مليارات قطر فى الدول الأوروبية

بعد اتخاذ الدول العربية قرارها بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وما تلاه من قرارات بوقف الخطوط الجوية، والملاحة، وبعض العقوبات الاقتصادية التى فرضتها دول الخليج، لإجبار قطر على تغيير سياستها الداعمة للإرهاب، سعت قطر للعب بالمصطلحات لتغيير مسار القضية الرئيسية من تغيير سياستها بعدم الإرهاب، إلى التركيز على أنها تتعرض لحصار اقتصادى، قوى من دول الخليج.

ما شجع قطر على ذلك بعض المواقف الدولية المختلفة، خاصة الدول الأوروبية التى لم تطرق إلى الحديث عن الهدف الأساسى من القرارات الخليجية، وهو دعم الإرهاب، والجماعات الإرهابية سواء بطرية مباشرة أو غير مباشرة، إلى وصف الأزمة بأنها خلاف خليجى، دون التطرق إلى ما دون ذلك.

البعض أشار إلى أن موقف الدول الأوروبية مرتبط بشكل أساسى بالمصالح الاقتصادية لقطر فى هذه الدول، خاصة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.

قطر تحتمى بنفوذها المالى

وقال السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، عضو لجنة العلاقات الخارجية، إن قطر احتمت بنفوذها المالى وتغلغلها فى اقتصاد دول هامة مثل ألمانيا.

وأضاف العرابى لـ"برلمانى": قطر استطاعت تصوير القضية على أنها ضحية، وأن هناك حصارا مفروضا عليها، وبالتالى حولت مسار القضية لتمييعها وهى دعمها للإرهاب.

وأشار العرابى، إلى أن الدولة الوحيدة التى تربط الموضوع بالإرهاب وعلى استحياء هى الولايات المتحدة، ولن تستطيع الولايات المتحدة التمادى فى هذا اﻷمر حتى لا تكشف علاقات تربط أجهزتها باﻷنشطة القطرية.

وأكد العرابى، أن اختزال اﻷمر من قبل الدول اﻷخرى على أنه خلاف خليجى فقط أمر مؤسف، ويجعل قطر تتخذ موقفا متشددا وتستمر فى سياستها.

ما حجم استثمارات قطر فى الدول الأوروبية؟

ألمانيا حاولت الوقوف على الحياد فى البداية وفيما بعد أظهرت موقفًا متحيزًا لقطر معلنة صراحة أن الحصار عليها سيضر بمصالحها.

وأعلن وزير الخارجية الألمانى زيغمار غابرييل رفضه ما وصفه بالحصار المفروض على قطر، الحصار المفروض على دولة قطر، مؤكدا أن الدوحة شريك استراتيجى لبلاده فى مجال مكافحة الإرهاب.

وقال غابرييل فى مؤتمر صحفى مشترك مع وزير الخارجية القطرى الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثانى الجمعة: "قطع العلاقات وفرض الحصار أمور مرفوضة وغير مقبولة"، مضيفا أن هذا الأمر ستكون له تأثيرات على ألمانيا.

25 مليار فى ألمانيا

ووفقا لرئيس مجلس إدارة "غرفة قطر" خليفة بن جاسم بن محمد آل ثانى أن حجم الاستثمارات القطرية فى ألمانيا يبلغ نحو 25 مليار دولار، مؤكداً حرص الغرفة على تعزيز التبادل التجارى والاستثمارات المشتركة بين القطاع الخاص فى البلدين.

35 مليار فى بريطانيا

وبالنسبة لبريطانيا، فإن قطر تعتبر ثالث أكبر سوق للصادرات البريطانية فى الشرق الأوسط، وتستحوذ على نحو 35 مليار جنيه إسترلينى من الاستثمارات الموجودة فى بريطانيا، ويقدّر حجم التجارة الثنائية بين قطر وبريطانيا بأكثر من 5 مليارات جنيه إسترلينى سنويًا.

20 مليار فى فرنسا

حجم الاستثمارات القطرية فى فرنسا وصلت إلى 20 مليار يورو، كما تحتل فرنسا المرتبة الخامسة بين موردى قطر، حيث وصل حجم المبادلات التجارية إلى مليارى يورو عام 2015.