يبدو أن العلاقة بين قطر وقنوات الإخوان فى الخارج، ليست على ما يرام فى تلك الفترة، فى ظل إجراءات الدوحة التى بدأت تتخذ بشأن طريقة تمويل تلك القنوات التى تبث من إسطنبول ولندن، من قبل تخفيض تمويل وإنفاق، أو من خلال تسريح بعض العاملين، فى الوقت الذى لم تربط مصادر مقربة من جماعة الإخوان بين هذه الإجراءات وبين الأزمة القطرية، ورجحت أن تكون سببها فشل قنوات التنظيم فى الخارج.
وفقا للمعلومات المنتشرة خلال الساعات الماضية، فإن قطر أقدمت على تسريح عدد من الموظفين فى القنوات الموالية للإخوان والتى تبث من تركيا، وبالتحديد قناة التليفزيون العربى، وخفضت من قيمة الإنفاق فيها، وهو ما تسبب فى حدوث أزمة داخل القناه، ولعل أبرزها إعادة هيكلة التى شهدتها القناه خلال الفترة الماضية.
إلا أن مصادر مقربة من الإخوان، أكدت أن هذه الظاهرة أيضا شهدتها قنوات الإخوان التى تبث من اسطنبول على رأسها قناتى مكملين ووطن، التى تشهد تمويل قطرى بجانب الصرف من اشتراكات العضوية لإخوان الخليج، حيث أشارت المصادر إلى أن الأزمة التى نشبت مؤخرا بين قيادات الإخوان حول حدوث سرقات فى اشتراكات العضوية وانخفاض الإنفاق المالى على تلك القنوات دفع قطر إلى تخفيض الإنفاق المالى بها، مما دفع الجماعة إلى التراجع عن فكرة إنشاء شبكة قنوات تابعة لها وهى ما أعلنته فى وقت سابق.
وأشارت المصادر، إلى أن الأزمة المالية التى نشبت فى بعض قنوات التنظيم وعلى رأسها قناة وطن، واضطرارها لتسريح بعض العاملين وكذلك بعض مقدمى البرامج بها واقتصارها على قيادات الإخوان فقط دفع الدوحة لأن تراجع نسب الإنفاق التى يتم تمويلها لتلك القنوات، خاصة أنها تواصل الخسائر المالية ولم تحقق نجاحا خلال الفترة الماضية.
وأشارت المصادر، إلى أن تخفيض الإنفاق قل بنسبة تقارب الـ 40%، وتم منذ شهور ومع بدأ قطر اتخاذ اجراءات اقتصادية جديدة لمواجهة أزمتها الأخيرة، قلت النسبة الانفاق أيضا، إلا أن هذه الخطوة جاءت بسبب فشل القنوات التى تدريها الإخوان فى الخارج.
من جانبها قالت مارجريت عازر، عضو مجلس النواب، أن قطر تعانى من أزمات اقتصادية كبرى، وأصبحت تدرك الأزمات التى ورطهم فيها تميم ونظامه، لافتا أن تقليل الدوحة تخفيض تمويل قنوات عزمى بشارة، وسحب الإقامة من قيادات إخوانية، يؤكد أن الدوحة تعانى من الارتباك الداخلى، وأن تنظيم الإخوان فى الخارج سيواجه ضربات موجعة فى فضائياته التى تحرض ليل نهار على مصر وقتل أبناءها، وتستضيف الجماعات الإرهابية، والتى ستغلق قريبا لضعف ووقف تمويلها.
وأضافت عضو مجلس النواب فى تصريح خاص لـ"برلمانى" أن أمير قطر أصبح لا يدرك ماذا يفعل، وورط شعبه فى أزماته التى افتعلها مع الدول العربية المكافحة للإرهاب الممول من قطر، مؤكدة أن الرد واضح أن الدوحة أصبحت مدركة أن تحديها مع الدول العربية أصبح بأزمات عليها، موضحة أن نظام تميم أصبح يكتب نهايته، وأيضا جماعة الإخوان وهذه الجماعات لن يكون لها ملجأ بعد نظام تميم، والذى وفر لهم الملاذات لهم لاستخدامهم فى إرهاب الدول.
وفى السياق ذاته، أكد الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن قطر لابد أنها ستقلل المساعدات التى تذهب للإخوان، خاصة فى ظل الأزمة المتفاقمة بينها وبين الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، حيث تشكل الجماعة محور تلك الأزمة.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، لـ"برلمانى"، أن قطر لن تجد مفرا إلا أن تتخلص من مساعدتها للإخوان أو تقلل من تقديم هذه المساعدات، حتى تستطيع الخروج من ذمتها وهو ما سينعكس على التنظيم بشكل كبير خلال الفترة المقبلة.