أعلن عدد من أعضاء مجلس النواب عن التقدم بمشروع جديد داخل البرلمان على غرار أغنية "ديسباسيتو" للمغنى البورتريكى دايفيد فونسى، والتى تحولت من مجرد أغنية إلى مشروع قومى أنقذ دولة بورتريكو من الإفلاس، إذ طالب النواب بضرورة تبنى مشروعات مماثلة للترويج للدولة المصرية فى الخارج من خلال خطط واضحة وليس مجرد حملات دعائية عادية وتصوير عدد من الكليبات الدعائية والسباقات للتسويق للقاهرة بين عواصم العالم المختلفة.
القصة بدأت بعدما حققت أغنية ديسباسيتو نجاحا غير مسبوق من حيث المشاهدة، إذ تخطت حاجز الثلاثة مليارات ومائتى وخمسة عشر مليون مشاهدة لتتخطى بذلك أغنية جانجم ستايل الشهيرة للمغنى الكورى الجنوبى "ساى"، لتتأثر بهذا النجاح دولة بورتريكو التى لم يكن يسمع عنها كثيرون قبل انتشار هذه الأغنية، فمنذ شهرين أعلنت دولة بورتريكو إفلاسها مع تراكم ديونها لتصل إلى 70 مليار دولار ولكن بعد صدور أغنية "ديسباسيتو" زاد الاهتمام السياحى بنسبة تجاوزت 45% دفعة واحدة، فى حين أن منظمى الرحلات السياحية للجزيرة بدأوا فى دمج مشاهد الأغنية خلال جولاتهم لتحدث هذه الأغنية ضجة سياحية كبيرة تساهم فى انتشال دولة بورتريكو مما كانت تعانيه من أزمات اقتصادية.
وحقيقة الأمر أن مخرج الأغنية استعان بلقطات مميزة لسواحل ومدن دولة بورتريكو، واستطاع أن يعرضها بشكل جذاب مما ساعد فى ترويج هذه المناطق بشكل غير مسبوق بل أصبح كثير من السائحين يبحثون عن المناطق التى شاهدوها خلال الأغنية ، فيما أعلن موقع "تريب أدفايزر" الأمريكي للسياحة وحجز الفنادق إن عدد مشاهدات صفحة بورتريكو على الموقع ارتفع بنسبة 24% بين 17 أبريل و17 يونيو هذا العام بسبب هذه الأغنية ،كما ارتفع عدد مشاهدات مكان تصوير فيديو كليب الأغنية بنسبة 10% على موقع "إكسبيديا" الأمريكي للسفر والسياحة وذلك بعدما كانت تعانى بورتريكو اقتصاديا بسبب انتشار وباء زيكا العام الماضى والذى أثر على حركة السياحة بداخلها.
فى نفس السياق طالب عدد من النواب والسياسيين بتصوير عدد من الأغانى على غرار "ديسباسيتو" لتتناول فى طياتها مناظر طبيعية خلابة عن المدن السياحية فى مصر ومعالم مصر المختلفة حتى تساهم فى الترويج لقطاع السياحة الذى يعانى فى مصر منذ ثورة 25 يناير.
يقول سمير صبرى رئيس لجنة الصناعة بحزب مستقبل وطن فى تصريح لــ"برلمانى"، إن هذه الأغنية مثال مهم للدولة المصرية وعليها أن تحذو حذوه فمهمتنا الرئيسية تتخلص فى الإجابة على هذا السؤال "how to brand egypt" مشيرا إلى أنه أجرى بحثا قدمه فى إحدى الجامعات الأمريكية تضمن عدة محاور أبرزها، أهم الدول التى تعتبر مصر مقصدا سياحيا لها رقم واحد، وبالبحث عن الدول فظهر أنه لم تدرج أى دولة فى العالم مصر كمقصد سياحى رقم واحد لها، ثم كان المحور الثانى الذى يتضمن المنتج الأكثر تصديرا للدول المختلفة، واتضح أن مصر تنتج بدون خطة واضحة .
أضاف صبرى، أن المحور الثالث يتضمن هل نمتلك نفس إمكانيات تركيا ودول أخرى وكانت الإجابة أن مصر تمتلك مقومات وإمكانيات كبيرة للغاية وحقيقة الأمر السائح لا يبحث عن الأمان فى مقصده السياحى من الدول بقدر ما يبحث عن الاستقرار، مقترحا على سبيل المثال أن نقيم مستشفيات خمس نجوم بجانب الفنادق المصرية أو الاستعانة بتجربة رومانيا الدولة الفقيرة التى أنشأت منتجعا كبيرا للسياحة والترفيه والعلاج وكل شىء داخل مكان واحد، مما زاد من الإقبال السياحى عليه.
