تعتبر أسيوط من أكثر محافظات الجمهورية التى تنتشر بها الخصومات الثأرية بين العائلات بمختلف قرى ومراكز المحافظة؛ إذ يهدد تجدد الصراعات والخصومات الثأرية بين العائلات فى توقف سير العملية التعليمية فى المدارس الواقعة بين أطراف الخصومة، فضلا عن حصد أرواح عدد من الأبرياء من طلاب ومعلمين بالمدارس نتيجة لإطلاق الرصاص بطريقة عشوائية.
وتوقفت سير العملية التعليمية فى السنوات الماضية بعدد من المدارس بمختلف مراكز المحافظة وكان أبرزها مدارس دير القصير الابتدائية والإعدادية المشتركة وحسن وهمان الابتدائية والإعدادية بقرية الطامية بالقوصية ومدرسة البدارى الابتدائية بنين ومدرسة البدارى الإعدادية بنات، وآل حمزة الابتدائية بقرية عرب الشنابلة التابعة لمركز أبنوب.
"برلمانى" توجه إلى مركز ديروط والذى يبعد عند مدينة أسيوط لمسافة أكثر من 55 كيلو متر، ولتفقد مدرسة الشهيد أحمد الزين، بقرية المندرة، عقب تجدد خصومة ثأرية بين عائلتى "الجعافرة" و"أولاد أحمد" أسفرت عن مقتل معلم وتلميذ أثناء توجههما إلى المدرسة.
ما أن تطأ قدماك قرية "المندرة" التابعة لمركز ديروط فى أسيوط، حتى تشعر وكأنك فى ثكنة عسكرية وانتشار قوات الأمن والتمركزات الأمنية التابعة لمديرية أمن أسيوط، تحسبا لتجدد الاشتباكات بين أطراف الخصومة من عائلتى "الجعافرة" و"أولاد أحمد".
أمن أسيوط: فرض السيطرة الأمنية
وقال اللواء جمال شكر، مدير أمن أسيوط، لـ"برلمانى": أنه فور تجدد الخصومة الثأرية بين عائلتى "الجعافرة" و"أولاد أحمد" تم التوجه إلى قرية المندرة وتم تعيين الخدمات الأمنية من قوات قتالية بمديرية أمن أسيوط، لملاحظة الحالة بالقرية وتوجيه الحملات الأمنية لضبط المتهمين والهاربين واستهداف أطراف الخصومة، كما تم تعيين خدمات أمنية لتأمين مدرسة الشهيد أحمد عبد الزين"الابتدائية - الإعدادية" الكائنة بقرية المندرة، خلال الفترتين الصباحية والمسائية، للحفاظ على أرواح التلاميذ.
وأضاف مدير أمن أسيوط، أنه يسعى للقضاء على الخصومات الثأرية بين العائلات بمحافظة أسيوط، وذلك فى ضوء توجيهات وزير الداخلية، اللواء مجدى عبدالغفار، بمحاربة ظاهرة الثأر التى تؤرق الشارع الأسيوطى؛ حيث لا يكاد يمر أسبوع إلا وتنجح الأجهزة الأمنية ورجال المصالحات فى المحافظة بإنهاء خصومة ثأرية بين العائلات؛ كما يتم حصر الخصومات الثأرية بمختلف قرى ومراكز المحافظة، ومعرفة الأسباب التى أدت إلى الخصومة تمهيداً لإجراء مصالحات بين العائلات.
تعليم أسيوط: جميع المدارس تعمل بكامل طاقتها
يقول صلاح فتحى، وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة أسيوط، لـ"برلمانى" إن هذا العام لما تتوقف سير العملية التعليمية بالمدارس بمختلف مراكز وقرى المحافظة، خاصة التى شهدت فى السنوات الماضية توقف الدراسة بالمدارس التى تقع فى محيط خصومات ثأرية أو نزاع بين العائلات.
