حالة من القلق والترقب تنتاب تنظيم "الحمدين" فى قطر، مع اقتراب أيام عيد الأضحى المبارك، حيث يخشى أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثانى، الانقلاب عليه من قبل القطريين، وذلك فى أعقاب مواقفه المتعنتة من الحجاج القطريين الذين منعهم من السفر إلى المملكة العربية السعودية لتأدية فريضة الحج.
عيد الأضحى بالنسبة لنظام "الحمدين" هو احتشاد القطريين إما لتأدية صلاة العيد أو النزول للشوارع من أجل الشعور بفرحة العيد، وهو ما يقلق "تميم" الذى يخشى زوال حكمه.
كشفت مصادر بالمعارضة التركية النقاب أن القوات التركية الموجودة فى الدوحة قررت منع القطريين من أداء صلاة عيد الأضحى المبارك فى الساحات الكبرى واكتفت بمجموعة من المساجد بالعاصمة القطرية تقوم هى بإدارتها وتأمينها، حتى لا يتثنى للقطريين الخروج فى مظاهرات عقب الصلاة.
وقالت المصادر فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، إن النظام القطرى يخشى أن يقوم القطريين بالانقلاب على تميم بن حمد بن خليفة أل ثانى، بعدما رفض منح تصريحات سفر لتأدية فريضة الحج.
وأشارت المصادر إلى أن القوات التركية بدأت فى اتخاذ تدابير أمنية واحترازية منذ بداية شهر ذى الحجة وحتى انتهاء عيد الأضحى، حيث رفعت من درجة الطوارئ إلى الدرجة القصوى.
وعلى جانب آخر، يقود نظام "الحمدين" فى قطر حملة اعتقالات موسعة لكبار القيادات الأمنية التى تعارض تميم خوفا من الانقلاب عليه فى أعقاب منعه منح تصاريح للقطريين لأداء فريضة الحج لهذا العام رغم التسهيلات المقدمة من المملكة العربية السعودية بتكليفات من الملك سلمان.
وذكرت صفحة المعارضة القطرية على موقع التواصل الاجتماعى" تويتر"، أن اعتقالات موسعة طالت كبار قيادات جهاز أمن الدولة فى قطر، وعلى رأسهم العقيد إسماعيل عبد الله المطوع، بسب معارضته سياسة تميم.
وطالت حملة الاعتقالات قيادات بالجيش القطرى بداية الشهر الجارى، حيث تم اعتقال العميد على سالم الحسن، مدير مكتب رئيس الأركان.
كما كشفت المعارضة القطرية النقاب عن أنه تم وضع جميع الحجاج القطريين الذين ذهبوا لأداء فريضة الحج على قوائم الترقب، بهدف التحقيق معهم عند عودتهم إلى قطر.
إجراءات "تميم" التعسفية ضد الحجاج القطريين، دفعت الصحف الخليجية لانتقاد النظام، حيث ذكرت صحيفة "البيان" الإماراتية أن المبادرة الحكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تجاه الحجاج القطريين، والأمر بدخولهم عبر المنفذ البرى، والسماح لكل القطريين الذين يرغبون بأداء مناسك الحج دون التصاريح الإلكترونية، وإرسال طائرات خاصة تابعة للخطوط السعودية إلى مطار الدوحة، لنقل كل الحجاج القطريين على نفقته الخاصة جاءت بمثابة صفعة قوية على وجه " تنظيم الحمدين" فى الدوحة.
وتابعت "البيان" الإماراتية إن مبادرة خادم الحرمين، الملك سلمان بن عبد العزيز، أثبتت للعالم أن الدول العربية المكافحة للإرهاب والمقاطعة لقطر، أحرص على شعب قطر من النظام الفاسد الذى يحكمه ويبدد ثرواته فى الإنفاق على جماعات الإرهاب والفتنة والمؤامرات.
وأضافت الصحيفة الإماراتية، ليت النظام الحاكم فى قطر يخجل من نفسه، ويصمت استحياء من كذبه وادعاءاته الباطلة ومحاولاته الفاشلة لتسييس الحج، فقد جاء رد الدوحة على مبادرة خادم الحرمين ليؤكد إصرار تنظيم الحمدين على نهجه فى تسييس المسائل التى لا تقبل جدل التسييس، وصرح وزير خارجية قطر بأن مبادرة خادم الحرمين تجاه الحجاج القطريين وراءها دوافع سياسية.
وأشارت الصحيفة فى ختام افتتاحيتها إلى أنه ربما لو تأمل وزير خارجية تنظيم الإرهاب فى مبادرة خادم الحرمين، وعلم أنها لا تخص حجاج قطر فقط بل تأتى ضمن استضافة 1300 حاج من 78 دولة من مختلف قارات العالم، لعلم مدى جهله بالمملكة العربية السعودية قائدة العالم الإسلامى".
وفى السياق ذاته، وتحت عنوان "بلا شرعية"، أكدت صحيفة "الرؤية " البحرينية ، أن النظام يفقد شرعيته إذا تحركت سلطاته ونفوذه ضد شعبه، وهذا ما يفعله فى الدوحة تنظيم الحمدين، الذى تجاوز كل الحماقات بجريمة لم يسبقه إليها أحد، بمنع حجاجه من أداء الفريضة جوا، مثبتا بذلك كذبته حول عدم توظيفه الحج سياسيا، بل والأسوأ استغلال شعبه لتحقيق هذا الهدف.
وكان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، قد أرسل 5000 جندى إلى الدوحة لحماية الأسرة الحاكمة فى قطر، عقب إعلان كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين مقاطعة قطر فى 5 يونيو الماضى، نظرا لدعم تميم بن حمد المنظمات المسلحة فى الشرق الأوسط التى تعمل على نشر الفوضى والإرهاب، ومن أبرزها القاعدة وداعش وجبهة النصرة.