العلاقة القوية بين "بريطانيا" وتنظيم الإخوان رصدتها عشرات الكتب ومئات الدراسات والأبحاث، لكن مؤخرًا ظهر ما لم يكن فى الحسبان ألا وهو تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية فى لندن، الأمر الذى يثير تساؤلات عدة، منها على سبيل المثال، هل ظهور هذه العلميات سيعيد تحقيقات مجلس العموم البريطانى حول نشاط الإخوان وعلاقة الجماعة بالإرهاب والتطرف؟، هل سقوط ضحايا فى لندن سينعكس بالسلب على علاقة الإخوان مع بريطانيا؟، هل العمليات الإرهابية الأخيرة ستقطع حبل الوصل بين لندن والجماعة؟.
شهدت العاصمة البريطانية لندن خلال آخر شهرين شن 3 عمليات إرهابية تبناها تنظيم داعش الإرهابى، بجانب إحباط محاولة إرهابية أخرى خلال الفترة الماضية، وهو ما يؤكد أن لندن أصبحت ضمن دائرة اهتمام الإرهابيين خلال الفترة الحالية. لندن التى رفضت خلال الفترة الماضية اتخاذ أى خطوات تجاه التنظيمات الإرهابية، بل أنها رفضت اعتبار الإخوان منظمة إرهابية فى آخر تقرير صادر عن التحقيقات البريطانية التى أجرتها عن الإخوان.
وفى هذا السياق، يقول يسرى نجيب، عضو مجلس النواب، أنه لم يعد أمام بريطانيا سوى أن تتخذ قرارات قوية تجاه الجماعة، خاصة أن هناك قيادات إخوانية بالفعل تحرض داعش وتناصرها، موضحًا أنه لم يعد مفر لدى بريطانيا سوى أن تبدأ فى اتخاذ نفس الخطوات التى اتخذتها مصر والإمارات والسعودية تجاه الجماعة.
وأضاف عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، لـ"برلمانى" أن كل من داعش والإخوان مرتبطين ببعضهم البعض، ولذلك فإن تبنى داعش العمليات الإرهابية التى طالت لندن خلال الفترة الأخيرة يستوجب على الحكومة البريطانية أن تتوقف عن دعم الإخوان واستقبال مكتبهم التابع للتنظيم الدولى.
وفى السياق ذاته، يقول النائب محمود الصعيدى، عضو ائتلاف دعم مصر، أن سياسة احتواء بريطانيا للإخوان أثبتت فشلها، ومعظم دول العالم الآن بدأت تتخذ مواقف ضد الجماعات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان، موضحًا أن تساهل لندن مع الإرهابيين ساهم فى انتشار الأعمال الإرهابية داخل أراضيها.
ويشير عضو ائتلاف دعم مصر إلى أن لندن ستظل تعانى من انتشارا لعمليات الإرهابية وسقوط ضحايا، طالما تستمر فى دعم الإرهابيين، خاصة أنها تعطى مزايا اللجوء والجنسية لهؤلاء الإرهابيين، موضحًا أن دول العالم ستضغط على بريطانيا خلال الفترة المقبلة لتغيير موقفها من الجماعة.
وبدورها، قالت داليا زيادة، مقررة حملة "اعتبار الإخوان جماعة إرهابية عالميًا"، أن حادث لندن لم يكن أول العمليات الإرهابية ولن يكون آخرها، وأحد هذه الاعتداءات وهو حادث مانشستر قام به إخوانى، فكل ذلك سيعيد فتح الملف ويجدد التحقيقات بشأن الإخوان داخل بريطانيا ويجعلها تعيد النظر فى مسألة احتوائهم" مضيفة: "عندما يكون فى بيتك ثعبان يجب أن تقتله لا أن تحتضنه".
وأضافت زيادة، أن تقرير مجلس العموم البريطانى الذى وثق السلسة السادسة من التحقيقات البريطانية بشأن الإخوان قال أن الإخوان هم "حائط الصد ضد الجماعات المتطرفة والعنيفة" ونفى التقرير الصادر فى نوفمبر 2016 كل ما جاء فى تقرير لجنة سير جينكينز التى أدانت الإخوان فى عهد ديفيد كاميرون واتهمتها بالتحيز.
وتابعت أن بريطانيا فعلت ذلك ظناً منها أن احتواء الإخوان سيجعلها فى مأمن، خصوصًا أن أكبر قيادات الجماعة يعيشون فى بريطانيا، ومنهم نائب المرشد أو المرشد الفعلى للجماعة الآن إبراهيم منير، كما أن بريطانيا وتركيا هما الدولتين الوحيدتين فى أوروبا التى يعيش فيهما الإخوان بأمان، ومجرد أن أمن الإخوان من استهداف الحكومة البريطانية لهم، بدأت الهجمات الإرهابية تتوالى.