هجوم على أحداث وشخصيات تاريخية، يصاحبه جدل كبير، وبعد انتهاء "الزوبعة" يخرج من جديد، ليطلق تصريحاته الجدلية. طريقة اعتاد عليها المفكر يوسف زيدان، وعلى فترات متقطعة.
كان الزعيم أحمد عرابى، آخر ضحايا "زيدان" ضمن قائمة "المفترين عليهم"، بحسب مؤرخون، فقد وصفه بالرجل الذى جلب 70 عاما من الاحتلال البريطانى على مصر، وأنكر واقعة مظاهرة 9 سبتمبر 1881 والتى قال فيها عرابى للخديوى إننا لن نورث بعد اليوم، مدعيا أن تلك المظاهرة لم تحدث من الأساس، وأن عرابى افتعل ثورته لمطامع شخصية رغبة منه فى أن يحكم مصر رغم عدم وجود ما يؤهله من قوة أو سياسة لحكم مصر.
لكن تصريحاته عن أحمد عرابى، وقبل إغلاق صفحتها والاستعداد لهجوم آخر من زيدان على التاريخ، هل يمكن مواجهتها قانونيا– إذا اعتبرت إساءة للتاريخ- أم أنها تأتى فى سياق الرأى، ولا نملك إلا التعليق عليها فقط؟
حمروش: أدرس اعداد قانون لتجريم الإساءة للرموز التاريخية
عمر حمروش، أمين سر لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، قال إنه يدرس إعداد مشروع قانون يجرم الإساءة للرموز الوطنية، الذين ذكرهم التاريخ فى نضالهم من أجل مثل، كأحمد عرابى وسعد زغلول ومصطفى كامل وغيرهم من الرموز الوطنية.
وأضاف "حمروش" لـ"برلمانى" تعليقا على تصريحات المفكر يوسف زيدان حول أن الزعيم أحمد عرابى ضيع البلد ودخلنا فى استعمار 70 سنة من الإنجليز، أن أحمد عرابى زعيم وطنى صاحب المقوله الشهيرة لقد خلقنا الله أحراراً والتاريخ يكتب له مواقفه ونضاله الوطنى من أجل تحرير تراب هذا البلد.
وتابع "حمروش":" فى يوماً من الأيام ارتقى طائر النخلة وعندما وصل للقمة وأراد النزول قال للنخلة تماسكى لأننى سأنزل الآن، وقالت له والله ما شعرت بك لا فى اثناء صعودك ولا فى اثناء نزولك.
بكرى: تصريحات زيدان عن "عرابى" هرطقة وتزوير للتاريخ
بدوره، الكاتب مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، قال:" لا أعرف من أين يأتى يوسف زيدان بهذا الكلام وأيه وثائق تلك التى تؤكد له هذه الأمور التى ليست أكثر من هرطقة كلامية الهدف منها مسخ تاريخ مصر الوطنى ورموزها الوطنية التى دافعت وناضلت فى مواجهة المستعمر.
وأضاف "بكرى" فى تصريح لـ"برلمانى"، أن صلاح الدينى الأيوبى أصبح فى نظر يوسف زيدان مجرد متآمر، وأحمد عرابى لم يرى الخديوى وأدخلنا فى نفق مظلم وفتح الطريق أمام الاستعمار، متسائلا :" هل الوثائق البريطانية تؤكد كلام يوسف زيدان، وأن كل ما حدث اضغاث أحلام، أم أن يوسف زيدان هو الذى يستحق الرثاء لأنه أصبح مزور التاريخ ومزيفه بهدف احباط النفوس والسعى إلى تحطيم كل الرموز الوطنية.
وأشار "بكرى" إلى أنه ربما يخرج غداً يوسف زيدان لنا بكذبة جديدة يقول فيها أن جمال عبد الناصر لم يكن عضواً فى تنظيم الضباط الأحرار ولم تكن هناك ثورة اسمها 52، مضيفاً:" أتوقع كل شىء من هذا الشخص وعلى أستاذة التاريخ والمسئولين عن دار الوثائق القومية أن يردوا عليه من خلال الوثائق الموجودة.
فى السياق ذاته، انتقد النائب على بدر، عضو مجلس النواب، تصريحات زيدان عن الزعيم أحمد عرابى، مؤكدا أنه مناضل مصرى حارب الاستعمار وقام بالثورة العرابية.
وأضاف على بدر، أن تصريحات زيدان تزيف التاريخ وتسيئ لرمز من الرموز التاريخية التى عرفتها مصر، مطالبا بعدم ظهور "زيدان" فى الاعلام.