وفقًا لما جاء بقانون مباشرة الحقوق السياسية وتحديدًا بالمادة 25، فإن الحد الأقصى للدعاية الانتخابية لمرشح النظام الفردى 500 ألف جنيه فى الجولة الأولى، و200 ألف جنيه فى جولة الإعادة، وبالأرقام والحسابات، ترشح للانتخابات البرلمانية بمرحلتيها 5441 مرشحًا، ومن خلال المشاهدات الأولية للانتخابات والتقارير، فإن أغلب المرشحين تخطوا حاجز الدعاية المحدد، وذلك باعتراف اللجنة العليا نفسها فى أحد مؤتمراتها الصحفية، وفى حال حساب الرقم المنصوص عليه فقط فى الدعاية الانتخابية، فيكون مجموع ما تم إنفاقه 2 مليار و720 مليونًا و500 ألف جنيه فى الجولات الأولى من المرحلتين الأولى والثانية.
أما فى جولات الإعادة، فقد خاض جولة الإعادة فى المرحلة الأولى 416 مرشحًا، والمرحلة الثانية 426، بمجموع 842، وفى حال اعتبار أن الدعاية 200 ألف جنيه وفق ما قرره القانون يكون مجموع إنفاق جولات الإعادة فقط 168 مليونًا و400 ألف جنيه.
وبالتالى يكون مجموع الإنفاق فى انتخابات الفردى، جولات أولى وإعادة ( 168 مليونًا و400 ألف + 2 مليار و720 مليونًا و500 ألف ) فيكون المجموع 2 مليار و988 مليونًا و900 ألف جنيه.
67 مليونًا ونصف جنيه تكلفة دعاية القوائم فى الانتخابات
أما فيما يتعلق بمرشحى القائمة، فحدد القانون قيمة 2 ونصف مليون جنيه كحد أقصى للدعاية لقائمة الـ 15، و7 ونصف مليون للقائمة المكونة من 45 مرشحًا، ومن واقع العملية الانتخابية بمرحلتيها، فترشح على نظام الـ 15، 3 قوائم على شرق الدلتا وغرب الدلتا، ويكون مجموع إنفاقهم فى الانتخابات 7 ونصف مليون جنيه، أما قائمة الـ 45 فترشح عليها 8 قوائم، وبالتالى يكون مجموع الإنفاق عليها 60 مليون جنيه، وبالتالى يكون حصاد مجموع ما تم إنفاقه على انتخابات القوائم 67 مليونًا ونصف جنيه، مع فرضية عدم تخطى القوائم لسقف الدعاية، وهو أمر غير صحيح، وفقًا لما تم رصد من تجاوزات فى الدعاية وأرقام طائلة.
4 مليارجنيه تكلفت الانتخابات البرلمانية
وإذا ما جمعنا حصاد المنفق على انتخابات الفردى والمنفق على انتخابات (2 مليار و988 مليونًا و900 ألف فى الفردى + 67 مليونًا ونصف فى القائمة)، فتكون النتيجة الإجمالية 3 مليارات و55 مليونًا و900 ألف جنيه، وبإضافة مبلغ 373 مليونًا و925 ألف جنيه، الذى قامت الأحزاب بدفعها للمرشحين لدعمهم، يكون ما تم صرفه بالكامل فى هذه الانتخابات 3 مليارات و429 مليونًا و825 ألف جنيه أى ما يقرب من 4 مليارات تم صرفها على الدعاية الانتخابية فى برلمان 2015.
"المصريين الأحرار" ينفق 135 مليونًا و400 ألف جنيه على الدعاية
تقدم الحزب بـ 224 مرشحًا، أنفق على كل مرشح 500 ألف، فيكون إجمالى المنفق فى الجولة الأولى 112 مليونًا، فيما خاض من المرشحين، فيما خاض جولتى الإعادة 117 مرشحًا بواقع إنفاق 200 ألف لكل مرشح، بإجمالى 23 مليونًا و400 ألف جنيه، وبالتالى يكون حصاد مجموع ما أنفقه المصريين الأحرار 135 مليونًا و400 ألف.
107 ملايين و200 ألف جنيه تكلفة دعاية حزب مستقبل وطن
دفع الحزب بـ 176 مرشحًا، وأنفق 500 ألف جنيه على كل مرشح، فيكون مجموع المنفق 88 مليون جنيه، وخاض منهم جولتى الإعادة 96 مرشحًا، أنفق على كل منهم 200 ألف، فيكون مجموع المنفق فى جولتى الإعادة 19 مليونًا و200 ألف جنيه، وبهذا يكون الحزب قد أنفق فى 107 ملايين و200 ألف جنيه.
