بدأ تشارلز فار، رئيس لجنة الاستخبارات المشتركة فى مجلس الوزراء البريطانى زيارة إلى مصر يلتقى فيها عددا من المسئولين المصريين فى مجالات مختلفة للإطلاع على الجهود المصرية فى مكافحة الإرهاب والتشدد وبحث سبل التعاون الأمنى بين البلدين.
تأتى زيارة تشارلز فار بعد أيام من زيارة إليستر بيرت، وزير الدولة البريطانى لشئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى وزارتى الخارجية والتنمية الدولية والتى ناقش خلالها ملفات الأمن والاقتصاد والتعليم.
تشارلز فار
وقالت مصادر مطلعة، إن زيارة فار، تكتسب أهمية خاصة نظرا لأنه اشترك فى كتابة تقرير
مراجعة أنشطة جماعة الإخوان– التى تصنفها مصر وعدد من الدول تنظيما إرهابيا – فى بريطانيا بالاشتراك مع السفير البريطانى السابق فى السعودية، جون جينكيز، وأصدرا تقريرهما فى 2015.
وأضافت المصادر أن المسئولين المصريين الذين سيلتقى بهم فار سيعرضون وجهة نظر مصر فى ملف الإخوان وسيكشفون عن الجرائم التى ارتكبها التنظيم ومدى خطورته على أمن الشعب المصرى، والأسباب التى دفعت البلاد لتصنيفها جماعة إرهابية.
كما ستتضمن المباحثات، الجهود التى تبذلها السلطات المصرية لمواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه، لاسيما فى سيناء، وكيف تعكف الدولة المصرية على محاربة التشدد من خلال التعاون مع الأزهر الشريف، فضلا عن مساعى القاهرة لمكافحة الهجرة غير الشرعية وأسبابها.
وكشفت المصادر أن المسئول البريطانى صاحب الخبرة الواسعة فى مجال الأمن ومكافحة الإرهاب سيتطرق إلى الأجندة البريطانية الجديدة التى تستند على خبرة 40 عامًا فى مجال مكافحة الإرهاب لمناقشة سعى حكومته لمواجهة تنظيم "داعش" الفترة المقبلة، وضمان عدم انتقال عناصر تنظيم "داعش" المهزوم فى العراق إلى مناطق مختلفة فى المنطقة.
وأضافت أن بريطانيا تعكف الآن على سد الثغرات التى يمكن للمتطرفين استخدامها إما لنشر الفكر المتطرف أو لشن هجمات فعلية، وذلك من خلال تشديد الرقابة على الجمعيات الخيرية والمساجد، والتجمعات ومراقبة الانترنت لمنع سقوط ضحايا جدد لبروباجندا التنظيمات الإرهابية مثل داعش.
وكان السفير البريطانى بالقاهرة،
جون كاسن أكد فى تصريحات لعدد من الصحفيين قبل أيام أن هناك 5 دول حول العالم تصنف الإخوان جماعة إرهابية، وبريطانيا واحدة من الدول التى تتبنى نهجا صارما معها، إذ لا يوجد أى اتصال مع أعضائها خلال السنوات الأخيرة، متابعًا: "كما أننا الدولة الوحيدة التى راجعت أنشطتهم لتحديد أوجه المشكلة والاختلاف بين القيم".
من هو تشارلز فار؟
عين تشارلز فار رئيسا للجنة الاستخبارات المشتركة ورئيسا للتحليل الاستخباراتى في مكتب مجلس الوزراء فى ديسمبر 2015 باعتباره أحد أبرز مسئولى المخابرات البريطانية المرموقين وأكثرهم خبرة، إذ شغل منصب المدير العام لمكتب الأمن ومكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية البريطانية من يونيو 2007 حتى ديسمبر 2015. وكان مسئولا عن استراتيجية الحكومة لمكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة المنظمة.
وعمل مع تريزا ماى، رئيس وزراء بريطانيا، عندما كانت وزيرة للداخلية البريطانية.
وكان تشارلز انضم إلى الخدمة الدبلوماسية عام 1985 وعمل في السفارات البريطانية في جنوب أفريقيا والأردن.
وحصل على جائزة رتبة الإمبراطورية البريطانية فائقة الامتياز عام 2002 عن خدمته في الخارج لصالح وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث كما حاز على جائزة " سانت ميخائيل وسانت جورج عام 2009. ومنذ عام 2003، شغل عددا من المناصب العليا في الحكومة البريطانية تتعلق بالأمن ومكافحة الإرهاب.
لجنة الاستخبارات المشتركة
هى لجنة حكومية مشتركة مقرها مكتب مجلس الوزراء البريطانى، وتقدم للوزراء وكبار المسئولين تقييمات استخباراتية منسقة بين الوزرات فى المقام الأول حول الأمن والشئون الخارجية والدفاع. وتدعم مجلس الأمن القومى.
ورئيس لجنة الاستخبارات المشتركة مسئول أمام رئيس الوزراء البريطانى عن الإشراف على أعمال اللجنة. والرئيس هو رئيس منظمة الاستخبارات المشتركة، التي تضم موظفي التقييم، وفريق من المحللين المسئولين عن صياغة تقييمات الاستخبارات، رئيس التحليل الاستخباراتى.