لم يمض يوماً حتى يخرج فيه الصيادون عشرات الأطنان من الأسماك فى بحيرة ناصر خلف السد العالى بمحافظة أسوان، ليثبت أن خير مصر ما زال يفيض على شعبها مع مرور الأيام والسنين، وأن ما خلفه الأجداد من مشروعات عملاقة كالسد العالى ظل حاضرها يلقى بثماره حتى اليوم.
وفى محافظة أسوان جنوب مصر، تكونت بحيرة ناصر خلف السد العالى كأكبر بحيرة صناعية فى العالم تكونت نتيجة تجمع المياه خلف السد العالى، وتمتد مساحتها من محافظة أسوان شمالاً حتى داخل الحدود السودانية جنوباً بواقع 5250 كيلو متر مربع.
50 نوعا من الأسماك تتبع 15 عائلة
وبجانب ما تحويه البحيرة من خيرات مائية وتنموية، تحوى أيضاً على بلايين الأسماك التى تعيش فى مياه البحيرة، ويعيش بالبحيرة أكثر من 50 نوعاً من الأسماك تتبع 15 عائلة، أهمها أسماك البلطى النيلى البلطى الجاليلى والساموس (قشر البياض)، والبياض، والرابه، والشال، والليبس، وتم إنشاء 3 موانئ للصيد فى غرب وجرف حسين وأبوسمبل، تستقبل لنشات الصيد لتوريد المنتج إلى التجار، كما تم إنشاء 7 مفرخات سمكية فى مناطق صحارى وجرف حسين وتوشكى وأبوسمبل.
ويسعى القائمون على بحيرة ناصر ووزارة الزراعة، على إنتاج ملايين الأسماك سنوياً، من خلال إطلاق ذريعة سمكية يتم تربيتها فى المفرخات السمكية بالسد العالى، يمكنها إنتاج آلاف الأطنان من المخزون السمكى سنوياً، يمثل ثروة سمكية تعيد على مصر وشعبها بالخير والنفع.
جانب من إطلاق ذريعة البلطى
إطلاق الدفعة الأولى من ذريعة الأسماك
المهندس جمال عبد الحكيم، مدير عام منطقة أسوان للثروة السمكية، قال إن هيئة الثروة السمكية بأسوان، أطلقت أمس، السبت، الدفعة الأولى من ذريعة أسماك البلطى فى بحيرة ناصر بكميات تتراوح ما بين 5 إلى 7 ملايين وحدة من الذريعة، وذلك فى إطار تنفيذ خطة تنمية بحيرة ناصر، مضيفاً أن كميات الذريعة يتم توزيعها على جمعيات الصيد الأربعة العاملة فى بحيرة ناصر بالإضافة إلى شركة مصر أسوان لصيد الأسماك وفقا لخطة تنمية الأماكن الفقيرة من الأسماك بالبحيرة.
وأضاف مدير عام منطقة أسوان للثروة السمكية، فى تصريحات خاصة لـ"برلمانى"، أن عملية إطلاق الذريعة تتم بعد طلوع الشمس مباشرة للحفاظ على حيوية الذريعة وذلك تحت إشراف لجنة فنية متخصصة فى إجراءات عملية الإطلاق وبحضور مسئولى جمعيات الصيد ونقيب الصيادين فى بحيرة ناصر.
وأوضح "عبد الحكيم"، بأن إطلاق الذريعة فى الأماكن الفقيرة ببحيرة ناصر يهدف إلى تنمية الثروة السمكية، وخاصة أن هناك توجيهات من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، بزيادة الثروة السمكية فى بحيرة ناصر، لتوفير البروتين الحيوانى للمواطن المصرى، مشيراً إلى أنه سيتم إطلاق الكميات فى بحيرة ناصر لزيادة الإنتاج، ويتم وضع خطة ودراسة لإنتاج نحو 40 ألف طن خلال عام 2020.
إغلاق بحيرة السد العالى هدفه تنمية الثروة السمكية
الدكتور محمود قطب، رئيس هيئة تنمية بحيرة السد العالى، قال إن قرار إغلاق بحيرة السد العالى أمام حركة الصيد لمدة شهرين خلال الفترة الماضية من 15 مارس وحتى 15 مايو الماضى، جاء بهدف تنمية الثروة السمكية وزيادة الإنتاج السمكى، مشيراً إلى أنه تقدم بمذكرة اقتراح لرئاسة الجمهورية، وتمت الموافقة عليها، وتم تطبيق القرار بالتنسيق مع "محافظة أسوان، وشرطة المسطحات المائية بمديرية أمن أسوان".
