تجددت أزمة إخوان السودان مرة أخرى، بعدما كشفت قيادات جماعة الإخوان عن أزمة جديدة لشباب الجماعة فى الخرطوم، وإقبال عدد كبير منهم على الانتحار؛ بسبب استمرار قيادات الجماعة المحسوبة على جبهة محمود عزت فى طرد شباب التنظيم الرافضين تنفيذ تعليمات الجماعة من منازلهم، فى الوقت الذى أكد فيه خبراء ومنشقون عن الجماعة أن هذه الخطوة ستدفع شباب التنظيم فى الخارج للانشقاق نهائيا عن الجماعة.
فى البداية كشف محمد العقيد، عضو مجلس شورى الإخوان فى تركيا، أن عددا كبيرا من شباب الجماعة المقيم فى اسطنبول مقبل على الانتحار بسبب استمرار الأزمة الداخلية للجماعة، موضحا أن نسبة كبيرة منهم ذهبوا لأطباء نفسيين للكشف عليهم بعد سوء حالاتهم النفسية.
وقال العقيد فى بيان له: "مئات من الشباب هربوا وشردوا فى شتى بقاع الأرض منها السودان، ووضعهم أنهم شباب بدون عمل بدون هدف بدون احتواء، وبالتالى بدون زواج، وقد تعدوا الثلاثين من عمرهم، وأجريت على مجموعة من الشباب منذ فترة كشوفات من دكتور نفسى، وكان من ضمن تقاريره أن مجموعة من الشباب فى طريقهم إلى الانتحار، فالشباب فى مشاكل حقيقيه ولم يجدوا من يحتويهم".
من جانبه قال عز الدين دويدار، القيادى الإخوانى فى الخارج، إن قيادات الجماعة بدأت تجمع تبرعات فى الخرطوم لمحاولة احتواء أزمة إخوان المصريين فى السودان بعد أن أقدمت قيادات الجماعة على وقف تمويلهم خلال الفترة الماضية.
وأضاف القيادى الإخوانى فى الخارج، أن إخوان مصر فى السودان وقيادات الجماعة فى بعض الدول العربية بدأوا فى عمل مشروع لمواجهة فقر شباب الإخوان بعد أن أقدمت قيادات الجماعة التابعة لمحمود عزت، على طردهم من منازلهم وإقدام بعضهم على الانتحار بسبب استمرار الأزمة.
ووفقا لمصادر مطلعة، فإن جبهة محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، أقدمت أيضا خلال الأيام الماضية على طرد عدد آخر من شباب الإخوان، ومنعت وصول أموال الاشتراكات لهم، بعد قيام بعضهم بتحريض عدد من قواعد الجماعة للانضمام إلى جبهة محمد كمال عضو مكتب إرشاد الإخوان، الذى أعلنت وزارة الداخلية قتله.
من جانبه أكد طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن مجموعة كبيرة من شباب الجماعة فى الخارج أقدمت بالفعل على استقالاتها، وانشقت تماما من التنظيم، والبعض الآخر بدأ ينصرف عن الجماعة بطرق مباشرة، بسبب الخلافات الداخلية التى اشتعلت بين أقطار الإخوان الهاربين خارج مصر.
وأضاف القيادى السابق بالإخوان فى تصريح لـ"برلمانى" أن شباب الإخوان فى مصر يشعرون بصدمة كبيرة بعد أن تخلت عنهم قيادات الإخوان وأوقفوا عنهم التمويل، مما يدفع بعضهم إلى الاقدام على الانتحار أو ترك الإخوان.
فيما قال جمال المنشاوى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن أزمة إخوان الخرطوم تكشف للشباب المخدوع أسلوب الإخوان فى التعامل من يخالفهم فى الرأى ومن يعارضهم فى التوجه حتى ولو كان عضوا عاملا منهم.
وأضاف المنشاوى لـ"برلمانى"، أن الشباب فوجئوا بهذا الأسلوب المستهجن من قطع الرواتب عن الأسر الإخوانية وفيهم أطفال ونساء، وطرد من السكن والتضييق عليهم فى حياتهم بل وتبليغ السلطات السودانية على أنهم ليسوا من الجماعة.
وأوضح الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن هذا يعتبر صدمة للشباب المنتمى للإخوان؛ لأنه لم يكن يتصور أن يحدث هذا ممن يدعون أنهم جماعة اسلامية تطبق تعاليم الإسلام، فليس عجيبا أن تؤدى الصدمة ببعض الشباب لمحاولة الانتحار.