فى حوار لا تنقصه الجرأة، وخفة الظل والحنكة السياسية، تحدث رجل الأعمال والنائب عن دائرة بلبيس بمحافظة الشرقية "محمود خميس" لـ"برلمانى"، حول الحزب الوطنى، وتقييمه لنظامى مبارك والرئيس السيسى، وأهمية برلمان 2015، وكيف ستدار التكتلات داخل قبة البرلمان، وكيف يرى الفرق بين الإخوان وحزب النور، وغيرها من المحاور.
ونسأله فى البداية عن رؤيته للبرلمان القادم، وهل يمكن أن تنضم لتكتل قائمة حب مصر؟
لا طبعا.. أنا حر، ولن أدخل فى تكتلات لا قائمة حب مصر ولا غيرها، أنا حين كنت فى الحزب الوطنى كنت معارضًا، ولا يوجد وقت للتفتيت داخل المجلس، ومش هينجح أى تكتلات، والتكتل ضد مصلحة مصر، وأنا أراه أقوى مجلس قادم رغم عدم وجود تنظيم لحزب كبير يضم الأعضاء بقيادات حزبية، والشعب يثق فى الرئيس السيسى، والشعب مكنش عايز مجلس نواب عشان ما يعطلش، لكن نزاهة الانتخابات أتت بالصالح، ولابد أن تترجم الخدمات إلى أعمال.
الحزب الوطنى
كنت تحسب على الحزب الوطنى فهل هذا كان معوقا لك فى الانتخابات وكيف واجهته؟
الشعب المصرى عانى الكثير من الاغتراب النفسى، بعد الثورة ومن يرصد الانتخابات البرلمانية سيرى أن كل من له علاقة بالجيش والضباط والقضاة تقدم، لأن الناس ما ملهاش دعوة بالحزب الوطنى، وخاصة أنه لا توجد أحزاب حاليا على الساحة، فاعتمدوا على العلاقات الشخصية والانتخاب الشخصى بعيدا عن انتمائه، وكان الناس يرفضون من له اتجاه دينى، وأنا لم أجد أى صعوبة فى النجاح، لأن الناس تختار النائب الذى يستمر فى الخدمات بعيدا عن الانتخابات.
نظام السيسى
ما تقييمك لنظامى مبارك والسيسى؟
كل نظام فى الدولة له أخطاؤه وله فوائده، وعندما ينفرد نظام بالسلطة السياسية والتنفيذية ولا يوجد معارض يؤدى هذا للانحراف، وحتى نقول انحراف لابد من التقييم العام لاتخاذ القرار، على المستويات الخارجية والاقتصادية والاجتماعية ونواح كثيرة، ومن ثم نقيم النتائج الصحيحة مقابل القرارات الخاطئة، ولا نعلق الشماعة ونحكم على النظام بنسبة قراراته الخاطئة، وبالتالى عهد مبارك لا نستطيع تقييمه الآن، وأيضًا لا يمكن لنا أن نقيم نظام الرئيس السيسى.
هل سترشح نفسك لرئاسة مجلس البرلمان، وكيف ترى دعوة توفيق عكاشة لرئاسة المجلس؟
أنا لن أكون رئيسا ولن أرشح نفسى، وأكتفى بأن أكون عضوا فاعلا فى لجنة الدفاع والأمن القومى والشباب، فأنا ضابط جيش سابق ودارس جيد للأمن القومى، وهو الأهم قبل حل الأزمة الاقتصادية، حيث إن التفهم والعمل والمعاونة الدائمة للمحافظة على أداء الجيش، ورجوع الشرطة والحماية الداخلية لمصر بالاهتمام بالتعليم والصحة ونشر الوعى هما الأمن القومى الداخلى الحقيقى، وعن ترشح توفيق عكاشة لرئاسة المجلس فمن حق الجميع أن يحلم لكن هل تتحقق الأحلام.
هناك تخوفات لدى البعض من تحول المجلس لمجلس نواب رجال الأعمال، فهل يمكن أن يتكرر نموذج أحمد عز فى البرلمان المقبل؟
لا طبعا، لا يوجد تكرار لنموذج أحمد عز، فأنا كنت من أشد المعارضين له، ولا أعتقد أنه قد يعود تحت قبة البرلمان، لأن الكل عرف قيمة مصر بعد الأزمة التى مررنا بها لأنها كانت هتضيع منا، والقيادة السياسية محبوبة أكثر من مجلس النواب، ومحبة الرئيس السيسى ستكون أقوى تكتل فى مجلس النواب.
