وبعد مرور شهرين على المقاطعة العربية للدوحة، أصبحت الأوضاع الاقتصادية صعبة للغاية داخل الإمارة الضئيلة حجما وشأنا، جزاء لدعمها الطويل خلال السنوات الماضية للجماعات الإرهابية، وعملها الدءوب فى تقويض أمن واستقرار المنطقة، خاصة بعد أن تأكد للجميع أنه لا يلوح فى الأفق أى تغير فى سياستها الخارجية أو حتى إعلان نيتها عن وقف تمويلها للإرهاب.
ومنذ تلك الفترة، لم يستطع أمير الإرهاب من السفر إلى خارج البلاد، بناء على تقارير أمنية من أجهزته الإستخبارية تحذره من إمكانية قيام انقلاب ضده فى أى وقت، وهو الأمر الذى جعله يوطد علاقاته مع حلفاء والده فى المنطقة، مثل تركيا وإيران، ليكونا شركاء له اقتصاديين وسياسيين وكذلك لحمايته من خلال إرسال قوات تعمل على حراسه قصره وممتلكاته، وليخففوا عن إمارته انعكسات القطيعة العربية وامتصاص غضب القطريين.
وقد فشلت إمارة الإرهاب، فى التعامل مع الأزمة الخليجية – العربية، وفضلت العناد والمكابرة والارتماء فى أحضاء الفرس والأتراك، كما مارست سياسة هجومية من خلال تصريحات وزير الدفاع القطرى خالد آل عطية، الذى ألمح فى أكثر من مناسبة دولية رفض قطر للمطالب العربية، وكذلك خطاب أميرها الطائش التصعيدى الأخير، الذى لم يبِد فيه حسن النوايا.
وخلال الـ 60 يوم مقاطعة عملت الدوحة لترويج الشائعات والمزاعم كعادتها فى ذلك، واستمرت فى نشر إدعاءات زائفة بأنها تحت الحصار ولا تدعم الإرهاب، فى الوقت الذى يشهد الجميع بتورطها بشكل فاضح فى دعم تنظيمات إرهابية فى عدد من الدول العربية من المحيط للخليج.
وتستمر الدوحة فى سياسة العناد والمكابرة دون أن تضع مصلحة مواطنيها نصب أعينها، الذين باتوا يعانون بشدة من موجات ارتفاع الأسعار المستمرة وأزمة التضخم الطاحنة بسبب إغلاق كافة الحدود البرية والجوية والبحرية مع جيرانها، فهى تعلم جيدًا مدى التأثير الاقتصادى الذى خلفته المقاطعة الاقتصادية خصوصًا فيما يتعلق بالمورد الاقتصادى الأساسى للبلاد وهو الغاز الطبيعى.
واستمرارًا لمناطحة العرب واستفزازهم، وتأكيدا على ارتمائها فى أحضان أعداء العرب، أرسلت الدوحة وفد رفيع المستوى، برئاسة وزير الاقتصاد للمشاركة فى حفلة تنصيب الرئيس الإيرانى حسن روحانى رئيسًا لإيران.
ويعمل التحالف الإيرانى - القطرى فى دعم الإرهاب والمليشيات المتطرفة فى العالم العربى، وتخريب مقدراته وتقويض أمنه القومى، وهو ما ظهر واضحا فى الحضور القطرى فى حفلة تنصيب روحانى، ليؤكد مدى تلاقى الإرهاب الطائفى الذى تمثله إيران، وممولى الإرهاب، حيث تشترك دوائر صنع القرار فى الدوحة وطهران فى نشر الدمار والخراب فى المنطقة.
وطوال الـ 20 عاما الماضية مارست قطر عبر خلاياها المندسة والظاهرة أقذر أساليب الخداع والمزايدة على أشقائها العرب ونهجها فى الداخل والخارج، واستخدمت قناتها المثيرة للفتن "الجزيرة" منذ منتصف التسعينات لتنفيذ أجنتدها الخبيثة.
ومنذ أن اعتلى الأمير الأب حمد بن خليفة آل ثانى، الحكم فى إمارة الإرهاب والفتنة قطر، عام 1995 بعد انقلابه الشهير على والده خليفة آل ثانى، ويعتبر من أبرز صناع الإرهاب فى المنطقة والداعم والممول الأول للمتطرفين، بمساعد ذراعه الأيمن "حمد بن جاسم" رئيس وزرائه السابق، ليكونا معا أخطر تنظيم إرهابى عرفته المنطقة وهو "تنظيم الحمدين".
وقد نجح الاثنان سويا خلال مسيرتهما التخريبية وهما على كرسى الحكم، فى دعم وتمويل ومناصرة التطرف والإرهاب فى العالم العربى وتوزيع الأدوار على المتطرفين، حيث تمكن من صهر التنظيمات الإرهابية المختلفة فى بوتقة واحدة ممن احتضنتهم الدوحة من "المرتزقة" ومحترفى بث الفتن والدسائس والمجرمين والمتهمين بدولهم بتهم الإرهاب.
وقد وظف "تنظيم الحمدين" تلك العناصر الإرهابية بالجماعات والكيانات الإرهابية فى العديد من المناصب والقطاعات الحيوية ومن خلال "الجمعيات الخيرية" والمنظمات الحقوقية وغيرها لخدمة الأجندة القطرية التخريبية فى المنطقة.