يعانى كثيرون من عدم وجود علاج لأمراضهم المزمنة، رغم التقدم العلمى والطبى، حيث يتعايشون مع أمراضهم بالمسكنات والعقاقير الطبية، ومن بين هذه الأمراض الروماتيزم والروماتويد وآلام المفاصل وغيرها، فى الوقت الذى يجهلون فيه أن هناك علاجات طبيعية تساعد على الشفاء منها، ومن بين هذه الأماكن واحة سيوة، التى حباها الله بطبيعة فريدة وطقس متميز شتاءً، وصحى صيفاً رغم ارتفاع درجات الحرارة، وتميز رمال سيوة وخاصة جبل الدكرور فى القدرة على شفاء كثير من الأمراض المزمنة، من خلال الدفن فيها لمدة من 10 إلى 20 دقيقة يوميا لمدة من 3 إلى 9 أيام، مع الالتزام بتعليمات المعالجين، الخاصة بالنظام العلاجى ونوعية المشروبات التى يتناولها المريض خلال فترة العلاج والأسبوع التالى لها.
وتتوافد أعداد كبيرة من المرضى المصريين والعرب والأجانب، خلال موسم السياحة العلاجية والتى تعرف بالدفن فى الرمال، بواحة سيوة، والتى تبدأ من أول شهر يوليه وتستمر حتى منتصف سبتمبر من كل عام، للعلاج بحمامات الرمال من علاج أمراض الروماتيزم والروماتويد وآلام المفاصل وتنشيط الدورة الدموية وأمراض الرطوبة.
توفير الإقامة والخدمة والمعيشة بمراكز العلاج
محمد عمران جيرى عضو مجلس إدارة جمعية أبناء سيوة للخدمات السياحية والحفاظ على البيئة، أكد أن المراكز العلاجية بسيوة، تتولى توفير الإقامة والخدمة والإعاشة، خلال مدة العلاج التى تتراوح بين 3 إلى 9 أيام، حسب حالة الشخص الخاضع للعلاج ويتم العلاج بالدفن فى الرمال خلال أشهر الصيف ويفضل شهرى يوليو وأغسطس.
وأوضح "جيرى"، أنه يحظر خضوع أصحاب أمراض القلب للعلاج بالدفن، ما عدا أصحاب الضغط المرتفع و المنخفض، حيث يمكنهم الخضوع للعلاج ويجب على الشخص الخاضع للعلاج أن يلتزم بالتعليمات، مثل ارتداء الملابس الثقيلة وعدم التعرض لتيارات الهواء الباردة، وعدم الاستحمام أو شرب المثلجات، خلال مدة الخضوع للعلاج وبعدها بثلاثة أيام.
من جانبه، طالب عبد العزيز زكريا، أحد أبناء سيوة المهتمين بالحياة البيئية، بضرورة اهتمام الجهات العلمية والطبية، بدراسة تأثير الدفن فى رمال سيوة وعلاجها للأمراض، وبحث كافة جوانبها وآثارها وفاعليتها بشكل علمي، من أجل تقديم أكبر استفادة منها، والعمل على الترويج للسياحة العلاجية بشكل أكبر من منطلق علمى.
وأكد " زكريا " أن هناك كثير من المرضى يحضرون إلى سيوة، بناء على نصائح أطبائهم للعلاج بالدفن فى رمال سيوة الساخنة، من أمراضهم التى لم يتوصل الطب الحديث إلى علاجات لها، خاصة مرضى الروماتويد، كما أن هناك أطباء يأتون بأنفسهم للعلاج بحمامات الرمال.
فوائد العلاج بالرمال
وقال أبو القاسم الواحى صاحب "مردم أبو القاسم" وهو مركز العلاج بالدفن فى الرمال بسيوة، " إن الأمراض التى تعالجها حمامات الرمال الروماتيزم والأمراض المرتبطة به وبالروماتويد وآلام الظهر والمفاصل وتنشيط الدورة الدموية وعلاج الدهون على الكبد كما أنه رافع للمناعة.
وأضاف بأن العلاج بالدفن فى الرمال قديم جداً وتوارثه عن والده الذى توارثه عن أجداه، مشيراً إلى أن مكان العلاج بجبل الدكرور وهو من أعلى الأماكن فى سيوة، وهو خاص بحمامات الرمل لأنه جاف.
