فى ندوة عقدت عصر اليوم السبت، بموقع "برلمانى"، وملأها حماس الفائزين وطموح الشباب وسخونة قاعة مجلس النواب، تحدث 4 من النواب الممثلين للشباب فى البرلمان، وتطرقوا فى حديثهم لكثير من القضايا التى تمس المجلس والتى تمس الشباب، وناقشوا أزمات اختيار رئيس المجلس، وتشكيل الائتلافات والتكتلات تحت قبة البرلمان، وعرض كل منهم موقفه أهم القوانين والتشريعات التى سيناقشها المجلس لإقرارها أو تعديلها، حضر الندوة كل من طارق الخولى النائب الفائز على قائمة فى حب مصر بقطاع القاهرة، وجون طلعت النائب المستقل الفائز على مقعد الفردى بدائرة روض الفرج وشبرا، والنائبة دينا عبد العزيز النائبة المستقلة الفائزة على مقعد الفردى بدائرة حلوان، وأحمد على نائب حزب المصريين الأحرار والفائز على المقعد الفردى بدائرة المرج.
أزمة تشكيل ائتلاف دعم الدولة
فى بداية الندوة هاجم جون طلعت، تحالف دعم الدولة المصرية، قائلاً: إن هذا التحالف ليس له أى هدف أو رؤية سوى إجراء اتفاقات و"تربيطات" للاستحواذ على الكراسى تحت قبة البرلمان، واتهم "طلعت" التحالف بأنه يشبه حزب الحرية والعدالة فى طريقة عمله للسيطرة على المجلس، وتابع: "تحالف دعم الدولة المصرية ليس له أى هدف سوى الاستحواذ وتوزيع التورتة، ويختار من سيكون رئيس المجلس ومن سيتولى مقعدى الوكالة، ومن سيرأس اللجان"، وتمنى طلعت أن يكون مخطئا فى ظنه، ووعد بالاعتذار للتحالف إذا تم ذلك.
فيما انتقد أحمد على نائب المصريين الأحرار بدائرة المرج، التحالف قائلًا: إن هناك فرق بين بناء كتلة برلمانية مبنية على التوافق وبناء كتلة هدفها الاستحواذ.
وأشار "على" خلال كلمته بالندوة إلى أن كتلة دعم الدولة المصرية هدفها الاستحواذ على البرلمان بضم عدد كبير من النواب، دون عرض برنامج واضح، وطرح سياسى محدد فى البرلمان، معتبرا أن وجود كتلة واحدة مسيطرة على البرلمان يعنى إلغاء فكرة التعددية الحزبية فى المجلس.
وأضاف "نائب المرج" أن التحالفات داخل البرلمان تعتمد على الرؤى السياسية والبرامج المطروحة، لافتا إلى أن حزب المصريين الأحرار لديه برنامج فعلى لمواجهة القضايا الهامة مثل التعليم، والبطالة، والمعاشات وغيرها، بينما تحالف دعم الدولة لم يطرح رؤيته لتلك القضايا.
فيما قالت النائبة دينا عبد العزيز إن دعم الدولة لم يطرح رؤية واضحة، ورغم ذلك فمن حقه السعى لتشكيل ائتلاف الأغلبية، ومن حق باقى الأحزاب والكيانات أن تسعى لنفس الهدف، ولكن دون محاولة للسيطرة أو التخوين أو اتهام الأخرين، مؤكدة أن السعى للحصول على الأغلبية حق مشروع للجميع.
وجاء رد طارق الخولى النائب عن قائمة فى حب مصر، مؤكدا أن نواب البرلمان الحالى نجحوا بعد معركة شرسة، ولايقبلون أن يكونوا مجرد تابع أو أن يتم اختزال دورهم فى دعم الدولة بشكله السطحى الذى يتحدث به النواب، وقال الخولى إن البرلمان لابد أن يكون به كتلة توافق وإلا تحول للفوضى، وقال موجها حديثه للمعترضين على ذلك: "اتشطروا واعملوا كتلة"، وأضاف أنه لا يمكن تشبيه التحالف بالحزب الوطنى المنحل، أو حزب الإخوان مشيرا إلى أن التحالف يضم أحزاباً ومستقلين، ولا يمكن اعتباره يسعى للسيطرة.
تبنى قضايا الشباب تحت قبة البرلمان
وعن دور الشباب فى البرلمان المقبل قال طارق الخولى: إنه يتطلع لعمل شبابى مشترك يضم من دون الـ 35 عام أو الـ 40، مؤكدا أنهم يسعون لصناعة تجربة شبابية محترمة تؤكد نجاح جيل ثورتى يناير ويونية، موضحا أن العمل يتطلب تكاتف الجميع حتى لاتُقتل التجربة فى مهدها، مشيرا إلى أن النواب الشباب عليهم مسؤولية الدفاع عن قضايا جيلهم وحل مشاكلهم التى سببت لهم الإحباط على مدار سنوات، مضيفا أنهم كنواب يواجهون رقابة شعبية شبابية.
فيما قال جون طلعت: "نحن كنواب أيا كانت توجهاتنا السياسية والحزبية واختلافاتنا، فلنا مصلحة واحدة وهى نجاح تجربة الشباب، ولتحقيق ذلك النجاح لابد أن يتبلور فى خطوات أهمها النزول إلى الشارع والتواصل مع المواطنين الذين أعطوا ثقتهم للشباب، وأعلن طلعت أنه سيترشح على منصب وكيل المجلس وأنه يرى فى نفسه أهلاً للمنافسة، مضيفا أن البرلمان يتضمن عددا من الشباب ولابد أن يكون لهم ممثل كوكيل للمجلس.
أما أحمد على فقال: إنه يرى أن التجربة فى حد ذاتها هى الأهم، وأنه يطالب الشباب أن يخوضوا كل التجارب دون قلق أو خوف، مؤكدا ثقته فى النواب الشباب بالمجلس، وأنهم سيسعون بكل جهد للدفاع عن مطالب جيلهم.
وهو ما أكدته النائبة دينا عبد العزيز، معربة عن ثقتها فى أن شباب النواب سيتحولون مع بدء العمل فى المجلس ومناقشة القضايا فيما يشبه تحالفا تلقائيا يدافع عن أصوات جيل تم تهميشه، ويسعى لإثبات جدارته وأحقيته فى أخذ فرصة لتنفيذ أفكاره وتحقيق طموحه.
موقف النواب الشباب من التشريعات
وفيما يتعلق بالقوانين التى سيناقشها البرلمان، قال طارق الخولى إنه يوافق على تعديل قانون التظاهر، وتقليل إجراءات إصدار التصريح بالتظاهر، إلى جانب تخفيف عقوبة المخالفة، وهو ما وافق عليه جون طلعت وأحمد على، فيما قالت دينا عبدالعزيز أنها لم تحسم رأيها بعد من قانون التظاهر وتنتظر دراسته بالكامل.
أما مطالب العفو عن الشباب المحبوسين، فقال أحمد على إنه يرفض فكرة العفو الرئاسة ويطالب بدلا منها بتطبيق العدالة الناجزة وتقليل فترة الحبس الاحتياطى التى رفض أن تكون ممتدة لـ 6 أشهر، وقالت دينا عبد العزيز إنها ترفض إصدار عفو رئاسى ضد من صدر ضده حكم على ارتكاب جريمة أو مخالفة القانون، فيما قال طارق الخولى أن العفو الرئاسى حق دستورى لرئيس الجمهورية ومن حقه أن يستخدمه فى المواضع التى يراها مناسبا.