لم تفوت قناة الجزيرة الفرصة - منذ إعلان الدول الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من قطر، مطالبها الموجهة إلى قطر، ومنها إغلاق قناة الجزيرة - على ارتداء ثوب "الحمل البرىء" والتباكى على "حرية الصحافة"، و"حرية التعبير" معتبرة أن المطالبة بإغلاقها هى بمثابة تكميم أفواه.
لكن قناة الجزيرة لم تكن يوما هذا الحمل البرىء، منذ ظهورها على الساحة، بداية من دعمها الواضح لتنظيم القاعدة، فقد كانت هى القناة الوحيدة فى العالم كله التى تذيع رسائل أسامة بن لادن، والتى اختصت بتسلم نسختها الأولى منها دوما وإذاعتها، فى حدث استفز العالم كله وقتها، بأن تخصص قناة إعلامية نفسها كناشر لرسائل تنظيم القاعدة.
وبعد احتلال العراق كانت القناة هى الوحيدة فى العالم التى تذيع عمليات قطع الرؤوس التى مارسها تنظيم القاعدة فى العراق، فى مشهد تقشعر له الأبدان.
لكن القناة اضطرت إلى مراجعة سياساتها تلك تخفيفا للغضب الأوروبى، الذى اتهم مراسليها بدعم الإرهاب، فحكمت أسبانيا على مراسلها تيسير علونى بالسجن عشر سنوات بتهمة دعم الإرهاب، ثم اعتقلت الولايات المتحدة الأمريكية مراسل الجزيرة سامى الحاج فى معتقل جوانتانمو لصلته بالإرهاب، وهو ما كان مؤشرا خشت منه القناة.
لكن القناة لم تتراجع كثيرا، بل هى بضع خطوات إلى الخلف لتكتفى بتمرير رسائل القتل "التحتية" عبر إعلامييها ومذيعيها.
فى التقرير التالى نستعرض كيف سخر مذيعو الجزيرة أنفسهم للإرهاب والقتل، وكيف كانت القناة رسالة لعمليات الاغتيالات.
القرضاوى يحرض على قتل الشيخ البوطى
واحد من أكثر علماء الدين معرفة فى التاريخ الحديث كان الشيخ محمد سعيد رمضان البوطى، المفكر وإمام الجامع الأموى بدمشق، كان للرجل اختيار واضح منذ بدء الثورة السورية وهو الانحياز لبشار الأسد، هو انحياز ربما لا يعجبنا، لكنه ليس أبدا سببا فى قتله.
فى 21 مارس عام 2013 كان الشيخ البوطى يعطى درسا فى مسجد الإيمان فى دمشق، وفجأة فجر شخص نفسه فى المسجد، فقتل البوطى، و42 شخصا آخرين بينهم حفيد البوطى.
قبلها بشهر واحد وعلى برنامج الشريعة والحياة، أفتى القرضاوى بقتل البوطى، حين وردته فتوى تسأل عنه، فكان رد القرضاوى: "الشيخ محمد سعيد رمضان البوطى "باع نفسه مع الشيطان، وحكم من يعملون مع "النظام السورى" هو القتل، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين.
كان تحريضا واضحا وصريحا على القتل من القرضاوى.. فما علاقة هذا بحرية الصحافة أو الإعلام.
يوسف القرضاوى يحرض على قتل البوطى
فيصل القاسم يحرض على قتل الشيعة والعلويين وتهجيرهم من بيوتهم
"كانت الثورة السورية جميلة إلى أن صار لها أصدقاء".. هكذا ردد العديد من السوريين عن ثورتهم السلمية والتى أضحت حربا أهلية قائمة على أساس طائفى، تصدرها ميليشيات تكفيرية طائفية، فى مقابل ميليشيات إيرانية، طائفية فى مقابل طائفية هكذا أضحت الثورة السورية، حربا أهلية تماما، أما الثائرون والغاضبون فركبوا المراكب فى الطريق إلى البحر وقد أضحت بلادهم من خلفهم خرابا.