وحول البرنامج اليومى للمريض خلال العلاج، أكد أبو القاسم الواحى، أن يوم المريض يبدأ صباحاً بتناول الإفطار، ويمنع من تناول الطعام وسمح له بتناول السوائل فقط حتى الساعة الثانية ظهراً، وتكون الحفرة مجهزة منذ الصباح وتشبعت بحرارة الشمس، ويتم دفن المريض فيها لمدة 10 دقائق.
كيفية العلاج بالرمال
وأوضع صاحب "المردم"، أن عملية العلاج تتم من خلال عمل حفر فى الرمال يوميا فى الصباح وتترك حتى تتعامد عليها الشمس، وفى فترة بعد الظهيرة يتم ادخال المرضى الحفر، لأخذ جلسة الرمل لمدة 10 دقائق، وبعدها يتم لف المريض ببطانية جيدا بحيث لا يصل الهواء إلى جسده وإدخاله الخيمة، وهى كنظام السونا ولكن بنظام طبيعى، ويحظر تناوله المياه ويقدم له مشروب الحلبة فقط، وبعد جلسة الخيمة يتم نقل المريض من الخيمة إلى الشالية المخصص له، بسيارة تكون فى انتظاره خارج "المردم" وعند الشاليه يكون فى انتظاره مجموعة من الشباب يقدمون له مشروبات مهدئة تعيده للحالة الطبيعية، وظل المريض يفرز كميات من العرق حتى بعد آذان العصر.
وأضاف صاحب مركز العلاج بحمامات الرمال، أن المريض يبدأ بعد ذلك فى نفض الرمال عن جسده وتناول المياه والطعام بشكل طبيعى، ويحظر عليه الاستحمام أو غسل جسده طوال فترة العلاج.
وحول موانع العلاج بالدفن فى الرمال، أكد "الواحى"، أن مرضى القلب، ومن سبق لهم إجراء عمليات قلب أو تغيير صمام، يحظر عليهم العلاج بالردم لأنه يمثل خطورة على حياتهم.
ونصح المرضى بالحفاظ على أنفسهم من التعرض للهواء البارد، وعدم تناول أى مشروبات أو مياه مبردة، أو الاستحمام أو غسل أجسادهم قبل مرور 3 أيام من انتهاء العلاج بالردم، حتى يأتى العلاج بنتائجه.
العلاج بالرمال منذ عام 1998
محمود محمد أحمد من الإسكندرية، أكد أنه يحرص على العلاج بالردم فى الرمال منذ عام 1998 منذ إصابته بمرض الروماتويد، وأنه فى أول مرة تعالج بالردم ظل 4 سنوات لا يعانى من آلام الروماتويد ولم يتناول خلالها أية أدوية، وبعد ذلك أصبح يأتى كل عام للعلاج لمدة 3 أيام أو 5 أيام، وظل طوال العام مرتاح ولا يحتاج للعلاج، لأنه يحافظ ويلتزم بتعليمات العلاج، مؤكداً أن هناك من يخالف تعليمات العلاج فتكون النتائج ليست جيدة.
وقال آدهم محمد خضر من إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، إنه من خلال بعض القراءات، تأكد أن حمامات الرمال، تكون السبب الرئيسى فى تخفيف بعض الآلام، من بينه الروماتويد والروماتزم، وتغنى عن العلاجات التى تعتمد على المسكنات والعقاقير الكيماوية التى تؤثر على مناعة وحيوية الجسم.
وأضاف " خضر"، أنه حضر مع مجموعة أخرى من إيتاى البارود، للعلاج، موضحا: " أقول للعالم كله لدينا واحة سيوة، وللأسف الشديد هناك فشل كبير فى التسويق لسياحة مهمة جداً وهى السياحة العلاجية، فالمكان خلاب ومميز بطبيعة لا توجد فى أى مكان آخر بالعالم.
وقال مصطفى مبروك، من مدينة إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، إنه يحضر لأول مرة للعلاج بالدفن فى رمال سيوة، ولكنها لن تكون آخر مرة، وأنه يعانى من آلام شديدة طوال الوقت، وأحد الأشخاص نصحه بالحضور إلى سيوة للعلاج.
وأضاف: "سألت عن مكان للعلاج فنصحونى بالحضور إلى مردم أبو القاسم، وعندما حضرت وجدت الناس فى سيوة كرماء جداً، واستقبلونا استقبال جيد، ولا يوجد عندهم استغلال أو مغالاة.