قالت صحيفة "صنداى تليجراف" البريطانية، إن نواب فى البرلمان البريطانى دعوا الجامعات البريطانية للتوقف عن قبول هدايا من الديكتاتوريات، موضحة أن هذا المطلب يأتى فى أعقاب تحقيق نشرته الصحيفة عن الهدايا المقدمة للجامعات من أنظمة تسلطية فى الشرق الأوسط، ومن بينها قطر.
وأوضحت الصحيفة أن النواب دعوا إلى إخضاع الجامعات للقوانين التى تطبق على الأحزاب السياسية لمنع سعى قوى خارجية "لشراء" نفوذ فى قلب مؤسسات التعليم العالى البريطانية.
وأشارت "صنداى تليجراف" إلى أن مئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية يتم ضخها إلى الجامعات البريطانية عادة لتأسيس مراكز دراسات إسلامية أو عن الشرق الأوسط، موضحة أن هذه التمويلات تأتى من قطر ودول أخرى فى المنطقة.
وتضيف الصحيفة أن تبرعا بقيمة 3 ملايين جنيه استرلينى قدم إلى جامعة أكسفورد من صندوق التنمية القطرى لتمويل منحة دراسية تحمل اسم رئيسة الوزراء السابقة مارجريت تاتشر فى كلية سمرفيل التى درست فيها.
وينقل التقرير عن السير برنارد انجهام، السكرتير الصحفى السابق للبارونة تاتشر قوله إنه أمر مثير للغضب أن يُقبل تبرع من دولة "تشجع الإرهاب".
وقال فى تصريحات لصحيفة "صنداى تليجراف": "يبدو لى أمر غاية فى الغرابة، فالجامعة نفسها التى حرمتها درجة فخرية تسمى منحة دراسية بأسمها لكنها ممولة من دولة ترعى الإرهاب".
وأضاف "أنا حقا أتساءل ماذا يحدث. وهل هناك أى مبادئ لا تزال موجودة؟ "
وتقول الصحيفة إنها شخصت عشرات الحالات الأخرى التى قبلت فيها جامعات بريطانية مرموقة منحا دراسية من أنظمة تتهم بصلتها بالإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان.
وقال البروفسور أنطونى جليس، مدير مركز الدراسات الأمنية والاستخباراتية بجامعة باكنجهام، إن الأموال التى تسعى إلى تشكيل الرأى العام يجب أن تخضع لنفس القواعد مثل التبرعات المقدمة إلى الأحزاب السياسية.
وأضاف "من خلال التبرع لمؤسسات التعليم العالى، تستطيع الدول العربية والإسلامية أن تملى أجندة بحثية وتؤثر على الرأى العام بطريقة لا نسمح بها لأحزابنا السياسية"، موضحا أن المتبرعين الأجانب لا يمكنهم فقط تشكيل المناقشة، وإنما يستطيعون التأثير على الطلاب والعقول الشابة.
وقال البروفيسور جليس، الذى كتب تقريرا عن تدريس الدراسات الإسلامية فى الجامعات البريطانية: "يجب أن يكون لدى مؤسسات التعليم العالى أعلى القيم الأخلاقية الممكنة، ولا يجب بيعها لأعلى مقدم".
ومن جانبه، دعا أندرو بيرسى عضو البرلمان المحافظ والوزير السابق إلى وضع قواعد أكثر صرامة بشأن التبرعات الأجنبية للجامعات.
وقال "يجب أن يكون هناك نوع من الإشراف على ذلك"، مشيرا إلى أن هذه المؤسسات عامة، ومسئولة عن تعليم شباب الغد، وعلينا أن نطبق قواعد صارمة للغاية على التبرعات الأجنبية".
وتابع بالقول إن "الجامعات كانت أرضا خصبة للكراهية فى السنوات الأخيرة، وقد تطرف بعض الطلاب داخل جامعاتنا".
وأضاف "يجب أن لا يتلقوا تبرعات من الأشخاص الذين يسعون إلى التأثير على اتجاههم وألا يتبنوا آراء لا تتسق مع تعزيز التسامح وقيم الاحترام المتبادل والديمقراطية".
ومن ناحية أخرى، قال متحدث باسم جامعة أكسفورد إن جميع التبرعات تخضع لتدقيق رفيع المستوى وصارم وأن المنح الدراسية "قطر – تاتشر"، تحظى بموافقة أسرة اللايدى تاتشر وبعض من أقرب مستشاريها.
وقال متحدث باسم مجموعة راسل: "تلعب الأعمال الخيرية دورا هاما فى تمكين قطاع التعليم العالى فى المملكة المتحدة من خلال تقديم الأبحاث والتدريس على مستوى عالمى والحفاظ على الاستقلالية الأكاديمية أمر بالغ الأهمية، وقد وضعت جامعاتنا سياسات قائمة للنظر فى التبرعات".