أما الذين فى قطر فكانوا ينفخون فى النار لإشعال تلك الثورة، فى حلقة فى عام 2011، استضاف فيها فيصل القاسم أحد القياديين فى المعارضة السورية، ردد القاسم كلاما طائفيا عنيفا وإجراميا، وأخذ يحرض قيادى المعارضة قائلا: "تحاربون على أرض سنية وتتركون الشيعة فى مواقعكم وفى قراكم".. لماذا لا تذهبون إلى كفاريا والفوعا وغيرها وتهجرون أهلها، لماذا لا تذهبون إلى العلويين فى الساحل وتهجرونهم، لماذا لا تهاجمون دمشق".
فيصل القاسم يحرض على قتل الشيعة
داعش الصنيعة قطرية والتشجيع من "الجزيرة"
فى مشهد آخر مثير للاشمئزاز ، ولنفس المذيع فيصل القاسم، يتحدث فيصل مدافعا عن داعش، أو على الأقل مخففا من خطرها، هذه التى ذبحت الرؤوس وسبت النساء الأيزيديات، وأشاعت الرعب فى المنطقة العربية، هذه التى دمرت مدنا وهجرت وقتلت بالنسبة إلى فيصل القاسم ليست خطرا.. لكنها تقتل يا أستاذ فيصل، فيرد فيصل فى هذا الفيديو.. قتلت كام واحد يعنى ؟ .. واحد .. اتنين .. ألف .. مش مشكلة داعش.
فيصل القاسم: موضوعنا مش داعش ولازم نواجه بشار الأسد
أحمد منصور يعترف: فكر جماعة الإخوان هو نفسه فكر القاعدة.. وبيدرسوا مناهج حسن البنا وسيد قطب عندهم
تقول الحكمة إنه يمكنك أن تخدع بعض الناس بعض الوقت، ولكن لا يمكنك أن تخدع كل الناس كل الوقت، تنطبق هذه الحكمة أكثر على الإخوانى "أحمد منصور" الإعلامى بقناة الجزيرة، الذى حاول مرارا وتكرارا إظهار جماعة الإخوان على أنها الجماعة المسالمة والبريئة، لكن لقاءاته السابقة، تفضح دوما حقيقة هذا الأمر.
منصور الذى طالما نفى علاقة "الإخوان" بـ"الإرهاب" ظهر فى لقاء أجراه مع زعيم تنظيم القاعدة الإرهابى فى سوريا، أبو محمد الجولانى، الذى أذيع فى يونيو عام 2015 وهو يتجادل معه، مؤكدا أن فكر الإخوان هو نفسه فكر جماعة القاعدة.
فى اللقاء، قال منصور لزعيم القاعدة: "قرأت فى فكركم وصدمت بشىء، هو أن فكر القاعدة لا يختلف كثيرا عن فكر جماعة الإخوان الذى وضعه حسن البنا، والذى صاغ كثيرا من أفكاره سيد قطب بعد ذلك، لا سيما فى شعارات الجهاد، ومنها: "الجهاد سبيلنا والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا".. فلماذا لم تعلنوا أنفسكم إخوانا ؟.
فرد زعيم القاعدة فى سوريا نحن مختلفون عن الإخوان، لكن منصور رد مستنكرا : "فى أى شىء".. فى الفكر لا تختلفون فى أى شىء "فرد زعيم القاعدة : "حسن البنا نهل من نفس المنهل الذى نهلنا منه".
منصور واصل حديثه لزعيم القاعدة: "وجدت فى معاهدكم بمراكز إعداد المجاهدين، تدرسون الإخوان كجماعة جهادية، وتدرسون سيد قطب، وتدرسون المناهج نفسها".
أحمد منصور: فكر الإخوان هو نفسه فكر القاعدة