ويعرف الأجانب الذين يقطعون آلاف الأميال للاستشفاء فى رمالها قيمة ذلك جيدًا، ضمن برامج السياحة العلاجية التى تقدمها المحافظة وأهمها العلاج بالدفن بالرمال والآبار الكبريتية الساخنة، حيث تحتوى المحافظة على عدد كبير من مناطق العلاج بالدفن بالرمال، لعلاج عدد كبير من الأمراض بالمجان، ولم تنجح الجهات التنفيذية بصورة كبيرة فى الترويج لتلك المزايا الهامة التى تنهى معاناة آلاف المرضى دون تكلفة أو عناء باستثناء السفر إلى المحافظة.
"برلمانى" عايشت تجربة حية نفذها محسن عبد المنعم يونس، مدير الهيئة المصرية تنشيط السياحة بالوادى الجديد، من خلال جلسة علاجية للدفن بالرمال الساخنة فى صحراء مدينة الخارجة للترويج لهذا النمط من العلاج الطبيعى شديد الفعالية، وفقا لتجربة كل من خضع لها.
وأكد يونس، على أن فرع الهيئة يستعد خلال الفترة القادمة للتوسع فى الترويج لطرق العلاج الطبيعية بالمحافظة، من خلال العلاج بالدفن بالرمال والمياه الكبريتية لعلاج الأمراض المزمنة، حيث تقيم الهيئة باستقطاب أفواج من المصريين لتطبيق التجربة للمرة الأولى بصحراء مدينة الخارجة، حيث تصل حالات لتلقى العلاج بنظام الدفن بالرمال فى منطقة جناح التابعة لمركز الخارجة.
وأضاف عبد المنعم، لـ"برلمانى"، أن هناك عدة أماكن بالمحافظة تصلح للدفن بالرمال، والتى لم تكن تستخدم سوى للأجانب وبعض المصريين ممن استنفذوا كل وسائل وطرق العلاج، ولم يعد أمامهم سوى علاج الدفن بالرمال، فيقدمون إلى المحافظة أملا فى الشفاء حيث يتم دفنهم وفقا لاشتراطات محددة بواسطة خبير فى العلاج بالدفن فى الرمال، وغالبا ما تكون النتائج مذهلة بعد جلسة أو أكثر من العلاج حسب الحالة المرضية.
وقال محمود معاذ، المتخصص فى الدفن بالرمال، إن الدفن بالرمال يستخدم فى علاج أمراض متنوعه منها الروماتيزم والروماتويد المفصلى والنقرس والأمراض الجلدية مثل الصدفية والبهاق، وأمراض تصلب الشرايين والسمنة الزائدة، وغيرها من الأمراض التى تستجيب للعلاج بالدفن بالرمال، حيث تعتبر هى الوسيلة الأرخص فى العلاج مقارنة بأنواع العلاج الأخرى.
وأضاف معاذ، أن الدفن بالرمال يتم وفقا لعدة شروط ومراحل يتم تنفيذها تبدأ باختيار المكان وفقا لنوع المرض والتجهيز للدفن بالرمال بدهن الجسم بأنواع من الزيوت التى تمثل غالبا التكلفة الحقيقية للعلاج حيث أن إجراءات الدفن فى الرمال تتم بتكلفة زهيدة للغاية، ولكن يتتفاوت المدة التى تستغرق جلسة العلاج حسب قدرة الجسم على تحمل ارتفاع درجة حرارة الرمال وكمية السوائل التى يفقدها الجسم، حيث أن درجة الحرارة تكون مرتفعة بصورة كبيرة وضغط الرمال يعمل على بذل الجسم لمزيد من السوائل لتحقيق الهدف من العلاج.
وأكد المتخصص فى الدفن بالرمال، على أن مراحل العلاج بالدفن بالرمال تتضمن عدد من الخطوات تبدأ باختيار المنطقة التى يتم فيها الدفن، والتى يجب أن تكون منطقة لا تتعرض للظل مطلقا منذ شروق الشمس وحتى غروبها، وهى الميزة التى تنتشر فى الوادى الجديد حيث يتم تجهيز المنطقة بعمل خيمة استشفائية بجوار موقع الدفن، يدخل فيها المريض لدهان مناطق محددة من جسمه بالزيوت الطبيعية، وحفر مساحة بطول جسم المريض، ووضعه فيها لمدة 40 دقيقة بحد أقصى، بحيث يكون تحت المتابعة الدقيقة فى كل لحظة.