قانون الإنسان
ما هى التشريعات والقوانين التى يمكنك أن تتبناها خلال مشاركتك فى البرلمان؟
مصر لا تحتاج قوانين، فعندنا قوانين كثيرة لكن الأهم من تشريع القوانين هو الاهتمام بتفعيل القوانين، وخاصة قانون الإنسان، والاهتمام بإيجاد حياة كريمة له، من خلال الاهتمام بالصرف الصحى فى الريف، وإنشاء ملاعب للشباب، والتعليم وخاصة التعليم الخاص بما يحتاجه سوق العمالة فى مصر، والاهتمام بمنظومة العلاج والتأمين الصحى لأطفال مصر، لخلق جيل صحى.
هل تجد فرقا بين حزب النور والإخوان وهل هناك تخوفات من وجودهم بالمجلس الجديد؟
لا فرق بينهما، فكلاهما هدفه واحد، ولكن الاختلاف فى التنفيذ، فمحطة الوصول واحدة لكن هناك من يتخذ القطار وآخر يأخذ طائرة، وعن التخوف منهم، لن يستطيعوا فعل أى شىء فى المجلس لأنهم أقلية، ولا يوجد لديهم فكر سياسى أو اجتماعى ويأخذون أجندتهم من الخارج، فالأجندة المصرية أقوى فى المواجهة والتحقق، لأنها أجندة الشعب.
قانون العمل
أنت تحسب على رجال الأعمال فكيف ترى قانون العمل؟
بعيدا عن قانون العمل، أرى أن توفير الحد الأدنى من الأجور ليناسب احتياجات العمال، وربط الإنتاج بالأجر سيكون دافعًا للعامل للتحقق، كما أن الاقتصاد الموازى له أهمية كبيرة، وأطالب بعودة القطاع العام وفصل الإدارة عن الملكية، بالاستعانة بإدارة ناجحة، وأن الإضرابات عائق للاستثمار فى مصر، ففى الدول المتقدمة، العمل يعلق لافتة بأنه لديه اعتراض وهو مستمر فى عمله ولا يوقف الإنتاج، وما يحدث أعداء مصر يستغلونه فى أبعاد فرص الاستثمار.
هل وصول المترو والقطار الكهربائى والميناء الجاف لمدينة العاشر من رمضان سيسهم فى إحداث حراك اقتصادى؟
بالطبع، النقل والبضائع امتداد صناعى جغرافى فى العاشر من رمضان، وهى بطبيعتها منطقة جذب للسكان وسيحدث بها طفرة اقتصادية مرتبطة بالطفرة الخدمية والحراك الاقتصادى، ووجود الميناء الجاف ناقشناه قبل الثورة لأن هذا سيوفر الكثير وإنشاء شبكة طرق من خلال السكة الحديد لن يجهد الطرق العادية، لكن الإدارة الفاشلة كانت وراء فشل خطوط السكة الحديد ولم يتم تجديدها، ووقتها ستتحول المدينة إلى بمفهوم اجتماعى، وستؤدى إلى الترابط الاجتماعى بين الناس والمستثمرين وستتحول مع الوقت لمدينة صناعية مركزية تجارية.
هل تتفق معى أن أغلب رجال الأعمال الذين أقاموا مشروعات استثمارية فى العاشر أخذوا منها الكثير ولم يعطوها شيئا؟
أتفق تمامًا معك فى ذلك، لأن ببساطة كل رجل أعمال يفكر فى مصلحته الشخصية والتقرب للسلطة أولا، لكن آن الأوان أن تأخذ المدينة حقها، وأن تنتقل إلى الحكم المحلى لتأخذ دورها وتكتمل تنميتها.
هل ستكرر تجربة خوضك الانتخابات البرلمانية مرة أخرى فى الدورة المقبلة؟
لا ستكون هذه آخر دورة برلمانية لى وسأتفرغ للعمل العام وخدمة أهالى الشرقية والعاشر.