مدفوعة بقوة الشعب والملايين التى خرجت فى ثورة 30 يونيو، تحركت الدولة المصرية قبل 4 سنوات/ 1460 يوما، لإزالة آثار سنوات طويلة من الفوضى، وسنوات أطول من الفساد والبيروقراطية فى الداخل، واستعادة قيمة ومكانة مصر فى الخارج، فى وقت آثرت فيه إمارة قطر التمسك بدعمها وتمويلها للإرهاب، وتبنى أجندة تحريضية ضد مصر عبر منصاتها الإعلامية المضللة، وفى مقدمتها قناة الجزيرة.
بداية من معركة انتزاع الاعتراف الإقليمى والدولى بثورة 30 يونيو الشعبية، وصولا إلى خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى فى قمة الرياض الأخيرة، الذى فضح خلاله مؤامرات قطر ودعمها وتمويلها الإرهاب وتوفيرها الغطاء السياسى للكيانات المتطرفة فى دول النزاعات ومنها سوريا والعراق، وحتى موقعة مجلس الأمن التى تمكن خلالها الوفد المصرى قبل يومين من كشف الدور القطرى المشبوه فى رعاية الميليشيات الإرهابية داخل ليبيا، استطاعت مصر، حكومة وشعبا، بفضل جهودها المتزنة والمتواصلة، والتعاون الذى أبدته الدول العربية الشقيقة وقت الأزمة، كسر مخططات قطر التخريبية للمنطقة.
المصريون يصنعون ثورتهم على الرجعية.. وقطر تحاربهم بالإرهاب
فى الوقت الذى خاضت فيه الدولة المصرية حربا شرسة، وضربت أسمى معانى البطولة فى مواجهة الإرهاب المدعوم من الدوحة فى سيناء وغيرها، آثرت قطر دعم جماعة الإخوان الإرهابية والرهان على سيناريوهات الفوضى فى مصر بعد ثورة 30 يونيو، دون النظر لمصالح الشقيقة الكبرى ومصالح شعبها واختياراته الحرة، ورفضه القاطع لحكم الإخوان، مستخدمة فى ذلك الوفرة المالية لديها، وحرب المعلومات الشرسة ضد مؤسسات الدولة والجيش المصرى.
وبعد مرور أربع سنوات من العبث القطرى بأمن واستقرار المنطقة، ودعم الدوحة للجماعات الإرهابية، لا سيما فى ليبيا وسوريا، فضحت مصر عبر وزارة الخارجية الدور القطرى المشبوه فى ليبيا، من دعم جماعات التطرف والإرهاب، ودعم شخصيات إرهابية لتنفيذ أجندتها بالمنطقة، ودعمت تلك الجماعات بالمال والسلاح وتوفير المظلة الإعلامية والسياسية اللازمة لهم، للنيل من أمن واستقرار ليبيا وتحقيق هدفهم المشبوه فى النيل من شعب مصر الثائر على جماعة الإخوان الإرهابية المدعومة من قطر.
مندوب مصر بالأمم المتحدة يفضح قطر على مرأى ومسمع من العالم
فى أول مواجهة دبلوماسية مباشرة بين مصر وقطر داخل أروقة الأمم المتحدة، حطمت القاهرة أسطورة الدوحة، التى تناست أن الجرائم المشينة لا تسقط بالتقادم، إذ فضح مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمرو أبو العطا، ممارسات قطر الإرهابية ومؤامراتها ضد دول المنطقة، مؤكدا أن الدوحة من الممولين الرئيسيين للإرهاب والإرهابيين الناشطين فى عدد من الدول العربية وغير العربية، وفى مقدمتها ليبيا.
ولم تكتف مصر بالحديث عن الدور القطرى المشبوه فى دعم الجماعات الإرهابية فى ليبيا، بل وجهت "لكمة" دبلوماسية قوية، قضت على ذيول الدوحة فى مجلس الأمن، عبر تعميم الوفد المصرى قائمة على المشاركين فى الاجتماع، تكشف الانتهاكات القطرية المختلفة فى ليبيا، وفقا لما ورد رسميا فى تقارير فرق خبراء الأمم المتحدة.
الدبلوماسية المصرية تهزم قطر بتوجيهات القيادة السياسية وفى ضوء خطاب السيسى التاريخى
اللكمة الدبلوماسية المصرية قضت على أسطورة قطر، وعلى ذيولها وتابعيها، بفضح الانتهاكات القطرية فى ليبيا وفق تقارير خبراء الأمم المتحدة، الذين كشفوا أنشطة قطر وكونها الممول الرئيسى للإرهاب فى ليبيا، وطالبت مصر المجتمع الدولى بالعمل على دعم القاهرة فى جهودها لتحقيق الاستقرار فى ليبيا، كما أفحم تحرك وفد مصر الوفد القطرى، الذى لم يرد على رجال الدبلوماسية المصرية بعد تعرية الدوحة بالأدلة والوثائق.
المواجهة المصرية المباشرة لقطر فى مجلس الأمن الدولى، جاءت بناء على توجيهات واضحة من القيادة السياسية والرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى دعا أكثر من مرة لملاحقة الإرهاب ومموليه فى المحافل الدولية، وتجلى هذا الموقف بوضوح وقوة فى كلمته التاريخية أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية، التى استضافتها العاصمة السعودية الرياض، وقد زلزلت الكلمة وقتها الأرض تحت أقدام نظام تميم بن حمد الداعم للإرهاب والتطرف.