وأشار الدكتور قطب، إلى أن إنتاج بحيرة السد العالى من السمك حسب آخر إحصائية أجريت خلال عام 2016 ، بلغ نحو 14 ألف طن و800 كيلو سمك، مؤكداً أن هذه الكميات ستزيد بعد فترة إغلاق البحيرة، وتوقف نحو 18 ألف صياد ممن هم مرخص لهم بالصيد فى البحيرة عن أعمال الصيد خلال هذه الفترة، وأن زيادة الإنتاج السمكى من بحيرة السد العالى بعد فترة "الراحة البيولوجية"، ستعمل على زيادة العرض من السمك فى الأسواق وبالتالى انخفاض أسعاره، وانخفاض أسعار السلع المرتبطة بالأسماك مثل اللحوم والدواجن وغيرها.
ولفت "قطب" إلى أن فترة توقف الصيد تم تحديدها خلال هذه المدة، لأن هناك 63 % من معدل التبويض السمكى يتم خلال هذه المدة من 13 مارس وحتى 13 مايو، بينما 37 % من معدل التبويض موزع على باقى أشهر السنة، مضيفاً أن هذه المدة هى الأنسب لوضع البيض السمكى لأن درجة الحرارة تحت الماء تصل إلى 22 حتى 25 درجة مئوية.
محافظ أسوان: قرار وقف الصيد ببحيرة ناصر له مردود إيجابى
اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، أكد أن بحيرة ناصر شهدت خلال العام الحالى 2017، ما لم تشهده قبل ذلك خلال السنوات الماضية، وهو قرار وقف الصيد فى البحيرة لمدة شهرين، وهى الفترة التى يطلق عليها الوقفة البيولوجية التى تهدف إلى زيادة الإنتاج السمكى للبحيرة، مشيراً إلى أن آثار ونتائج قرار وقف الصيد عاد بالمردود الإيجابى، مؤكداً أن هناك دراسة أجريت من قبل هيئة الثروة السمكية على الإنتاج السمكى خلال شهر يونيو من عام 2016 وشهر يونيو 2017، فاتضح زيادة الإنتاج السمكى خلال هذا العام.
وصرح المحافظ، بأن هناك جهود مكثفة بذلت خلال الفترة الماضية تجاه بحيرة ناصر، ومنها ما قامت به لجنة التفتيش المالى التى بحثت كافة المعوقات المالية التى تواجه هيئة تنمية بحيرة السد العالى من أجل تنفيذ أعمال الصيانة والإصلاح لـ19 لنشاً ووحدة نهرية تابعة للهيئة، وهو الذى يعكس التنسيق والتعاون الفعال بين المحافظة ووزارة المالية لتحقيق المتابعة والمراقبة المالية المطلوبة لأداء العمل التنفيذى فى كافة المجالات الخدمية من أجل تحقيق المنفعة والصالح العام.
صرف كافة المستحقات المالية لإصلاح الوحدات النهرية
وأشار اللواء حجازى، إلى دعمه لجميع الإجراءات الإدارية والقانونية التى تساهم فى الإسراع لصرف كافة المستحقات المالية اللازمة لإصلاح وصيانة تلك الوحدات النهرية وفقاً للوائح والقواعد القانونية المنظمة والتى تساهم فى إزالة كافة المعوقات والمشكلات التى تعرقل استمرار أعمال الصيانة والإصلاح والانتهاء منها فى مواقيتها المحددة لتقوم تلك الوحدات النهرية بدورها على أكمل وجه فى دعم كافة الأعمال والإجراءات التنفيذية المبذولة لتحقيق الاستغلال الأمثل لبحيرة ناصر وزيادة وتنمية الثروة السمكية والوصول لأعلى معدلات الإنتاج السمكى المستهدفة بها.
وقال محافظ أسوان، إن ما تم من إجراءات تأمينية ببحيرة ناصر سيعود بالخير لصالح شركاء التنمية من الصيادين وجمعيات الصيد، خاصة أن إجراء وقف الصيد ببحيرة ناصر يعتبر أحد الإجراءات الخاصة بتحقيق التنمية الشاملة بها وضمن خطة التنمية التى تم وضعها بواسطة هذه الجمعيات، وبالتنسيق مع هيئتى الثروة السمكية وتنمية البحيرة، وتحت إشراف المحافظة واللجنة الإشرافية العليا ليساهم كل ذلك فى زيادة الإنتاج السمكى العام المقبل.