وأضاف وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط، إلى حيت تعمل جميع المدارس بكامل طاقتها وفى قرية المندرة والتى شهدت تجدد خصومة ثأرية بين عائلتى "الجعافرة" و"أولاد أحمد" لم تتأثر بحادث مقتل معلم وتلميذ ابتدائى أثناء توجههم إلى المدرسة.
رئيس مركز ديروط يتفقد مدارس المندرة
تفقد العميد علاء عبدالجابر، رئيس مركز ومدينة ديروط، عددًا من المدارس التابعة لقرية المندرة، للاطمئنان على سير العملية التعليمية بها، عقب تجدد خصومة ثأرية بين عائلتين، أسفرت عن مقتل معلم وتلميذ.
وقال رئيس مركز ديروط، لـ"برلمانى" إنه تم المرور على مدرسة المندرة بحرى الإعدادية بنين وتلاحظ، حضور التلاميذ وقيام المعلمين بشرح الدروس.
كما تفقد مدرسة الشهيد أحمد زين، وشدد على انضباط العملية التعليمية داخل المدرسة والاهتمام بالطلاب ورعايتهم، وذلك بناءا على تعليمات محافظ أسيوط، المهندس ياسر الدسوقى.
وأضاف عبد عبد الجابر، أن مدرسة الشهيد أحمد زين، التى شهد محيطها أمس حادث تبادل إطلاق النيران بين عائلتين، وأسفر عن مقتل معلم وتلميذ تصادف مروره، تلاحظ تواجد قوات أمن تابعة لمديرية أمن أسيوط، لتأمين محيط المدرسة.
نواب البرلمان يواجهون الخصومات الثأرية بالصلح بين العائلات
قال إبراهيم نظير، عضو مجلس النواب عن دائرة القوصية، بمحافظة أسيوط، لـ"برلمانى" إن الأجهزة الأمنية والتنفيذية بمحافظة أسيوط تولى اهتماما كبيرا بإنهاء النزاعات والخصومات الثأرية بين العائلات، لحقن دماء الأبرياء من المواطنين، حيث تم المشاركة فى الصلح بين عائلتى " آل نوفل" بقرية المنشاة الصغرى، و"المرازيق" بقرية الحرادنة التابعة لمركز القوصية وتم تقديم رمز العفو "الكفن" وسط فرحة الحاضرين بإنهاء النزاع.
وأضاف عضو مجلس النواب عن دائرة القوصية، أن عادة الثأر منتشرة فى الصعيد نتيجة للعصبية القبلية بين العائلات ويتم مواجهتها عن طريق الأجهزة الأمنية ولجان المصالحات ورجال الدين الإسلامى والمسيحى، اللذين يتدخلون بين العائلات المتنازعة ويتم عقد جلسات صلح لتقريب وجهات النظر بينهم حتى يتم إقناعهم بنبذ هذه العادة التى تؤرق المجتمع الأسيوطى.
وأشار النائب مديح عمار زناتى عضو مجلس النواب عن دائرة البدارى وساحل سليم بمحافظة أسيوط، لـ"برلمانى": "نجحت الأجهزة الأمنية ولجان المصالحات ورجال الدين الإسلامى والمسيحى فى إنهاء عدد كبير من الخصومات الثأرية وخاصة بمركز البدارى، والذى يعد أكثر المراكز التى توجد به خصومات ثأرية.
وأضاف زناتى، فى شهر مارس الماضى، عقد جلسة صلح بين أبناء عمومة عائلة الشعايبة "فراج" و"تمام" فى حضور محافظ أسيوط المهندس ياسر الدسوقى، ومدير أمن أسيوط، وتم توجيه الشكر والتحيه لأبناء العائلتين ورجال المصالحات لسعيهم على إتمام الصلح حقنًا للدماء، ووئد نار فتنة "الثأر" بين العائلات؛ داعيًا الحكماء وكبار العائلات بكافة قرى ونجوع المحافظة بأن تحذو حذو طرفى الخصومة وأن تبدأ بالسلام وتسعى لإنهاء الخصومات الثأرية، ونشر التسامح والسلام والمحبة بين العائلات.
