تمدد تنظيم الدولة المعروف إعلاميا بتنظيم داعش فجأة، على مساحات جغرافية واسعة من منطقة بادية الشام الرابطة بين شرقى العراق وغربى سوريا، وذهب إلى ما هو أبعد من ذلك وتواجد فى الأراضى الليبية واليمنية وبايعته تنظيمات تكفيرية فى سيناء المصرية، قبل أن يلقى هزائم متتالية على جميع الجبهات الواسعة، جعلته يعترف بالفاجعة.
فمن جانبه أقر المتحدث باسم التنظيم، المدعو أبو الحسن المهاجر، فى تسجيل صوتى جديد نشره التنظيم مساء الاثنين، بالهزائم المتلاحقة للتنظيم فى الموصل العراقية والرقة السورية، ومناطق آخرى خاضعة لسيطرته.
وقال المتحدث باسم التنظيم أبو الحسن المهاجر فى التسجيل: "إن هناك ابتلاءات نمر بها اليوم من تحزب الأحزاب واجتماع الممل على قتالنا وحربنا.
وأشاد "المهاجر" بالعملية الإرهابية التى نفذها عناصر التنظيم فى العاصمة الإيرانية طهران، محرضا مسلحيه على تنفيذ عمليات إرهابية فى أوروبا وأمريكا وأستراليا.
بداية الهزائم على يد الجيش المصرى
لم تكن مفارقة أن يتلقى التنظيم بدايات هزائمه على يد القوات المسلحة المصرية فى سيناء وفى ليبيا، ذلك أن الجيش المصرى أجبر مسلحى التنظيم فى سيناء على الاختبار والاختبار داخل أوكارهم نظرا لما لاقوه من بسالة وقدرة على التصدى للهجمات الإرهابية واحدة تلو الأخرى على العكس من الجيوش الأخرى التى كانت تفر وتنسحب أمام ميليشات التنظيم فى بلدان أخرى.
فمنذ إعلان التكفيريين فى سيناء مبايعتهم لداعش لم يتمكنوا من تطوير عمليات نوعية ضد الجيش المصرى كما هو الحال فى العراق وسرويا ولم يعلنوا السيطرة على أى مساحة جغرافية بسيناء بالرغم من أنهم كانوا يستهدفون إعلان سيطرتهم على مدينة الشيخ زويد، غير أن تجانس القوات المصرية برا وجوا حرم التنظيم من الفوز بما يريد بل أجبره على التقهقر للخلف والاختبار فى الجحور.
الأمر نفسه حدث فى ليبيا من جانب القوات الجوية المصرية التى ردت إلى التنظيم عملياته النوعية، ردا على اغتيال المصريين فى ليبيا بعمليات متلاحقة فى 16 فبراير من العام 2015، وعمليات أخرى كان آخرها الطلعات الجوية المكثفة التى استهدفت تقويض دعائم التنظيم فى الأراضى الليبية.
وقبل أسبوعين أصدرت القوات المسلحة المصرية، بيانا حول الضربات الجوية ضد معسكرات العناصر الإرهابية فى دولة ليبيا، مؤكدة أنه بناء على توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبعد التنسيق والتدقيق الكامل لكافة المعلومات والبيانات قامت القوات الجوية بتنفيذ ضربة جوية مركزة ضد تجمعات لعناصر إرهابية، بعد التأكد من اشتراكها فى التخطيط والتنفيذ للحادث الإرهابى الغادر الذى وقع يوم الجمعة 25 مايو الماضى فى محافظة المنيا.
انكسار داعش فى سوريا
وفى الأيام الأخيرة تلقى التنظيم عددا من الهزائم على الأراضى السورية خاصة بعد أن تمكنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، من تحقيق تقدم ملحوظ نحو بلدة المنصورة بريف الرقة، بحسب ما نقله المرصد السورى لحقوق الإنسان.
وذكر المرصد، فى بيان يوم 2 يونيو 2017، أن قوات عملية "غضب الفرات" تمكنت من تحقيق تقدم فى البلدة التى تُعدّ أكبر بلدات الريف الغربى للرقة، مضيفا أن القوات تقوم بعمليات تمشيط للمناطق التى دخلها مقاتلوها بهدف نزع الألغام وتعطيل العبوات الناسفة التى زرعها التنظيم بكثافة.
وتشير معركة الرقة الماضية أن التنظيم على بعد خطوات من النهاية، خاصة بعد أن أطلق تحالف فصائل كردية وعربية بدعم من التحالف الدولى معركة لاستعادة الرقة، (عاصمة داعش فى سوريا)، وتقدموا فى قرى وبلدات عدة فى المحافظة، وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون فى 17 فبراير الماضى أن قادة التنظيم بدأوا يغادرون الرقة، لاسيما مع التقارير الإخبارية التى أفادت بأن عددا كبيرا من عناصر التنظيم لقوا حتفهم فى عمليات متفرقة قام بها التحالف الدولى.
وقبل يومين تقدم مجددا تحالف قوات سوريا الديمقراطية الكردى العربى المدعوم من الولايات المتحدة فى الشطر الغربى من مدينة الرقة التى يتخذها تنظيم الدولة الإسلامية "عاصمة" له، وقال التحالف الدولى الذى تقوده الولايات المتحدة الأمريكية أن التحرك فتح جبهة جديدة داخل مدينة الرقة.
يشار إلى أن المقاتلين الأكراد والعرب دخلوا إلى النصف الشرقى من المدينة فى الأسبوع الماضى، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة بين مقاتلى التحالف ومسلحى تنظيم الدولة، بحسب بيان نشرته التحالف الدولى ضد داعش فى العراق وسوريا.
الموصل بداية نهاية داعش فى العراق
منذ 17 أكتوبر الماضى يشن الجيش العراقى بالتعاون مع القوات الكريدة والسنية والأمريكية والتركية عملية استعادة الموصل تحت شعار "قادمون يا نينوى" مدعوما بقوات "البيشمركة" الكردية ووحدات "الحشد الشعبى" و"الحشد العشائرى" وطيران التحالف الدولى، بهدف تحرير الموصل من سيطرة تنظيم "داعش".
وتعتبر هذه العملية الأكبر منذ اجتياح مسلحى تنظيم داعش الإرهابى شمالى وغربى العراق وسيطرتهم على نحو ثلث مساحة البلاد فى صيف 2014، وبعد استعادتها الجانب الشرقى من مدينة الموصل، بدأت القوات العراقية فى 19 فبراير من العام الحالى 2017 عمليات اقتحام الجانب الغربى للمدينة، الذى يمثل المعقل الرئيس للتنظيم، وذلك وسط أنباء عن خسائر بشرية فادحة بين السكان المحليين.
وتشير تلك الأنباء بناء على التحالف الموسع الذى يواجهه داعش أن نهايته أضحت قريبة، فى العراق، لاسيما بعد هزائمه المتتالية فى الرقة السورية.