الجمعة، 22 نوفمبر 2024 02:25 م

غضب واستياء فى البرلمان بعد تورط المال السياسى فى انتخابات المنظمة ومطالبات بتحقيق دولى وجعل التصويت علنيا.. لجنة الإعلام تتساءل عن جدوى الاستمرار.. و"هيكل": "إحنا بنّور الضوء الأحمر"

الانسحاب من عضوية "اليونسكو" دعوة تتردد تحت القبة

الانسحاب من عضوية "اليونسكو" دعوة تتردد تحت القبة الانسحاب من عضوية "اليونسكو" دعوة تتردد تحت القبة
الأحد، 15 أكتوبر 2017 10:00 م
كتب إيمان على – محمد مجدى السيسى

حالة من الاستياء و الغضب سيطرت على أعضاء مجلس النواب من مشهد الانتخابات على رئاسة منظمة "اليونسكو " والتى أجريت فى الفترة من 9 إلى 13 أكتوبر وانتهت بوصول "مشيرة خطاب" إلى المرحلة النهائية وخروجها أمام المرشحة الفرنسية التى تمكنت من الفوز فى الجولة الأخيرة أمام المرشح القطرى بعد خوضها انتخابات رئاسة المنظمة ، ورغم تأكيد نواب البرلمان على تميز دور الدبلوماسية المصرية وتأديتها ما عليها بشكل كامل .

 

هذا الأمر دفع لجنة الإعلام والثقافة بالبرلمان ، لتقول فى بيانا صادر عنها " استجابة بعض الدول لمغازلة المال المشبوه بغض النظر عن الوزن النوعى والثقافى للدول المتنافسة.. وهو مايدعونا للتشكك فى قدرة المنظمة على تحقيق أهدافها خلال المرحلة القادمة، وهو مايدعونا للتفكير مره أخرى فى جدوى الاستمرار فى عضوية المنظمة، بل وفى جدوى المنظمة ذاتها ومصداقيتها ."

 

الحديث عن الخروج و الانسحاب من عضوية المنظمة ، يطرح تساؤلا عما إذا كان جدوى الانضمام لهذه المنظمة ضرورة أم لا لتنتهى عضوية مصر بمنظمة عالمية مثلها بعد الانتخابات و التى سيطر عليها سلاح المال السياسى ، لجنة الإعلام و الثقافة بالبرلمان قالت "نذكر بالفساد الذى شاب عملية التصويت بالاتحاد الدولى لكره القدم " الفيفا" من نفس الدولة لإقامة مونديال 2022 بها ".

 

و لكن هل يعنى ذلك أن ينسى دور المنظمة الكبير والحيوى فى حماية التراث العالمى المصرى وعلى رأسها دورها فى إنقاذ معبد "أبو سمبل" من الغرق، إضافة إلى المساهمة فى ترميم موقع آخر مدرج على قائمة التراث العالمى المهدد بالخطر وهو موقع أبو مينا بالإسكندرية، كما قامت اليونسكو بالتحرك الى مصر لإنقاذ متحف ملوى بعد نهب مقتنياته، وقامت على الفوز بنشر القطع المنهوبه على موقعها الإلكترونى مما ساعد فى وقف أى محاولة لنقل أو بيع هذه القطع بشكل غير مشروع فى الأسواق الخارجية، كما كانت اليونسكو موجوده من خلال خبرائها فى موقع متحف الفن الإسلامى خلال أيام قليلة بعد تفجيره وأصدرت إدانة دولية للهجوم الإرهابى فى نفس يوم الانفجار وقدمت مساهمة مالية كرسالة سريعة.

 

أسامة هيكل يتساءل: هل يسكت المجتمع الدولى أمام مخالفات انتخابات اليونسكو والانسحاب آخر اختياراتنا

 

وقال أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار، إن اليونيسكو منظمة كبيرة لها مبادئ ينبغى الحفاظ عليها، وإنه حينما يكون هناك شبهة استخدام المال للوصول إلى منصب المدير العام فيها، فإن الأمر إذن يحتاج مراجعة حتى لا تهتز صورة اليونيسكو أمام أعضائها.

 

ووجه "هيكل" فى تصريحه لـ "برلمانى"، عددا من التساؤلات للمجتمع الدولى فى ضوء نتيجة انتخابات المدير العام للمنظمة، بقوله: "أمريكا وإسرائيل انسحبا لأجل مفهوم فضفاض وهو معادات السامية، فأليس من الأولى أن يتدخل المجتمع الدولى للحفاظ على سمعة المنظمة من المال المشبوه؟".

 

وتابع تساؤلاته: "وهل يستمر هذا التستر من المجتمع الدولى فى المخالفات التى شابت عملية التصويت كما غضَّ الطرف عن فضيحة عالمية كبرى فى الفيفا منذ سنوات قليل؟.. وأليست علامة استفهام كبيرة أن يصوت المجتمع الدولى لصالح دولة ثبت تورطها فى دعم الارهاب"، مؤكداً أن تحركات اللجنة انتهت بمجرد إعلان موقفها الرسمى فى بيان أمس.

