هل نجحت لجنة الفتوى بمترو الأنفاق؟.. سؤال يتردد فى الآونة الأخيرة خاصة بعد أن تعالت الأصوات المعارضة لأكشاك الفتوى، والتى تهجمت على المشروع ووصفته بالكهنوت والدولة الدينية التى يسعى الأزهر الشريف إليها، بينما أشاد فريق كبير بعمل اللجنة بل طالب أن تعمم الفكرة بجميع الجامعات، وذلك لقلة الثقافة الدينية لدى الطلاب فى تلك المرحلة مما يجعلهم عرضة للاختطاف الفكرى.
إحصائيات مجمع البحوث الإسلامية عن عمل لجنة الفتوى
بالقراءة فى الإحصائيات التى نشرها مجمع البحوث الإسلامية عن عمل اللجنة فى 32 يوما فقط نجد أن اللجنة نجحت فى عملها وأن تقديم الدعم لتلك اللجنة مهم من أجل استمرار عملها بل والتوسع وتعميم تلك الفكرة على باقى المحطات الرئيسية للمترو بل ومحطات السكك الحديدية الكبرى، وعلى الأزهر أن ينزل إلى صعيد مصر والتواجد على أرض الواقع من خلال اللجان الثابتة للفتوى وذلك للقضاء على الأمية الدينية فيما يخص معرفة الأحكام الشرعية.
لجنة الفتوى بمترو الأنفاق قدمت خدمة من جانب الوقت والمعلومة للمواطن والذى كان يبحث أو يستبعد الذهاب إلى دار الإفتاء أو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر الشريف، فالأمر الآن أصبح قضية احتياج الناس لتلك الفتوى، ففى 32 يوما استقبلت اللجنة 2850 سؤالا وهو ما يقارب 90 فتوى يوميا، خاصة وأن معظم الناس لم يكونوا على علم بوجودها، وان معظم تلك الاسئلة كانت تدور فى أذهان الناس ولا يذهبون إلى سؤال لجان الفتوى، لكنهم فوجئوا بوجود تلك اللجنة فتشجعوا لطرح ما يشغلهم عليها.
استمرار عمل اللجنة رغم انتهاء بروتوكول التعاون مع المترو
اللجنة ما زالت تعمل رغم انتهاء بروتوكول التعاون بين مجمع البحوث الإسلامية وبين وزارة النقل، وتحقق كل يوم نجاحا أكبر، لذلك لم تقم هيئة المترو بإزالتها، بل وأعلن الأزهر الشريف ممثلا فى مجمع البحوث الإسلامية، استعداده لتجديد البروتوكول، وذلك بعد النجاحات الكبيرة للجنة.
الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين لمجمع البحوث الإسلامية، قال فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أننا من خلال تلك اللجنة نؤدى خدمة للمواطنين وفى أى موقع سنؤدى فدورنا خدمى لكل مواطن مصرى وتحصينه من الفكر المتطرف والفكر المنحرف، وتسهيل امور الناس وعدم المشقة عليهم وبالتالى نحن نعمل فى أى موقع.
تحصين المواطنين من الفكر المتطرف
وأضاف عفيفى، أن المجمع يلمس ارتياح المواطنين لعمل اللجنة فلقد وفرت على الناس الوصول للرأى الصحيح والرأى الوسطى وحمت الناس من الوقوع فى براثن المتطرفين والمتشددين ومن يحاولون استخدام الدين فى شرعنة الإرهاب والقتل وزرع ثقافة الكراهيةـ وأبرزت دور الأزهر الذى يحتاجه الناس فى كل لحظة من أجل قطع الطريق على أدعياء الدين فنحن بحاجة إلى توسيع هذا النشاط من العمل الميدانى.
من جانبه، قال الدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية بجامعة الأزهر، إن هذه اللجان قصدت هدفا وتحقق الهدف والناس يريدون أن هذه اللجان تستمر ونحن لا ننظر إلى أى اصوات تخالف أو توافق إنما ننظر إلى الواقع الذى يهمنا هو عقول الشباب وعدم اختطافهم، كانت هذه العقول تختطف فى كل مكان فى اماكن المترو والقطارات والبعض يلقى المواعظ ويلقى كلمات رنانة ثم يدعو إلى الهدف الذى يريده فى النهاية والأزهر دخل على الخط حتى يقطع الطريق على امثال هؤلاء الذين يزيدون ويقدمون المعلومات لا نعرف مصدرها فإذا تحرك الأزهر إلى أرض الواقع، وقال: "أنا هنا لأقدم رسالتى فالأزهر جهة إبلاغ وليس جهة إلزام".
مطالب بتعميم الفكرة فى الجامعات
وأضاف "عبد المنعم" فى تصريحات لـ"برلمانى"، فنزول الأزهر إلى أرض الواقع منها فى المقاهى والشوارع أمر جيد بل أطالب بتعميم فكرة لجنة المترو فى الجامعات بوجه عام نظرا لخفة ثقل المادة الدينية عند الطلاب فى الجامعة فيخرج من بينهم البعض الذى يلقى كلمات ومواعظ، ويصل إلى أهداف يريدها من خلال عقل الطالب فى الجامعة مستغلا عقل الطالب الذى يشبه جهاز استقبال ليستقبل أى معلومة تلقى فيها فإذا إذا القيت المعلومة من مصدرها الصحيح المعترف بهم ومن العلماء المعتبرين المعترف بهم سيكون هناك اطمئنان للأسرة التى أرسلت ابنائها وللدولة التى تريد الحفاظ على الأمن الفكرى والعقدى فى البلاد.
وتابع: لا أود أن تكون هذه المسألة تقتصر على المترو أو على محطات أو على مقاهى بل لابد أن تتوسع الدائرة حتى لا يكون للناس حجة أما الذين يطالبون بعدم استمرارها نقول لهم أين البديل عندكم أن كان عندكم بديل تفضلوا لكن الثرثرة الفارغة والفذلكة بما لا يفيد وفى قضية خطيرة مثل الأمن الفكرى لأولادنا هذه تحسب على الآخرين وليس لهم والأزهر يقوم برسالته كما نرى ولكن للأسف هناك من يريد أن يقذف قطار الاصلاح والتجديد الذى يقوم به الأزهر، فالرسول كان ينزل إلى الاسواق والوادى ويصعد إلى الجبال نحن لا نفعل شيئا من عندنا إلا تقليدا لرسول الله وهو القدوة فى ذلك.