وطالب رئيس لجنة الصناعة بحزب مستقبل وطن، باللجوء إلى السياحة العلاجية على سبيل المثال إلى جانب طبع عدد من المعالم كالأهرامات أو أبو الهول أو غيرها من المقاصد السياحية المصرية على التيشرتات أو المنتجات المصرية وبيعها للخارج بشكل يساعد فى الترويج للسياحة، بشرط أن تكون ذات خامة وجودة متميزة.
وتابع: من الممكن أن نستعين بعدد من النجوم المصريين فى الغناء كعمرو دياب، وغيرهم فى بث فيديو كليب على غرار أغنية ديسباسيتو، للترويج للسياحة المصرية والمدن السياحية فى كل دول العالم.
فيما طالب محمد فؤاد عضو مجلس النواب بضرورة استغلال النجاح الذى حققته أغنية ديسباسيتو من أجل إطلاق مشروع قومى للترويج للسياحة والمناطق السياحية فى مصر من خلال تصوير أفلام وكليبات على غرار الأغنية الأشهر فى العالم حاليا هذا إلى جانب تسهيل إجراءات تصوير الأفلام المختلفة داخل مصر وإقامة السباقات والمهرجانات على غرار دول عالمية فى هذا المجال.
وأضاف فؤاد، أنه تقدم من قبل بطلب إحاطة بسبب رفض الجمارك دخول سيارات تخص سباق بعينه مما ترتب عليه أن يقام السباق فى دبى بدلا من القاهرة، مشيرا إلى ضرورة تسهيل إجراءات إقامة مثل هذه المسابقات فى مصر وعمل زخم إعلامى وحملات إعلانية ضخمة باستخدام مثل هذه الفعاليات.
بدورها اقترحت غادة عجمى، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، أن تقوم شركات السياحة بالتعاون بينها بعمل برنامج ضخم للمصريين فى الخارج تحت عنوان "وحشتونا"، أو "أهلا بيكم"، يتضمن أفلاما وثائقية حول معظم المعالم السياحة التى تتواجد بمصر ويمكن للمصريين فى الخارج أن يطلوا عليها أو يزوروها، وعرض المناظر الجذابة عن تلك المناطق ويتم إرسالها للسفارات بحيث يتم ترويجها للمصريين بالخارج من أجل أن تشجيعهم على زيارة تلك المعالم السياحة وبالتالى تنشيط السياحة الداخلية أولا.
كما اقترحت عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، التنسيق بين وزارة السياحة ونقابة الموسيقيين وكذلك نقابة الفنانين لعمل برنامج سياحى يتضمن زيارة جميع المعالم السياحية، ويكون مدة إقامة الفنانين فى كل منطقة سياحية 48 ساعة، بحيث يستعرضون كافة المعالم السياحية وإنتاج أغانى بعدة لغات داخل تلك المناطق.
وأشارت عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إلى إطلاق اسم جذاب لهذا البرنامج، واختيار اللغات التى تستهدف مصر أصحابها خلال الفترة المقبلة، بحيث يكون هناك ناتج إيجابى لتلك البرامج على السياحة المصرية خلال الفترة المقبلة.
من جانبه طالب أمين مسعود، عضو لجنة السياحة بالبرلمان، باستخدام مواقع السوشيال ميديا بشكل فعال فى تنشيط السياحة، عبر عدة لغات ونشر أبرز المعالم السياحية المصرية والحديث عن تاريخها لمخاطبة الأجانب.
وأكد عضو لجنة السياحة بالبرلمان، أن الفنانين والموسيقيين لهم دور كبير فى تدفق السياحة عبر تدشين برامج وأغانى تتناسب مع الثقافة الخارجية تتضمن الحديث عن المعالم السياحية المصرية وتبرز المناطق السياحية التى تستطيع أن تجذب السياحة، كما أكد ضرورة أن يكون هناك برنامج تعليمى للمواطنين بطرق التعامل مع السياح وعدم استغلالهم للحصول على الدولار، والقضاء على المظاهر التى تؤثر على السياحة وعلى رأسها ظاهرة القمامة.
وأشار عضو لجنة السياحة بالبرلمان، إلى ضرورة الاستماع لمقترحات الشباب الذين لهم علاقة بمجال السياحة، خاصة أن معظم دول العالم التى استطاعت أن تنشط فى مجال السياحة يتولى مسئولية تنشيط السياحة بها شباب، موضحا أنه كان ينبغى الاستفادة بشكل كبير من زيارات المشاهير العالميين لمصر مثل رونالدينهو، وروبيرت كارلوس، وميسى، وويل سميث، بحيث يتم عمل برنامج سياحى يشارك فيه هؤلاء المشاهير العالميين يمكن أن يساهم فى تنشيط السياحة المصرية.