السبت، 23 نوفمبر 2024 06:16 ص

كيف غلبت مراهقة تميم وطفولته كل نظريات السياسة فى مواجهة إجماع العرب؟.. المراهق يمارس الكبر والعناد ويرفض شروط الصلح.. ودائرة المصالح "التركية الإيرانية الإخوانية" يدفعونه للقرار الطائش

"الطفل الطائش" يغامر بمصير الشعب

"الطفل الطائش" يغامر بمصير الشعب الطفل الطائش يغامر بمصير الشعب
الأحد، 02 يوليو 2017 10:00 ص
كتب تامر إسماعيل

متابعة النشأة السياسية ومنحنى حكم وإدارة الأمير تميم حاكم دولة قطر، لن تجعل من رفضه لشروط الصلح مع مصر والدول الخليجية المقاطعة له أمرا مفاجئا، فعلى مدار الأيام الماضية توقع غالبية المتابعين للأزمة أن ترفض قطر التراجع عن دعم الإرهاب والجماعات المسلحة وإصلاح على أفسدته على مدار سنوات، ورغم حدوث المتوقع، إلا أن مفاجأة أخرى ولدت من قراءة مابين السطور فى تصريحات المسئولين القطريين التى أكدت رفضهم لشروط الصلح.

 

تميم أدار الأزمة كطفل مدلل فى "خناقة" وليس حاكما سياسيا

إدارة الأمير المراهق تميم منذ بداية الأزمة حتى آخرها تشير إلى ضحالة ومراهقة وخواء سياسى فى كل مواقف وتصريحات تميم ومسئولى قطر، فلم يشعر أحد أن هناك دبلوماسية قطرية تتحرك لإدارة الأزمة، كل مافى الأمر، انفعالات وتصريحات متغطرسة، وحشد لقوات عسكرية من تركيا وإيران لحماية الأمير، فتلخصت الدبلوماسية القطرية فى الانفعالات والحشد العسكرى وإطلاق لسان قطر الطويل "الجزيرة" لتواصل الكذب والتلفيق ودعم جماعات الإرهاب والتطرف، وكأن تميم طفل دخل فى "خناقة" مع أصحابه، وليس حاكما لدولة تواجه أزمة دولية وأقليمية.

 

الكبر والعناد والمكايدة "مدرسة تميم السياسية"

لكل دولة كبرت أو صغرت، مدرسة سياسية تدير من خلالها علاقاتها مع دول محيطها الإقليمى والدولى، إلا قطر، فاستثناء ثوابتها فى دعم الإرهاب والمتطرفين والتدخل فى شئون الدول، لم يعرف أحدا ميزات أو خصال سياسية للأمير تميم سوى الكبر والعناد والمكايدة، وهو ما أكدته طريقته فى التعامل مع أزمته الأخيرة، التى نصحه فيها كثيرون حلفاء وأعداء أن يحسن التصرف كى لايخسر كل شىء، إلا أنه وبعد انتهاء مهلة الدول الخليجية له للرد على شروط الصلح، يثبت أن طفولته ومكابرته وعنده أقوى عنده من عقله ومن أى ثوابت أو نظريات سياسية.

 

"تميم" ليس الحاكم الأوحد لقطر

ومن خلال تصريحات محمد بن عبد الرحمن آل ثانى وزير خارجية قطر، التى رد فيها على أسباب رفض الصلح بأن دولته حريصة على علاقاتها بإيران، يتضح أن إدارة قطر لم تعد ملك تميم فقط، بل أصبح يتحكم فيها أطراف ودول وجماعات متعددة ومتشعبة، أصبحت ترتبط بمصالحها وأمنها بقطر، من بين هؤلاء إيران وتركيا اللتان أرسلتا قوات عسكرية إلى قطر لحماية قصر تميم، وكذلك جماعات إرهابية ومتطرفة تسعى للحفاظ على حياتها ببقاء تميم مثل قيادات جماعة الإخوان والمنظمات الإرهابية فى قطر التى ستسقط بسقوط تميم، وكذلك مراكز قوى أخرى فى القصر الأميرى القطرى.

 

كل هؤلاء أصبحوا شركاء فعليين فى قرار تميم وفى إدارة قطر، ومن مصلحتهم الضغط على الأمير المراهق ودفعه للصدام مع محيطه الخليجى والعربى واستخدامه لإشعال الفتنة فى المنطقة غير عابئين بالمصير الأسود الذى سيلقاه تميم من وراء مراهقته وكبره وصدامه مع دول الخليج والإجماع العربى.


print