جدل كبير لن يحسمه سوى مجلس النواب فى أولى جلسات انعقاده، وهو المتعلق بإذاعة جلسات البرلمان على الهواء مباشرة أم إذاعتها مسجلة، خرجت أنباء مؤخرا حول وجود نية لعدم إذاعة الجلسات على الهواء مباشرة، والاكتفاء بإذاعة مقتطفات منها، وهو ما يرفضه البعض الذين يعتبرون أنه من حق المواطنين الاطلاع على كل ما يدور تحت القبة، خاصة أن المادة 120 من الدستور تنص على علانية جلسات البرلمان.
فريق آخر يرى أن إذاعة الجلسات مسجلة لا ينتقص من علانيتها، حيث إن العلانية هنا لا تشترط أن تذاع الجلسات على الهواء.
المستشار محمود فوزى: المجلس يقرر الإذاعة على الهواء من عدمه
المستشار محمود فوزى، المتحدث باسم وزارة الدولة للشئون القانونية ومجلس النواب، قال لـ"برلمانى"، إن مجلس النواب وتحديدا هيئة المكتب التى تضم رئيس المجلس والوكيلين، هى من سيقرر إذاعة جلسات مجلس الشعب على الهواء مباشرة من عدمها.
المستشار محمد فوزى
وأضاف، إن الأصل فى جلسات مجلس النواب العلانية، وألا تنعقد الجلسات سرية إلا بناء على طلب رئيس الجمهورية، أو رئيس مجلس الوزراء، أو رئيس مجلس النواب، أو بناء على طلب 20 نائبا بالبرلمان، ويعرض الطلب على مجلس النواب للتصويت، وذلك بناء على ما نص عليه الدستور، والمادة 259 من اللائحة الداخلية لمجلس النواب، والتى نصت أيضًا على أن تكون جلسات المجلس أيام السبت والأحد والاثنين من كل أسبوعين.
وأشار فوزى، إلى أن تحقيق شرط العلانية فى الجلسات، وكذلك السماح للصحفيين بالحضور، أو إذاعة مقتطفات منها، كل هذه الأمور تقررها هيئة المكتب فقط.
الإسلامبولى: إذاعة الجلسات مسجلة قانونى
وقال عصام الإسلامبولى المحامى بالنقض، إن جلسات مجلس النواب الأصل فيها العلانية، وأنه من حق الشعب أن يشاهد الجلسات على الهواء مباشرة، ويعرف كل ما يدور فى البرلمان من النواب، الذين اختاروهم ليمثلوهم تحت قبة البرلمان.
المحامى عصام الإسلامبولى
وأضاف، تعليقا على ما يتردد من أن الجلسات سيتم إذاعتها مسجلة بعد المونتاج وليس على الهواء مباشرة، من الناحية القانونية والدستورية فإذاعة الجلسات مسجلة لا يتنافى مع علانيتها، فالعلانية هنا المنصوص عليها فى الدستور تعنى أنها جلسات غير مغلقة ومتاحة لمن يريد التعرف على ما يدور داخل البرلمان، مشيرا إلى أن الأصح هو إذاعة هذه الجلسات على الهواء مباشرة، حتى وإن كانت هناك تخوفات من البعض، وإن إذاعتها على الهواء سيؤدى إلى قيام كل نائب بالاستعراض والحرص على الحديث، فهذا أمر لا مشكلة فيه، بل على العكس، فلنترك النواب يتحدثون ليكشفوا عن أنفسهم، وليعرف أهالى الدائرة شخصية من انتخبوا ووثقوا فيه، إذا كانوا انتخبوه على حق أم لا.
معاون رئيس مجلس الوزراء: إذاعة الجلسات على الهواء سلبية
أما الدكتور عبدالله المغازى معاون رئيس مجلس الوزراء وأستاذ القانون الدستورى، فطالب بعدم إذاعة جلسات البرلمان على الهواء مباشرة، وقال لـ"برلمانى"، إنه يفضل أن تذاع جلسات البرلمان مسجلة أو يعرض جزء منها، ولا تذاع على الهواء مباشرة، مضيفا "تجربتى مع مجلس الشعب السابق، أن جميع النواب كانوا يستعرضون عضلاتهم، وكان الجميع يتسابق لأخذ الكلمة، وأحيانا كثيرة كان يتم تكرار الكلمات لمجرد حب الظهور، حتى يقال فى نطاق أسرته إنه متواجد، مما يعد إضاعة للوقت ويؤثر تأثيرا سلبيا على أداء البرلمان، فبدلا من أن ننتهى من القانون فى شهر، ننتهى منه فى ثلاثة أو أربعة أشهر".
الدكتور عبد الله المغازى
وأضاف المغازى، إذا نظرنا إلى تجارب الدول الأخرى، فإن مجلس العموم البريطانى لا يذيع كل الجلسات، بل يذيع الجلسات الهامة والشهيرة فقط، كإذاعته للجلسة المتعلقة بقرار ضرب داعش فى سوريا.
وأكد المغازى أن إذاعة الجلسات على الهواء أو إذاعتها مسجلة، كلتا الحالتين تعتبر علانية، وليس شرط العلانية أن تكون إذاعة الجلسات على الهواء.
وأشار المغازى إلى أن مجلس النواب هو صاحب القرار، حيث يعرض رئيس المجلس الأمر على النواب للتصويت، وهم أحرار فى اتخاذ القرار المناسب.
واختتم معاون رئيس مجلس الوزراء حديثه قائلا: "من وجهة نظرى أن الأمثل هو اللجوء إلى فكرة عرض بعض الجلسات وليس جميع الجلسات على الهواء مباشرة".
د.عماد مكاوى: أتمنى إذاعة الجلسات على الهواء
بينما طالب الدكتور حسن عماد مكاوى عميد كلية الإعلام الأسبق ورئيس لجنة رصد ومتابعة تقييم الأداء الإعلامى، بضرورة إذاعة جلسات مجلس النواب على الهواء مباشرة، بحيث يستفيد المواطن من متابعة من قام بانتخابهم على الهواء مباشرة، ويتعرف على الأداء البرلمانى للنائب الذى انتخبه، وما إذا كان انتخابه له بناء على صواب أم خطأ.
وقال مكاوى فى تصريح لـ"برلمانى"، معلقا على ما تردد على عدم إذاعة جلسات البرلمان على الهواء مباشرة وإذاعتها مسجلة، إنه من حق المواطنين أن يتابعوا كل ما يدور تحت قبة البرلمان، من استجوابات ومناقشات وتشريعات.
وتابع، إن هناك عقبتين أمام إذاعة جلسات البرلمان على الهواء مباشرة، أولها، أن هذا القرار من حق مجلس النواب وحده هو الذى يقرر إذا كانت الجلسات تذاع على الهواء أم ستكون مسجلة.
أما العقبة الثانية، هو أن لدينا عددا كبيرا من النواب الجدد يدخلون المجلس لأول مرة، وربما نقل الجلسات على الهواء مباشرة يتبعه حب الظهور لهؤلاء النواب، بالتالى لا يسعون إلى تقديم موضوعات جادة بقدر ما يهمهم الظهور وفقط أمام أهل دائرتهم وأمام أصحابهم وأقاربهم.
وقال مكاوى، وبالرغم من هذا فإنه يتمنى أن تذاع الجلسات على الهواء مباشرة حتى نستطيع أن نحكم على أداء أهم برلمان فى تاريخ مصر.