وتابع معاذ: "بعد انتهاء المدة أو تعبيره عن عدم القدرة على تحمل حرارة الرمال، يتم إخراجه ولفه فى الملابس لتجفيفه من العرق الشديد، ويتم إعطائه مشروبًا دافئًا لمدة 15 دقيقة، داخل الخيمة الاستشفائية التى تم تجهيزها، وفى المرحلة الأخيرة يتم إنزال المريض فى بئر ساخن مجاور لمناطق الدفن بما لا يزيد عن 300 متر والتى يبلغ عمقها حوالى 1200 متر، بدرجة حرارة تصل إلى 45 درجة مئوية وتصل إلى 70 درجة فى بعض المناطق، لتنتهى جلسة العلاج التى لا تزيد تكلفتها عن 100 جنيه بدون تكلفة الزيوت التى لا تزيد عن 200 جنيه، وهى أرخص تكلفة للعلاج من تلك الأمراض المزمنة التى تكلف المريض آلاف الجنيهات دون فائدة.
وعن التجارب التى عايشها عدد من المرضى الذين خضعوا للعلاج بنظام الدفن بالرمال من خارج وداخل مصر يقول الأخوين "غينا وأندرياس جوميل"، من ألمانيا أنهما قدما فى زيارة إلى مصر، قاصدين محافظة الوادى الجديد لتطبيق تجربة الدفن بالرمال للعلاج من أعراض آلام المفاصل لما تتميز به الوادى الجديد من طبيعة جافة تخلو من الرطوبة وتتضمن شروط قياسية فى مواصفات الرمال العلاجية، وبالفعل قضوا فترة بالمحافظة وخضعوا لعدة جلسات نتج عنها انتهاء تلك الأعراض المرضية، وقاموا بتوثيق تجربتهم لدى فرع الهيئة بالمحافظة.
وعايش عدد كبير من السائحين تجربة العلاج بنظام الدفن بالرمال، ساهموا فى الترويج لتجربتهم وفقا لإمكانياتهم ومنهم كارلا وأنا فريدمان من دولتى إيطاليا وألمانيا، حيث جمععهما العلاج بالدفن بالرمال من أعراض الروماتويد وبالفعل حققت التجربة نجاحًا كبيرًا لم تكن تصدقه كلاهما بعدما انتهت أعراض المرض.
وبدأت السائحة الألمانية التى تبلغ من العمر 58 عام فى التحرك بسهولة ورشاقة بعد أن كانت عاجزة عن الحركة.
وعن تجربة المصريين مع العلاج بالدفن بالرمال والتى عايشتها سيدات تعانى من آلام المفاصل والسمنة وأمراض أخرى، قالت جيهان محمود من مدينة القاهرة، إنها كانت تعانى من أعراض مرضية متنوعة وتم تشخيص حالتها بروماتويد متقدم والتهابات فى المفاصل وطافت على عدد من الأطباء دون تحسن، وبالصدفة كانت تشارك فى إحدى الفعاليات بالمحافظة، وسمعت عن تجربة العلاج بالدفن بالرمال، فقررت خوض التجربة حيث قام على رعايتها سيدات، قمن بدهان جسدها فى خيمة مغلقة ومؤمنة تماما بعد أن ارتدت زيا يستر جسدها حتى تم الدفن واستكمال باقى المراحل العلاجية، والتى حققت نتائج إيجابية قضت على الأعراض التى كانت تعانى منها بالفعل.
وتجربة أخرى لسيدة من أهالى مدينة الداخلة، وهى فتاه غير متزوجة وتعمل مدرسة تربية رياضية وكانت تعانى من أعراض مرضية خضعت على إثرها لتجربة الدفن بالرمال، والتى أسفرت عن نتائج باهرة وفقا لشهادتها وهوما جعلها تشجع صديقاتها لخوض التجربة للحصول على نتائج بالشفاء وتحسن الحالة وخاصة أن العلاج يعتبر مجانى لأهالى المحافظة.
ووجه مدير السياحة المصرية بالوادى الجديد، رسالة هامة لكل المرضى داخل مصر، لتجربة العلاج بالدفن بالرمال بالمحافظة، لما تتميز به من نتائج إيجابية وسريعة لنقاء البيئة وارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود رطوبة مطلقا فى الرمال أو البيئة بما يساعد على فاعلية تجربة الدفن التى تتم بدقة عالية ويشرف عليها خبراء فى هذا المجال والذين يقدمون العلاج مجانًا لغير القادرين ممن تتعثر ظروفهم المادية عن سداد قيمة الجلسات.