 

وبشأن ما ألمح إليه بالتفكير فى الانسحاب من المنظمة، قال أسامة هيكل، إن الانسحاب هو آخر قرار من الممكن أن نتخذه فى هذا الموضوع  مضيفاً: "إحنا بنور ضوء أحمر أمامهم"، مؤكداً أن مشيرة خطاب خاضت معركة شريفة، و وزير الخارجية لعب دور خطير هناك".

 

محمد العرابى: أقدم تقريرا لـ"خارجية البرلمان" عن انتخابات اليونسكو.. التصويت العلنى الحل لمواجهة سلاح المال

تحفظ السفير محمد العرابى، مدير الحملة الانتخابية للسفيرة مشيرة خطاب، على طرح البعض الخروج من عضوية منظمة "اليونسكو " بعد ما حدث بالانتخابات والتى انتهت بوصول " مشيرة خطاب " إلى المرحلة النهائية وخروجها أمام المرشحة الفرنسية التى تمكنت من الفوز فى الجولة الأخيرة أمام المرشح القطرى بعد خوضها انتخابات رئاسة المنظمة، والتى أجريت فى الفترة من 9 الى 13 أكتوبر الحالى، مؤكدا أن الانسحاب من عضوية المنظمة مستبعد .

 

وأشار مدير الحملة الانتخابية ، فى تصريحات لـ"برلمانى"، إلى ضرورة المطالبة بأن يكون التصويت على المناصب الدولية علنيًا وليس سريًا وتغيير نظام العمل بمنظومة الانتخابات لليونسكو ، رافضا التصويت السرى الذى يملكه المندوب الممثل للدولة ولا يعرف أحد لمن صوت، قائلا: "الدول الغربية تنادى بالديمقراطية والشفافية وهو ما يستدعى السير بنفس النهج فى انتخابات المناصب الرفيعة".

 

وأضاف أنه سيقدم تقرير "إفادة" للجنة العلاقات الخارجية بما حدث فى انتخابات اليونسكو و نتائجها ، مشددا أن دور الدبلوماسية المصرية كان جيد للغاية ،  وكل الشعب المصرى يقدر الدور الذى قام به وزير الخارجية ومعاونية.

 

وشدد "العرابى" أنه تشرف بالعمل مع "مشيرة خطاب"، مؤكدا أنها مثال للسفيرة والمرأة المصرية الذى تفخر به الدولة أمام المحافل الخارجية .

 

"خارجية البرلمان" تطالب بالتحقيق الدولى لكشف فضيحة شراء الأصوات

وفى السياق ذاته أكدت النائبة سامية رفلة، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أنه من الضرورى المطالبة من إجراء منظمة اليونسكو تحقيقات واسعة المستوى حول استخدام المال والرشاوى فى شراء الأصوات داخل منظمة هامة مثل "اليونسكو".

 

و رفضت "رفلة " الانسحاب من عضوية المنظمة ، قائلة "من الأفضل تقويم الحدث فالانتخابات لم يكن فيها أى نزاهة و مصر تعاملت بكل معايير الشفافية و الاحترام و لكن الظروف التى حكمت الانتخابات نتيجة حسابات حدثت لم يكن يتوقع أن تحدث داخل المنظمة بسبب الرشوة و المال السياسى فهى تؤثر على مصداقية المنظمة .

 

وأوضحت أن مصر لن تسكت وستكشف جميع ما حدث من شراء الأصوات بالمال، فهناك اتفاقيات سرية حدثت بين فرنسا و قطر و هو ما يستوجب ضرورة إجراء تحقيقات فى نتائج الحدث، موضحا أن اللجنة ستعقد اجتماع مع السفير محمد العرابى فور عودته للتعرف على تفاصيل ما جرى بالانتخابات .

 

مصطفى بكرى: دور المنظمة لا ينسى والانسحاب ليس حلا

ورفض النائب مصطفى بكرى ، عضو مجلس النواب ، الدعوة للانسحاب من منظمة اليونسكو فالخسارة لا تعنى مقاطعتها والتى لها دور كبير لا ينسى فى حماية التراث المصرى ، قائلا: "لا يمكن النظر على ما قامت به قطر لمحاولة تلويث سمعة هذه المنظمة الدولية على أنها نهاية المطاف ومن المؤكد أن العيب ليس فى كيان المنظمة ".

 

وأضاف عضو مجلس النواب، أن انتخابات اليونسكو أثبتت أن هناك طرف يمكن أن يدعم الإرهاب ، وانسحابنا من هذه المنظمة سيترك الساحة فارغة أمام مثل هذه العناصر فمصر خاضت معركة شريفة و تواصلت مع أطراف عديدة ، بغض النظر عن تخلى البعض عن مواقفة ، مطالبا بعدم التصعيد ضد الدول التى لم تكن صادقة معنا خاصة الدول العربية و الخارجية.

 

وأوضح أنه لابد من البحث عن آلية مختلفة للانتخابات والتصويت يكون علنيا ، فذلك يحد من شراء الأصوات ويكشف المواقف الخاصة بكل دولة على حده.


الأكثر قراءة



print