الجمعة، 22 نوفمبر 2024 08:11 م

الباحثون عن الغنائم السياسية يستغلون المشهد لحصد المكاسب على جثة التوافق العربى.. أصحاب شعارات القومية خانوا أنفسهم وأعادوا الجزيرة وقنوات الإخوان على طريقة "التحالف مع الشيطان"

الجهلاء يهدمون الصف العربى

الجهلاء يهدمون الصف العربى الجهلاء يهدمون الصف العربى
الأربعاء، 14 يونيو 2017 10:08 م
كتب محمد أبو عوض

48 ساعة مليئة بالمشاهد الصادمة والمربكة التى لم يكن يتوقعها أو يرغبها أحد، خاصة أن مصر استطاعت خلال ثلاثة أعوام ماضية أن تعيد الاتزان إلى نفسها كدولة محورية، وإلى المنطقة العربية التى عانت من خلل بوصلتها على مدار سنوات مضت، إلا أن اليومين الماضيين شهدت أحداثا ضربت كافة الثوابت التى نجحت الدبلوماسية المصرية فى ترسيخها على مدار الفترة الماضية.

 

ما كشفته الأيام الماضية هو سقوط كثير من الأقنعة التى ارتدتها وجوه وشخصيات معارضة فى مصر، كانت تهلل وتصفق بحرارة لنجاح مصر الدبلوماسى فى جمع شمل العرب والخليج فى مواجهة الدول الداعمة للإرهاب مثل قطر، ومؤسساتها الإعلامية كالجزيرة، وغيرها من القنوات التابعة لتنظيم الإخوان.

 

أصحاب شعارات الحرية يروجون لأنفسهم عبر قنوات الإرهاب

ظلت تلك المباركة من كافة الأطياف المصرية حتى وجدوا فى اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية مدخلا جديدا لعودتهم إلى المشهد السياسى فى مصر، بعد إخفاقات متتالية منذ ثورة يناير 2011، وبعد استعادة الدولة المصرية لقيمتها وقيمة مؤسساتها خارجيا وداخليا.

 

إلا أن الدابة التى قررت تلك الشخصيات امتطاءها أثناء عودتهم للمشهد كانت مفاجئة، فلم يتوقع أحد أن يضحى هؤلاء بالصف العربى الذى عاد للتماسك ضد داعمى الإرهاب، وأن يضربوا كل الثوابت التى دعت إليها مصر ودعمتها الدول العربية فى مقاطعة الدول الداعمة للإرهاب وقنواتها الإعلامية، وقرر بعض هؤلاء أن يظهروا من خلال تلك القنوات ليعلنوا من خلالها مواقفهم ومطالبهم وأهدافهم التى عادوا من أجلها، ونسوا أن تلك القنوات كالجزيرة وغيرها، استهدف على مدار 4 سنوات ماضية أمن مصر واستقرارها، واستهدفت تقسيمها وزرع الفتنة بين أبنائها، فكيف يثقون فيها لتكون حاملة لآرائهم وناقلة لها.

 

أصحاب شعارات القومية العربية يخونون الصف العربى

الأزمة الأخطر فى ظهور رموز الصف الأول فى الأحداث الرافضة لاتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية على تلك الوسائل الإعلامية القطرية والإخوانية الداعمة للإرهاب، هى أن ذلك الظهور يمثل تهديدا للتوحد العربى ضد تلك القنوات، ويمنح دعما وشرعية زائفة لتلك الوسائل الإعلامية تعيدهم إلى المشهد سائرين على جثة التوافق العربى ضدهم، وتعارض كافة الشعارات التى يرددها هؤلاء عن القومية العربية والدم الواحد، معارضة تصل حد الخيانة.

 

الشارع لن يخدع ثانية بشعارات "حلفاء الشيطان"

وتبقى الرسالة الواضحة من تلك الفعال التى لا تراعى وطن ولا قومية هى أن بعض هؤلاء المعارضين أدمنوا نظرية التحالف مع الشيطان من أجل العودة إلى المشهد، رغم يقينهم أنهم لن يحصدوا أكثر من مجرد الظهور من جديد، لأن الشارع المصرى أصبح واعيا لكل ألاعيبهم مهما رددوا من شعارات براقة ورنانة ومهما ادعوا التحدث باسم الشعب وأحلامه، وكما تحالفوا مع الإخوان فى الماضى عقب ثورة يناير وأتوا بهم إلى الحكم، يتحدون مع وسائلهم الإعلامية الآن بعد ما أريق من دماء وبعد ما أحاكوا لمصر وللعرب من مؤامرات.


الأكثر قراءة



print