رصدت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية الدور الذى لعبته قطر فى إيواء خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر الإرهابية، وأوضحت الصحيفة فى مقال لسلمان الأنصارى، رئيس لجنة الشئون العامة الأمريكية السعودية فى واشنطن، إن محمد استخدم قطر كمركز أطلق منه الإرهاب، مشيرًا إلى أنه قد عمل فى الدوحة وعاش فيها ومنها خطط ونفذ أفعاله الإرهابية.
وتابع قائلا: إن قطر عملت بمثابة حلقة وصل لخالد شيخ محمد، فقد سافر عضو القاعدة باكستانى الجنسية إلى الفلبين عام 1994 للعمل على مؤامرة بوجينكا، التى كانت تهدف لتدمير 12 طائرة تجارية بين الولايات المتحدة وشرق آسيا وجنوب شرق آسيا.
وسافر فى العام التالى كعامل لصالح "الإغاثة المصرية" وهى واجهة للإخوان، وحصل على الجنسية البوسنية فى نوفمبر 1995، وتردد على الدوحة على الأقل مرتين خلال عامى 1995 و1996، وخلال تلك الفترة رعاه وزير الشئون الدينية القطر الشيخ عبد الله ال ثانى خالد شيح محمد. ورغم أنه بقى فى الدوحة لأقل من عام إلا أن تأثيرها كان شرا وقاتلا.
وتحدث الكاتب عن محاولاته للقاء أسامة بن لادن أثناء وجوده فى السودان، وقال إن أنشطة خالد شيخ محمد لم تكن معروفة للسعودية أو الولايات المتحدة، وكما قال ريتشارد كلارك، المنسق الوطنى للأمن ومكافحة الإرهاب فى إدارتى كلينتون بوش، فإنه من الصحيح أن قطر كانت بمثابة ملاذا لقادة الجماعات التى تعتبرها الولايات المتحدة ودول أخرى إرهابية.
وكانت علاقة شيخ محمد بقطر محل قلق فى الكونجرس، وتجلى ذلك فى جلسة عقدتها لجنة الشرق الأوسط فى مجلس الشيوخ الأمريكى الأسبوع الماضى عن العلاقات بين قطر وواشنطن، وخلال الجلسة، تحدثت رئيسة اللجنة إيليانا روز ليتنين عن تورط قطر فى دعم الإرهاب، مشيرة إلى هذا الموضوع ليس بالجديد عنها، وهناك مسئول قطرى رفيع مستوى قدم الدعم للعقل المدبر لهجمات الحادى عشر من سبتمبر.
وقالت ليتينن إن مسئولا قطريا رفيع المستوى قدم الدعم للعقل المدبر الذى وقف وراء هجمات الحادى عشر من سبتمبر ضد بلادنا وهو خالد شيخ محمد .. وهناك بالطبع خليفة محمد والمدرج على قوائم الإرهاب فى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة لدوره فى تمويل القاعدة، وكذلك العقل المدبر لهجمات سبتمبر".
وفى الأسبوع الماضى، أذاعت فضائية "سكاى نيوز عربية" فيلم وثائقى عن علاقة قطر بخالد شيخ محمد، وتطرق إلى زيارة خالد شيخ محمد لقطر فى عام 1996، ودعمها له بما فى ذلك تقديم الحماية والمساعدات المالية له لتحقيق أهدافه وخططه الإرهابية.
وقالت سكاى نيوز، إن الفيلم يبين الدور الخفى الذى لعبته قطر فى دعم وتمويل الإرهاب، وخاصة من خلال احتضان وزير الأوقاف ووزير الداخلية الأسبق عبد الله بن خالد آل ثانى للإرهابى خالد شيخ محمد، ويشير الفيلم إلى ما يتردد بشأن تعاطف عبد الله بن خالد آل ثانى مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والجماعات الإرهابية.
واستعرض الوثائقى محاولة أجهزة الأمن الأمريكية اعتقال خالد شيخ محمد فى الدوحة عام 1996، وما قيل عن تدخل وزير الداخلية القطرى الأسبق لتهريبه بنجاح إلى خارج الدوحة، ومنع أجهزة الاستخبارات الأمريكية من اعتقاله، مما مكنه من مواصلة العمل على خططه الإرهابية، وتنفيذ هجمات سبتمبر2001.