بعد مرور 60 يوما على إصدار الرباعى العربى الداعى لمكافحة الإرهاب، والذى يضم مصر والسعودية والبحرين والإمارات، موقفا موحداً ضد إمارة التطرف والإرهاب قطر، تعانى الإمارة الصغيرة من حالة من الانهيار الاقتصادى الحاد بعدما أغلق الرباعى العربى المجال الجوى والبرى والبحرى فى وجه تميم بن حمد بن خليفة الراعى الرسمى للإرهاب.
وأدت الأزمة الاقتصادية التى تعيشها قطر بسبب تراجع مؤشر قطر الرئيسى فى بورصة الدوحة، وسحب الدول العربية والعالمية ودائعها فى البنك المركزى القطرى إلى عدم قدرتها على دفع رواتب العمالة الوافدة من الدول الآسيوية وخاصة من نيبال والفلبين والهند وغيرها.
وذكرت صفحة المعارضة القطرية على موقع "تويتر" التى تحمل اسم "قطر مباشر" أن مظاهرات للعمالة الوافدة فى قطر خرجت فى أنحاء الدوحة بسبب تأخر استلام رواتبهم عقب الخسائر الاقتصادية بسبب المقاطعة العربية.
ووقعت مواجهات بين رجال الأمن القطريين وبين العمالة الوافدة التى تطالب بمستحقاتهم المتأخرة منذ شهر، حيث لم يتم تحديد موعد من أجل صرف تلك المستحقات.
ويرى مراقبون دوليون أنه فى حالة استمرار إضراب العمال الوافدين إلى الدوحة بسبب عدم حصولهم على المستحقات المالية، فإن الحياة فى قطر ستتوقف تماما، لكونهم يمثلون اللبنى الأساسية فى سير الحياة حيث يعملون فى البناء والأثاث والمشغولات وفى حقول البترول وغيرها من القطاعات.
وأضاف المراقبون أن أكبر قطاع سيتأثر سلبا جراء هذه المظاهرات دون شك بإضراب العمال الوافدة إلى الدوحة هو قطاع المنشآت الرياضية والملاعب التى سيقام عليها نهائيات كأس العالم عام 2022 ، وفى حالة استمرار هذا الإضراب سيتم سحب ملف تنظيم المونديال من قطر، وخاصة بعد فضائحها فى الإساءة للعمال الوافدين، وانتهاك حقوق الإنسان والحياة غير الآدمية التى يعيشونها.
وكشفت وسائل إعلام غربية النقاب عن حجم الإساءة التى تتعامل بها السلطات القطرية مع العمالة الأجنبية، حيث إن آلاف العمال الذين يقيمون فى أطراف الدوحة يعيشون فى ظل ظروف حياتية صعبة، إذ يشترك نحو 42 عاملًا فى مطبخ واحد، فى حين يشترك ثمانية أشخاص فى غرفة مساحتها 15 مترًا مربعًا، ويعملون ستة أيام فى الأسبوع لمدة عامين دون عطلة ودون حياة عادية، فالسرير الذى ينامون عليه يُستخدم كخزانة ملابس وأريكة أيضًا.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث كشف مسئول فى الجمعية الخيرية الهندية للعمال النقاب عن أن مئات العمال الأجانب لم يتقاضوا رواتبهم منذ 4 أشهر، حيث يعملون لصالح شركة أشغال كهربائية فى قطر.
ويبلغ العمال الهنود الذين لم يتقاضوا أجورهم ما بين 300 و400 شخص، وأكد المسئول فى الجمعية الهندية، أن المشكلة تطال كذلك عمالا من جنسيات أخرى، لا سيما وأن الهنود يشكلون الجزء الأكبر من العمالة الأجنبية فى قطر، ويناهز عددهم 545 ألف شخص، يشكلون نحو 20% من مجموع السكان.
تجدر الإشارة إلى أن الدوحة مهددة بسحب تنظيم مونديال 2022 بعد تورط قطر وأميرها فى دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية فى منطقة الشرق الأوسط مثل داعش والقاعدة وجبهة النصرة؛ وقالت تقارير غربية إن الولايات المتحدة ربما تكون الدولة التى ستستضيف المونديال بدلا منها لكونها تحتل المرتبة الثانية فى أعداد الأصوات التى حصلت عليها بعد قطر فى تصويت الفيفا الذى تم فى عام 2010.