خطاب السيسى وثيقة رسمية لمواجهة الإرهاب والتصدى للدول الداعمة له عالميا
الخطاب الأبرز للرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى اعتُمد وثيقة رسمية فى مجلس الأمن الدولى، كشف عمق الرؤية المصرية الثاقبة فى صياغة استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب، ووضع حد للدول الراعية له، فقد أكد الرئيس لدول العالم المشاركة فى القمة الموسعة، أن الإرهابى ليس فقط من يقتل ويفجر، وإنما أيضا من يمول ويوفر الغطاء السياسى.
وعقب طرح الرئيس السيسى لعدد من الأسئلة حول الدول التى توفر الملاذات الآمنة للتنظيمات الإرهابية، لتدريب المقاتلين ومعالجة المصابين منهم، بدأت دول الخليج التفكير بجدية للإجابة على تلك الأسئلة، ومواجهة الدول الداعمة للإرهاب، وعلى رأسها قطر، أبرز داعمى الإرهاب ومموليه، وصاحبة الجهود المتواصلة فى توفير مظلة سياسية وإعلامية له، عبر مؤسساتها ونوافذها الإعلامية، وعلى رأسها قناة الجزيرة المشبوهة، التى ارتضت أن تتحول لبوق دعائى للتنظيمات الإرهابية.
مصر تقدم رؤية استراتيجية متكاملة للقضاء على الإرهاب وصيانة سيادة الدول الوطنية
خطاب الرئيس فى قمة الرياض رسم للدول العربية، وعلى رأسها دول الخليج، رؤية شاملة واستراتيجية متكاملة لمواجهة الإرهاب، عبر الحفاظ على وحدة وسيادة الدول الوطنية وسلامتها الإقليمية، وحمايتها من قوى التطرف والتشرذم الطائفى، وهو التحرك الذى طالما دعمته قطر، وقد عبر الرئيس السيسى عن رفض كل محاولات التدخل فى الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية رفضا قاطعا، فى إشارة لدويلة قطر وممارساتها، وأيضا رفض إزكاء وتأجيج الفتن الطائفية التى تمثل البيئة الخصبة لنمو الإرهاب وانهيار الدول الوطنية.
"الغلبة لمن يملك المعلومات".. هذه هى القاعدة التى اتبعتها الدولة المصرية بكل مؤسساتها عقب ثورة 30 يونيو، فقد تتبعت القاهرة التحركات المشبوهة لقطر وتابعيها فى القارة السمراء، وفى دول الجوار المصرى، إضافة للمحاولات الخبيثة لفرض عزلة إقليمية ودولية على مصر، عقب ثورة ملايين المصريين وإسقاطهم لجماعة الإخوان الإرهابية، وتكاتف المؤسسة العسكرية مع مواطنيها، فى ملحمة شعبية تاريخية سجلها التاريخ بحروف من نور.
ثورة 30 يونيو بعد 4 سنوات.. مصر تحقق نجاحات واسعة عالميا
خلال فترة وجيزة تالية لثورة 30 يونيو، نجحت مصر فى استعادة عضويتها فى الاتحاد الأفريقى بعد تجميدها لفترة، وتعزيز علاقاتها بدول الجوار، وصد التحركات القطرية المشبوهة للنيل من أمن واستقرار مصر، لكن اليقظة المصرية صدت الحرب المعلوماتية التى قادتها قطر عبر أذرعها الإعلامية للنيل من ثورة 30 يونيو الشعبية، وقد نجحت المؤسسات المصرية عبر الصبر والنفس الطويل فى إقناع الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية بشرعية التحركات الشعبية فى مصر.
كما يُحسب لمصر نجاحها، عبر سياسة النفس الطويل، فى مواجهة وكيل الإخوان فى الولايات المتحدة، الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، الذى حاول ممارسة ضغوط على مصر بالتلويح بورقة المساعدات العسكرية وتجميد مناورات "النجم الساطع" التى كانت تتم سنويا بين القاهرة وواشنطن، إضافة لنجاح الدبلوماسية المصرية فى تحقيق اختراق كبير بملف سد النهضة، الذى أعلنت أثيوبيا الشروع فى بنائه عقب ثورة 25 يناير، وبدعم وتمويل من بعض الدول، منها قطر نفسها.
ما شهدته مصر خلال السنوات الأربع الأخيرة، يشهد بنجاح الدبلوماسية المصرية، ومن قبلها نجاح الشعب المصرى وتكاتفه مع قواته المسلحة، لصياغة ملحمة وطنية مهمة، استعادت البلاد من سيطرة جماعة الرجعية الدينية والإرهاب، وأعادت بناء هياكل الدولة على أسس الهوية المصرية الراسخة، ما وفر لها الآن فرصة قوية للنجاح إقليميا ودوليا، وفضح الدول الداعمة للإرهابيين والأنظمة الرجعية، وفى مقدمتها قطر وتركيا، ومخططاتهم لإشعال المنطقة، والنيل من إرادة المصريين فى التحرر وبناء وطنهم وتنميته.