أمن أسيوط يضبط 9 أشخاص فى واقعة مقتل معلم وتلميذ فى تجدد خصومة ثأرية
كانت أجهزة الأمن بمحافظة أسيوط، تمكنت من إلقاء القبض على 9 أشخاص، طرفى خصومة ثأرية بين عائلتى الجعافرة وأولاد أحمد فى قرية المندرة التابعة لمركز ديروط، وبحوزتهم أسلحة وطلقات نارية، عقب مقتل معلم وتلميذ إثر إصابتهما بطلقات نارية متفرقة بالجسم خلال توجههما للمدرسة بالتزامن مع تجدد الخصومة الثأرية بينهما.
كان اللواء جمال شكر، مدير أمن أسيوط، قد تلقى إخطارا من مدير المباحث الجنائية بالمديرية اللواء أسعد الذكير، يفيد بورود بلاغ لمركز شرطة ديروط من الأهالى، بتبادل إطلاق أعيرة نارية بين عائلتين فى قرية المندرة ووقوع ضحايا، وبانتقال مدير الأمن ومدير المباحث الجنائية، وضباط قطاع الأمن المركزى لمنطقة شمال الصعيد ومباحث مركز ديروط، مدعومين بمجموعات قتالية ومدرعات، لضبط المتهمين والسلاح المستخدم فى إطلاق النار، تبين مقتل "عبد الله. و. ع" 55 عاما "مدرس" ينتمى لعائلة أولاد أحمد، و"رياض. ى. إ"، 14 عاما "تلميذ بالمرحلة الابتدائية" ينتمى لعائلة المطاوعة وتصادف وجوده بمنطقة الواقعة، إثر إصابتهما بطلقات نارية فى مناطق متفرقة من الجسم، فتم نقلهما والتحفظ على الجثتين بمشرحة مستشفى ديروط المركزى.
وبسؤال زوجة المدرس المقتول "سعدة. خ"، 47 عاما "ربة منزل"، اتهمت كلا من "ماجد. ج. ت"، و"على. س. م"، و"أيمن. ر. ع"، وجميعهم ينتمون لعائلة الجعافرة، بالتعدى على زوجها بسلاح نارى كان بحوزتهم، ما أودى بحياته، بسبب خصومة ثأرية بين العائلتين منذ 7 سنوات، وعلى الفور تم استهداف طرفى الخصومة، وخلال ذلك تبين تبادل عائلتى "الجعافرة" و"أولاد أحمد" لإطلاق النار خلف مساكن الطرفين، وفور مشاهدتهم للقوات توقفوا عن إطلاق النار وحاولوا الهرب.
تم توجيه القوات والمجموعات القتالية للزراعات، وتمكنت من إلقاء القبض على كل من "محمد. ز"، 59 عاما، مصاب بطلق نارى فى الفخد الأيمن، وتوفى أثناء نقله للمستشفى، وكانت بحوزته بندقية آلية و3 خزائن و56 طلقة نارية، و"عبد اللاه. ف. ع"، 28 عاما، مصاب بطلق نارى فى القدم اليمنى، وبحوزته بندقية و14 خزينة طلقات نارية، و"أحمد. م"، 31 عاما، وبحوزته بندقية آلى وخزنتا طلقات و35 طلقة نارية، وجميعهم ينتمون لعائلة "أولاد أحمد".
كما نجحت القوات فى ضبط "علاء. م" 35 عاما، وبحوزته بندقية آلية وخزنتان و31 طلقة نارية، و"محمد. م"، 25 عاما، وبحوزته بندقية و17 طلقة نارية، و"عبد الرحمن. م"، 22 عاما، و"إسلام. ع"، 20 عاما "مزارع"، وجميعهم ينتمون لعائلة الجعافرة، كما تم ضبط "ماجد. ج. ت" و"على. س. م" فى أكمنة متنقلة تم إعدادها، وبحوزتهما أسلحة نارية، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة أخذا للثأر، وأن السلاح المضبوط هو المستخدم فى إطلاق النار، فتم تحرير المحضر اللازم وجارٍ العرض على النيابة العامة لتولى التحقيق.