يظهر نواب البرلمان، وبصورة خاصة أعضاء لجنة الشؤون الصحية بالبرلمان، اهتماما خاصا بملف المستشفيات الجامعية، فى ظل زيادة الضغط عليها فى تقديم الخدمة العلاجية والطبية، بعد تراجع مستشفيات وزارة الصحة العامة والتأمين الصحى فى تقديم الخدمة العلاجية المنوط بها بسبب نقص الكفاءات والإمكانيات اللازمة.
ويبلغ عدد المستشفيات الجامعية فى مصر91 مستشفى تحوى 29 ألف سرير و3 آلاف سرير عناية مركزة، وتضم 16 ألفا و800 عضو هيئة تدريس و6 آلاف مدرس ومعيد، بالإضافة لـ4 آلاف و391 طبيبا مقيما، تخدم نحو 18 مليون مواطن سنوياً، بنسبة 40% من إجمالى المرضى فى مصر، وتتم بها 60 ألف عملية جراحية سنوياً من العمليات الكبرى، بميزانية قدرها 6 مليارات جنيه سنويا ينفق منها 4 مليارات جنيه على الأجور، والباقى يذهب لتوفير الأدوية للمرضى، تم إنشاؤها بقرار جمهورى رقم 1002 لسنة 1975، وكان الهدف من إنشائها التدريب والتعلم والبحث العلمى، وعلاج الأمراض التى يصعب علاجها فى المستشفيات المركزية والعامة.
نواب البرلمان أكدوا أن المستشفيات لم تضل طريقها، لكن الخلل الذى أصاب المنظومة، زاد من الضغط الموضوع على المستشفيات الجامعية، بسبب ضعف الخدمة الطبية المقدمة فى المستشفيات العامة والحكومية، واضعين تصورا لحل أزمات المستشفيات الجامعية.
مجدى مرشد: المنظومة الصحية حادت عن هدفها ويجب تخريج أطباء جدد لمواجهة العجز
قال الدكتور مجدى مرشد، عضو لجنة الشؤون الصحية بالبرلمان ورئيسها السابق، إن المستشفيات الجامعية لم تضل هدفها، لكنها تعانى من الضغوط الكثيرة بسبب خلل المنظومة الصحية: "المنظومة الصحية حادت عن هدفها".
وأوضح مرشد فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن الخدمة الطبية يتم تقديمها على 3 مراحل أولية وثانوية، وثلاثية، ومن المفترض أن من يقدم الخدمة الأولية وغيره هى مراكز الرعاية الأولى "الوحدات الصحية"، والعلاج الثانوى يتم تقديمه فى المستشفيات المركزية والعامة، والعلاج الثلاثى يتم تلقيه فى المستشفيات الجامعية بسبب الكفاءات والإمكانيات المتواجدة بها.
وتابع: "ضعف المنظومة الصحية وقلة الأطباء المتواجدين فى وحدات الرعاية الأولية، أدى لتأييد الضغط على المستشفيات الجامعية"، مطالباً بزيادة عدد كليات الطب، وتخريج أطباء جدد بسبب نقص الأطباء.
وأضاف: "العام الماضى كان لدينا 3000 طبيب أسرة حاملى الماجستير، يتواجد منهم فى مصر ما يقرب من ألف طبيب والباقى توجهوا للخليج والسعودية، بسبب الظروف الطبية والصحية الأفضل والمقابل المادى الأكبر".
عصام القاضى يعد مشروع قانون للتآخى بين وزارتى الصحة والتعليم العالى بشأن المستشفيات الجامعية
أكد الدكتور عصام القاضى، عضو لجنة الشؤون الصحية بالبرلمان، أنه يعكف على إعداد مشروع قانون للتآخى بين وزارة الصحة والتعليم العالى، فيما يخص المستشفيات الجامعية، لجلب الأطباء الجامعيين للاستفادة من علمهم فى مستشفيات وزارة الصحة والتأمين الصحى.
وقال القاضى فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، إن الوضع فى المستشفيات الجامعية عليه علامات استفهام كبيرة، مشيراً إلى أن قلة إمكانيات وزارة التعليم العالى أدت لضغط المستشفيات الجامعية، وقلة الموارد المالية لهم تسببت فى أزمات عديدة فى المستشفيات.
وتابع القاضى: "المستشفيات أصبحت لا تقوم بدورها على أكمل وجه فى الناحيتين العلمية والعلاجية، والقانون الذى اعده هدفه عمل حوافز مادية لجلب الأطباء الجامعيين للمستشفيات العامة"، مضيفاً: "القوة العلاجية فى المستشفيات الجامعية قوية جداً".
عضو "صحة" البرلمان: الضغوط زادت على المستشفيات الجامعية بسبب خلل المنظومة الطبية
رفض الدكتور سامى المشد، عضو لجنة الشؤون الصحية بالبرلمان، الرأى الدافع بأن المستشفيات الجامعية حادت عن هدفها التعليمى، إذ أن الدور التعليمى هو هدفها الأساسى الذى تم إنشاؤها لأجله.
وقال المشد فى تصريح خاص لـ"برلمانى": "منقدرش نقول إنها حادت عن هدفها، لكن الموضوع زاد عن حده بسبب الخلل الذى ضرب المنظومة الطبية، وزيادة الضغوط على المستشفيات الجامعية بسبب تركيزها على تقديم الشق العلاجى".
وطالب المشد بضرورة الاعتناء بالعنصر البشرى، واستغلال الإمكانيات المتوفرة فى المنظومة، وزيادة موازنة المستشفيات الجامعيات.
أمين مساعد "الأطباء": 70% من الحالات الصعبة طبياً تتلقى علاجها فى المستشفيات الجامعية
قال الدكتور رشوان شعبان، أمين عام مساعد بنقابة الأطباء، إن المستشفيات الجامعية دورها تعليمى بالأساس، مؤكداً أنها تعانى من الضغوط فى الشق العلاجى بسبب توجه ما يقرب من 70% من الحالات الصعبة والمعقدة لها لتلقى العلاج.
وأوضح شعبان فى تصريح خاص لـ"برلمانى"، أن المستشفيات الجامعية تحولت لملجأ لكثير من الفقراء الذين ليس لديهم القدرة على التوجه وتلقى العلاج فى المستشفيات الخاصة.
وتابع أمين عام مساعد نقابة الأطباء: "يجب دعمها ماديا وتعليميا، من مصلحة المنظومة الصحية ككل دعمها، وزيادة ميزانيتها، لتقليل الضغوط عليها".
وطالب شعبان بضرورة زيادة مرتبات الأطباء العاملين بالمستشفيات الجامعية لتشجيعهم على التفرغ، ليقوموا بالتفرغ خاصة الأساتذة المساعدين والأساتذة ليقوموا بدورهم الحقيقى فى تقديم خدمة تعليمية وعلاجية، خاصة أن مرتباتهم هزيلة.