كشفت مصادر عربية مسؤولة تفاصيل الاتفاق السرى الذى تم بين مسؤولين قطريين وقادة بارزين فى حزب الله اللبنانى، وذلك لإخراج تنظيم جبهة النصرة الإرهابى من جرود عرسال إلى الداخل السورى وتحديدا إلى مدينة إدلب السورية، مؤكدة ان الصفقة التى تمت بإشراف الأمين العام للحزب اللبنانى وعراب السياسة الإيرانية فى المنطقة "حسن نصر الله"، مشيرة إلى أن الاتفاق يأتى استكمالا للصفقة التى أبرمتها الدوحة مع إيران وكتائب حزب الله فى العراق، للافراج عن 26 صياديا من الأسرة الحاكمة القطرية.
وأكد المصادر فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، ان لقاءات عدة جمعت وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن مع عدد من المسؤولين الإيرانيين خلال الأسابيع الأخيرة للتودد لطهران والاستقواء بها ضد دول مجلس التعاون الخليجى، واصفا المعركة التى خاضها حزب الله اللبنانى فى جرود عرسال ضد جبهة النصرة والتى أفضت لانسحاب الأخير من جرود عرسال إلى إدخال إدلب بـ"المسرحية الهزلية"، موضحا ان المعركة تصب فى صالح تعزيز التعاون والعلاقات بين الدوحة وطهران لمنح الأخيرة دور إقليمى فى المنطقة العربية.
يذكر ان العلاقات القطرية الإيرانية التى دفعت الأخيرة بحز الله اللبنانى كوسيط فى عملية التفاوض حول أى صفقات أو تنسيق مواقف بين مسؤولى البلدين.
وأكدت المصادر أن المعركة الأخيرة التى خاضها حزب الله اللبنانى فى جرود عرسال ضد جبهة النصرة جاء بمباركة قطرية من قبل أمير الدوحة تميم بن حمد، موضحة ان المعركة تهدف لزيادة شعبية حزب الله فى لبنان والمنطقة العربية ومحاولة رسم صورة للمجتمع أن الحزب اللبنانى المسلح يشارك فى الحرب ضد الإرهابيين بلبنان وسوريا، مشيرة لموافقة تميم بن حمد على انسحاب عناصر جبهة النصرة من جرود عرسال باتجاه مدينة إدلب السورية.
وكشفت المصادر عن التضليل الذى مارسه الإعلام الحربى لتنظيم حزب الله الذى اكتفى بنشر صور لمقاتليه وهم يتقدمون ويطلقون النيران دون أى مواجهة من جبهة النصرة، مشيرة إلى أن الصفقة التى تم الاتفاق عليها أن يقوم حزب الله بإطلاق نار من جانب واحد دون نشر أى صور لمقاتلى "جبهة النصرة" وهى الخطة التى اعتمدها حسن نصر الله وأشرف على تنفيذها، موضحة ان حزب الله اللبنانى خاض تلك المعركة بضمانات من أمير قطر تميم بن حمد، مشيرا إلى أن الدوحة لعبت دورا أساسيا فى اقناع مقاتلى جبهة النصرة التى تمولها قطر للانسحاب إلى داخل مدينة إدلب السورية عبر ممر آمن خصصه حزب الله لمقاتلى النصرة للدخول إلى سوريا.
وسعت الدوحة فى الأشهر الأخيرة لتعزيز علاقاتها بشكل أكبر بإيران عقب الخلاف الكبير الذى وقع بين الدولتين بسبب دعم الدوحة لجماعات إرهابية مسلحة فى سوريا، إضافة لموقفها من نظام الرئيس السورى بشار الأسد الذى يعتبر الحليف الأهم لطهران فى المنطقة.
وشددت المصادر على ان الدور الذى تلعبه قطر فى إبرام صفقات مع إيران عبر حزب الله اللبنانى يأتى فى سياق مد جسور جديدة مع "نظام الملالى"، إضافة للعب بورقة طهران فى وجه المملكة العربية السعودية التى تعد أحد أبرز أضلاع دول الرباعى العربى التى قاطعت قطر بسبب دعمها للإرهاب والجماعات المتطرفة، موضحة ان الدوحة بدأت تستخدم الجماعات المتطرفة التى أنفقت عليها ملايين الدولارات فى محاولة لعب دور إقليمى بالمنطقة وتعزيز علاقتها مع طهران.
يذكر أن حزب الله اللبنانى قد أبرم اتفاقا مع جبهة النصرة الإرهابية دخل حيز التنفيذ أمس الأحد، ويقضى الاتفاق بوقف إطلاق النار على الحدود السورية اللبنانية مع تبادل جثامين مقاتلين من الطرفين.
وأفاد "الإعلام الحربى" التابع لحزب الله اللبنانى، الأحد، انه "بدء تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة التبادل بين حزب الله، وجبهة النصرة، برعاية الأمن العام اللبنانى"، موضحًا "يتم تجميع جثث قتلى النصرة وعددها تسعة لتسليمها للأمن العام اللبنانى، فى المقابل سيتم تسليم رفات قتلى حزب الله، وعددهم 5 قضوا فى معارك الجرود".
بدورها أعلنت ريما كرنبى نائب رئيس بلدية عرسال اللبنانية عن زيادة عدد النازحين السوريين الذين سجلوا أسماءهم للخروج من عرسال والعودة إلى قراهم فى إدلب والقلمون السورية، لافتة إلى أن العدد وصل حتى الآن إلى 10 آلاف نازح مسجلين.