيجته".
وتابع مصيلحى موجها حديثه للنائب: "أنت تتكلم فيما لا تعلم، وتدافع عمن تقاعس عن طحن القمح، والمطحن هو المسئول عن إحضار القمح من الصوامع والموانئ، وليس من العدل إضاعة وقت اللجنة المتميزة فى الدفاع عن أصحاب مطاحن تقاعسوا عن الذهاب للموانئ لإحضار القمح لتكلفة النقل، كنت أتمنى أن أسمع كلاما موضوعيا ونضع النقاط على الحروف، هذا الأمر غاية فى الخطورة".
ومن جانبه قال النائب محمود محى الدين، أن أصحاب المطاحن يرفضون صرف القمح من الموانئ، لارتفاع التكلفة عليهم والتى تصل إلى 10 آلاف جنيه، متهما وزير التموين بدعم الفساد فى وزارة التموين، وهو ما نفاه الدكتور على المصيلحى بشكل قاطع، مؤكدا أنه لا يوجد أى زيادات فى تكلفة المطاحن.