ظنا منه أنه سيكون قادرة على حمايته، تسلح أمير قطر الصغير تميم بن حمد آل ثانى، بالجيش التركى أمام موجة الغضب الشعبية العاتية التى أوشكت على الانفجار فى أى لحظة فى الإمارة الصغيرة، ضد سياساته العبثية ودعمه للتنظيمات الإرهابية، فى اعقاب قطع الدول العربية العلاقات الدبلوماسية مع قطر وغلق أجوائها ومياهها الإقليمية أمام ناقلات الدوحة، بعد تعقد الأزمة وتمادى قطر فى بذاءتها تجاه العرب.
وتحت مسمى "تدريب" تمكنت تركيا من تمرير قرارا سريع فى 7 يونيو الجارى فى البرلمان التركى لإنقاذ الدوحة بعد أن حاصرتها سياسات تميم القبيحة الداعمة للإرهاب، وجرائم آل ثانى العبثية فى المنطقة، لتصل القوات التركية بعد أيام قليلة من تصديق إردوغان عليه بذريعة المشاركة فى تدريبات عسكرية تم التخطيط لها منذ وقت طويل.
وبعد وصول القوات التركية لحماية تميم بن حمد والأسرة الحاكمة فى الدوحة، حاول الأمير الصغير استفزاز العرب من خلال استغلال الأطفال من طلبة المدارس من ذوى الأسر المجنسة فى بلاده، وإجبارهم على النزول إلى الشوارع لإلقاء تحية للجنود والتقاط صور تذكارية معهم رافعين الأعلام التركية.
تركيا تدفع ثمن جنود أردوغان
ويدفع الأمير الصغير ثمن الحماية التركية، من خلال منح وعود اقتصادية مغرية، حيث باستضافت في العاصمة القطرية الدوحة وفد من رجال أعمال أتراك، اليوم الأربعاء، لرفع حجم العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، شارك فى الاجتماعات صديق إردوغان المقرب السفير التركي "فكرت أوزر" الذى اشتهر بعراب العلاقات التركية القطرية.
ووفقا لتقارير اعلامية تركية أن إحدى مهام هذا الوفد هو اعداد تقارير لجهات تركية، لمعرفة الاحتياجيات اللوجستية التي يريدها القطريين، والتغلغل بشكل أكبر فى الدوحة عبر تنفيذ المشاريع المشتركة التى تخدم قطر، ورفع أعداد الشركات التركية فى الدوحة.
واجتمع وفد من جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين الأتراك "موصياد"، رجال الأعمال القطريين المقريين من، من بينهم خالد بن حمد بن عبد الله آل ثاني، أحد أهم رجال الأعمال القطريين ؛ سحيم بن خالد بن حمد آل ثاني رجل الأعمال القطري.
وضم الوفد التركي رئيس موصياد عبد الرحمن كان، ورئيس مجلس إدارة "سور" الدولية للاستثمار أوكتاي ارجان؛ ونائب رئيس المبيعات لمنطقة الشرق الأوسط وقبرص في الخطوط الجوية التركية آدم جيلان، إضافةً إلى ممثلين عن الخطوط الجوية التركية ونظيرتها القطرية، والبنك التجاري القطري.
وكشف المسئول في البنك التجاري القطري أتيلا كوروجيرلي أن تركيا تواصل ارسال بضائعها لقطر، بعد أن شهدت اسواقها فراغا بعد المقاطعة الاقتصادية، وأشار المسئول القطرى إلى احتياج بلاده لسلع استراتيجية.
التنسيق الاقتصادى سبقه تنسيق أمنى على أعلى مستوى، واتفق البلدين على أنه فى حال زادت الضغوط على الدوحة من أجل الرضوخ والتراجع عن عبثها، وتسلميم العناصر الإرهابية المطلوبة دوليا، سوف تضطر الدوحة إلى إرسال تلك العناصر لأنقرة من أجل حمايتها، مقابل دفاع النظام التركى عن تميم، وأجرت الدوحة الأيام الماضية اتصالات مكثفة بالنظام التركى، للاسراع بارسال قواته.
لكن المراقبون يرون أن كلا البلدين يوفر ملاذا آمنا للجماعات الإرهابية والعناصر الهاربة الملاحقة قضائيا، أما تركيا تتوجس من وقوفها غدا فى نفس مكان قطر، فاليوم الدوحة وغدا أنقرة.