احتفت الصحافة الإماراتية الصادرة اليوم، الثلاثاء، بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، مؤكدة أن العلاقات بين مصر والإمارات فى تطور مستمر، وتشهد تعاونا مفتوحا فى شتى المجالات بخلاف التنسيق الدائم فى ملفات الشرق الأوسط ومن بينها مفاوضات السلام المرتقبة والحرب على الإرهاب ومواجهة مخططات قطر لتقسيم وتفتيت المنطقة عبر الإرهاب.
وفى تقرير لها، قالت صحيفة الاتحاد الإماراتية تعليقاً على الزيارة، إن العلاقات بين مصر والإمارات تفوق المصالح الوقتية، ولذلك فإنه سيكتب لها البقاء والاستمرار، وتابعت: "عندما تكون العلاقات بين الدول فوق المصالح الوقتية وأبعد من المواقف اللحظية يكتب لها البقاء والاستمرار، بل والتطور يوماً بعد يوم، خصوصاً عندما تكون مبنية على الثقة والاحترام المتبادلين، وعندما نتكلم عن هذا النوع من العلاقات فإننا نتكلم عن العلاقة التى تجمع وتربط بين دولة الإمارات وشقيقتها العربية الكبرى مصر، فهذه العلاقة التى تأسست قبل نصف قرن تقريباً بقيت فى مستواها السياسى والاقتصادى والدبلوماسى والثقافى والاجتماعى وزادتها الأيام والأحداث والتحديات قوةً ورسوخاً وعمقاً، وهذا ما أكدته تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال لقائه الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى فى دبى أمس".
ووصفت الصحيفة العلاقات بين البلدين بـ"النوعية والنموذجية"، وقالت: "تجعل اللقاءات والزيارات المتبادلة بين قيادتى الدولتين مستمرة لا تنقطع، فبالأمس سعدت الإمارات بوصول فخامة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسي، الذى كان فى مقدمة مستقبليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولخصت لحظة لقائهما قصة هذه العلاقة، التى تربط القيادتين والشعبين والبلدين، فعلامات المودة والاحترام والتقدير كانت واضحة للجميع منذ نزول الرئيس السيسي من طائرته، أما سعادة أبناء الإمارات بوصول الرئيس السيسي فيلمسها الجميع من خلال وسائل التواصل الاجتماعى ومن خلال علاقة أبناء مصر الذين يعيشون فى الإمارات".
وأضافت الصحيفة أن زيارة الرئيس السيسي حظيت بمشاهد حضور خاصة، ومختلفة عن زيارة أى رئيس وعن أى ضيف آخر، وفى هذه الزيارة مشهدان مختلفان، المشهد الأول عكسته الصورة التى انتشرت للرئيس السيسى وهو فى السيارة التى يقودها الشيخ محمد بن زايد، فمثل هذه الصورة لا تتكرر إلا نادراً فى الزيارات الرسمية، وهى تعكس عمق علاقة القائدين، أما المشهد الآخر فقد كان فى مجلس الشيخ محمد بن زايد عند مصافحة رواد المجلس للرئيس السيسي، فقد وقف أحد أبناء الإمارات، وهو محمد بن سالم بن كردوس العامرى، وعبر للرئيس المصرى عن حب الإمارات والإماراتيين قيادة وشعباً لمصر، واستعداد الإماراتيين للوقوف مع مصر دائماً وأبداً، وهذا ما تعلمناه من الشيخ زايد، رحمه الله، وهو ما يؤكده دائماً الشيخ محمد بن زايد، لقد انتشر هذا المقطع بالأمس بشكل كبير وتناقله المواطنون لأنه ببساطة عبّر عما يجول فى خاطر كل إماراتى، فقد قال بوسالم ما يريد أن يقوله كل مواطن إماراتى إذا التقى الرئيس السيسى."
وختمت بقولها "مصر كانت وستبقى قلب الأمة العربية، فالاعتماد، بعد الله، على مصر دائماً، والأمل فيها قيادة وشعباً، فالعرب لا نصر لهم ولا عزة بلا مصر، بل لا عرب بلا مصر".
فيما أشارت الكاتبة الإمارتية مهرة سعيد المهيرى أيضا فى صحيفة الاتحاد الإمارتية إلى أن لقاءات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد وفخامة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى كانت دائماً من إشارات الخير وتسعى إلى ما هو فى صالح الأمة، ونقول للرئيس السيسي: "حللت أهلاً ونزلت سهلاً، فمكانتكم فخامة الرئيس كبيرة فى قلوب أهل الإمارات".
ووصفت الكاتبة زيارة الرئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، بأنها تأتى بعد وقت قصير جداً من عودته من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو يحمل معه لدول المنطقة ما لمسه وتباحث فيه مع كبريات دول العالم ومن الزعماء الذين التقاهم هناك ممن يحرصون بدورهم على التشاور مع مصر صاحبة الدور الريادى فى العالم العربى وفى العالم أجمع.
وتابعت: "لمصر خصوصية متفردة لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، فالإمارات لا ترى نفسها إلا حليفاً إلى جانب الدولة المصرية والشعب المصرى، فضلًا عن مشاركة الإمارات ومصر ضمن التحالفات القوية والكبرى لمكافحة التنظيمات الإرهابية".
واعتبرت أن زيارة الرئيس المصرى لدولة الإمارات، تأتى فى إطار علاقات الأخوة الوثيقة بين مصر والإمارات، بما يساهم فى دفع أفق التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات، وتأكيداً لحرص الجانبين على استمرار التنسيق بشأن سبل التعامل مع التحديات التى تواجه الأمة العربية، وبهدف تعزيز العمل العربى المشترك وحماية الأمن القومى العربى.
وقالت الصحيفة إن مكانة مصر قد عبر عنها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذين أكدوا التضامن القوى مع مصر، وأبدوا ثقتهم بوحدة الشعب المصرى، وأن هذه القناعة إنما تنبع من علاقة تاريخية بين الإمارات ومصر.
ومواقف الإمارات التى يعبر عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد إدراكاً من الإمارات للمكانة التى يشكلها هذا البلد العربى وشعبه، سواء فى المنطقة العربية أو العالم.
وتابعت أن العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر، نموذج يُحتذى به، وستسمر مثالاً لروابط الأخوة والتعاون فى كل المجالات، وزيارة الرئيس السيسي لابد أنها فى إطار استكمال استراتيجية أكثر وضوحاً وحسماً فى مواجهة الإرهاب.
بدورها، نقلت صحيفة "الخليج" الإماراتية عن السفير المصرى وائل السيد قوله إنأن العلاقات بين دولة الإمارات ومصر استراتيجية، وتستند إلى ركائز تاريخية، وتشهد تطوراً مشهوداً فى ظل ما تتميز به سياسة البلدين من توجهات حكيمة ومعتدلة، وتقارب وتفاهم كبيرين بشأن العديد من المواضيع والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف أن هذه الزيارة تأتى فى إطار العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين، وتؤكد حرص القيادتين المصرية والإماراتية على التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية، ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى بحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية وتبادل الخبرات فى المجالات ذات الصلة.
وقال السفير إن العلاقات بين الدولتين الشقيقتين تسير فى مسارات متوازية؛ سياسية واقتصادية وأمنية وغيرها، مشيراً إلى أن الأرقام تترجم ما حققته تلك العلاقات المتميزة خاصة على الصعيد الاقتصادى.