أحزاب ترفض "دعم الدولة"

أثار تدشين ائتلاف دعم الدولة المصرية، الذى أعلن عنه اللواء سامح سيف اليزل، ردود أفعال متباينة بين الأحزاب، فالبعض يراه استنساخا للحزب الوطنى أيام الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، فيما يراه آخرون بأنه تحالفا يسعى لضم النواب تحت خط واحد؛ لتحقيق أهداف المواطنين فى قضاياه، لاسيما أن التحالف ضم أكثر من 300 عضو تحت رايته.

وقالت أحزاب المصريين الأحرار والتجمع والمصرى الديمقراطى والحركة الوطنية، إنهم ليسوا جزء من هذا الائتلاف، مؤكدين على أنهم سيعملون على أن يكونوا هيئات برلمانية مستقلة تحت قبة البرلمان، وأوضحت تلك الأحزاب أنهم يدعمون الدولة المصرية فى كل وقت وأن هذا الائتلاف ما هو إلى دعوة سياسية ليس لها علاقة بدعمهم للدولة المصرية.

المصريين الأحرار: تحالف يحاول مصادرة الحياة السياسية

وأعلن حزب المصريين الأحرار بشكل رسمى عدم انضمامه لكتلة دعم الدولة المصرية، رغم انضمام معظم الأحزاب لها على رأسهم حزب الوفد، ومستقبل وطن، وحماة وطن، وعدد من المستقلين.



وشرح الحزب فى بيانه أسباب رفضه الانضمام لائتلاف دعم الدولة المصرية، مؤكدًا رفضه ممارسة السياسة وفق منهج انتهازى يقوم على توزيع مكاسب ومناصب لتحقيق توافق أو أغلبية.

وأضاف الحزب أن ذلك يدفعه إلى التعهد بأن يواصل طريقه من أجل تنفيذ برنامجه الذى سيحدد مواقفه من الحكومة وكافة التيارات السياسية، ووفق هذه الرؤية أكد رفضه القاطع لأن يكون جزءا من تحالف يحاول مصادرة الحياة السياسية، وهو السلوك الذى يمارسه عدد من السادة النواب تحت شعار "دعم الدولة المصرية".

لا نبحث عن مناصب داخل البرلمان

وأكد الحزب أنه لا يبحث عن مناصب داخل البرلمان أو خارجه، حيث قال فى بيانه: "بعد أن اجتمع مكتبه السياسى وناقش كافة تفاصيل الحالة السياسية والمعطيات المطروحة، وانتهى إلى تأكيد العطاء للوطن ودعم كل ما يرفع شأن مصر ويحقق لها التنمية المنشودة، وأننا لا نبحث عن مناصب داخل البرلمان أو خارجه، وبناء على ذلك نؤكد رفضنا للدخول فى مشاحنات أو اشتباكات كلامية مع أى طرف، لإيماننا بأن مصر تحتاج إلى العمل المخلص والجهد الدائم لصالح شعبها، واحتراما لتاريخها، وتقديرا لحاضرها الذى تحاصره تحديات أكبر من أن يصرفنا عنها جدلا عقيما لا طائل من ورائه".

الائتلاف ليس له برنامج

الحزب أكد أيضا على أنه مساند لمشروع الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يتبنى نهج بناء دولة عصرية قوية تنعم بالحرية والديمقراطية، مؤكدًا أنه سيبقى على عهده بإعلاء الدستور والقانون، مؤكدا: أننا نعتبر أنفسنا من مكونات الدولة المصرية.
وتابع البيان: "ولما كان الدستور والقانون وعلوم السياسة تحدد معنى الائتلاف بأنه تَجمُع يمارس الحكم وإدارة شئون الدولة، وذلك يدفعنا إلى رفض محاولة تشكيل ائتلاف لا نفهم مقاصده ولا نعرف له برنامج أو أهداف، ولأننا نؤمن بالعلم والمنطق فلا يمكن أن نمضى خلف شعارات جوفاء ولا كيانات غير رسمية.

مصادر بالنور: الحزب يرفض الانضمام

فيما أكدت مصادر مطلعة بالنور أن الحزب يسعى للتنسيق مع أعضاء مستقلين تحت قبة البرلمان فى المواقف والقرارات الهامة.

الحركة الوطنية يغلق بابه فى وجه التحالفات

وأكد حزب الحركة الوطنية المصرية، أنه لن يدخل فى أى تحالفات سياسية مع أى أحزاب أخرى سواء تحت قبة البرلمان أو خارجها، مشددا على اعتزامه العمل منفردا من خلال أجندة تشريعية تخدم المواطن وتراعى مصلحة الدولة فى المقام الأول.
وقال الحزب فى بيان له اليوم: "كل ما يتردد بشأن عقد تحالفات مع أحزاب أخرى سواء لم تحصل على مقاعد فى البرلمان، أو حصلت على مقاعد قليلة، كلام عار عن الصحة".

وبحسب البيان، قال خالد العوامى، أمين عام الحركة الوطنية: "إننا داعمون للدولة منذ أول لحظة تم فيها تأسيس الحزب، وسنظل على هذا المنهج إلى ما لا نهاية، بهدف بناء الدولة والنهوض بمؤسساتها، والكتلة النيابية للحزب ستعمل على تقديم تشريعات تركز فى المقام الأول على الفئات المهمشة وسنطالب الحكومة بأن تكون الموازنة القادمة موازنة للفقراء".
واختتم "الحركة الوطنية" بيانه، قائلا: "أى توجه تحت قبة البرلمان يخدم الدولة نحن معه إيمانا منا أن مصر تحتاج الكثير وفى حاجة كبيرة لكل جهود أبنائها المخلصين ولو تعارضت مصلحة الدولة مع مصلحة الحزب قطعا سنجعل مصلحة الدولة فى المقام الأول وفوق أى اعتبارات حزبية".

"المصرى الديمقراطى" مختلف

قال محمد عرفات، المتحدث باسم حزب المصرى الديمقراطى، إن الحزب لم يكن منذ البداية جزء من قائمة فى حب مصر، فى الانتخابات البرلمانية، وبالتالى لن يكون جزءا أيضا من الائتلاف الذى يدعو إليه اللواء سامح سيف اليزل، تحت مسمى "دعم الدولة" تحت قبة البرلمان، مضيفا أن الحزب يسير على نهج مختلف عن القائمين على هذا الائتلاف.

"التجمع": ائتلاف دعم الدولة المصرية سيفشل

وعلق عبد الناصر قنديل، أمين الشئون النيابية بحزب التجمع على تحالف دعم الدولة المصرية داخل البرلمان، أن البرلمان الحالى بتشكيله يدعم الدولة، ولسنا بحاجة إلى ائتلاف يعيد استنساخ تجربة الحزب الحاكم، متوقعا فشله.



وأضاف قنديل، أن التجمع رغم قلة تمثيله فى البرلمان إلا أنه سيعرض أفكاره فى البرلمان، والتنسيق بيننا وبين القوى تحكمه المواقف والقضايا التى يتم مناقشتها داخل البرلمان، ومن ثم الاختلاف أو التوافق.

واختتم أمين الشئون النيابية لحزب التجمع، بأن الحديث عن بعض الأخطاء سعيا لصنع صورة جديدة، يستهدف إعادة الحزب الوطنى، مشيرا إلى أن الدولة المصرية والمواطن ليسوا بحاجة لنواب يضمون مجموعة بصمجية وهتّيفة تحركهم أشخاصا.