حزب الوفد ينفق 122 مليونًا و600 ألف جنيه على الدعاية الانتخابية
دفع الحزب بـ 214 مرشحًا، أنفق على كل منهم 500 ألف، فيكون المجموع 107 ملايين، فيما خاض الإعادة 78 مرشحًا، أنفق على كل منهم 200 ألف جنيه، فيكون مجموع إنفاق الإعادة 15 مليونًا و600 ألف جنيه، فيما يصل الرقم النهائى للإنفاق على الانتخابات بمرحلتيها 122 مليونًا و600 ألف جنيه.
93 مليونًا و900 ألف جنيه تكلفة دعاية حزب النور فى الانتخابات
دفع حزب النور فى المرحلة الأولى بعدد 175، أنفق على كل منهم 500 ألف، يكون إجمالى المنفق 87 مليونًا و500 ألف جنيه، فيما خاض جولة الإعادة 32 مرشحًا، أنفق على كل منهم 200 ألف، يكون مجموع الإنفاق فى الإعادة 6 مليون و400 ألف، وبالتالى يكون المجموع النهائى للإنفاق 93 مليونًا و900 ألف جنيه.
"المصرى الديمقراطى" ينفق 36 مليونًا و200 ألف جنيه على دعاية الانتخابات
دفع الحزب بـ 70 مرشحًا، أنفق على كل منهم 500 ألف، فيكون المجموع 35 مليون جنيه، فيما خاض الإعادة 6 مرشحين، فيكون الإجمالى المنفق مليونًا و200 ألف جنيه، وحصاد الإنفاق النهائى 36 مليونًا و200 ألف جنيه.
الحركة الوطنية والمحافظين والمؤتمر
وأما الحركة الوطنية، فقد دفع بـ 48 مرشحًا، أنفق عليهم 24 مليون جنيه، فيما دفع حزب المحافظين بـ 71 مرشحًا أنفق عليهم 35 مليونًا و500 ألف جنيه، أما حزب حماة الوطن فترشح على ما يقترب من 100 مرشح بواقع إنفاق 50 مليون جنيه، أما حزب المؤتمر فدفع بـ90 مرشحًا بواقع إنفاق 45 مليونًا، وحزب مصر بلدى دفع بـ 45 مرشحًا بواقع إنفاق 22 مليونًا و500 ألف، أما حزب الشعب الجمهورى فدفع 74 مرشحًا وأنفق 37 مليونًا.
القراءة للأرقام الأولية لمجموع ما تم إنفاقه على الانتخابات البرلمانية بمرحلتيها صادمة لأنها تضم أرقامًا تتخطى بكثير السقف الذى حددته اللجنة العليا للانتخابات، ولكن إن كان إنفاق تلك الأموال بدافع الوصول للبرلمان وخدمة الوطن، كما كان يردد المرشحون الفائزون منهم والخاسرون، فلماذا لا يعلن المرشحون مبادرة التبرع بنصف ما أنفقوا فى الانتخابات البرلمانية لصندوق "تحيا مصر"؟!، لماذا لا يتبرعون للصندوق الذى يخدم المشاريع القومية لمصر الحديثة، مصر ما بعد ثورة 30 يونيو؟!.
ما يقترب من 4 مليارات جنيه أنفقها المرشحون المستقلون والأحزاب والائتلافات السياسية، لماذا لا يتبرعون لصندوق "تحيا مصر" بنصف ما أنفقوا فى دعايا الانتخابات البرلمانية؟ وعلى الجانب الآخر ينص قانون مجلس النواب فى مادته 34 على أن كل عضو مجلس النواب يتقاضى مكافأة شهرية مقدارها 5 آلاف جنيه، ومثلها عن البدلات تستحق من تاريخ أدائه اليمين، ولا يجوز أن يزيد مجموع ما يتقاضاه العضو من المجلس تحت أى مسمى على 4 أمثال المبلغ المذكور، وبالتالى فإن أعضاء مجلس النواب البالغ 596 عضوًا سيحصلون خلال الفصل التشريعى الأول على ما يزيد على 70 مليون جنيه، وكذلك رئيس المجلس ووكلائه، فقد نص القانون على أن يحصل على مكافأة شهرية تصل إلى 42 ألف جنيه، ويتساوى رئيس المجلس مع رئيس الوزراء فيما يتقاضاه والوكلاء بالوزراء، فهل يكون لهم دور فى دعم الدولة والتبرع لصندوق "تحيا مصر"؟
ولا شك أن مصر تواجه خلال الفترة الحالية الكثير من التحديات الصعبة على جميع المستويات، إضافة إلى الإرهاب الأسود، الذى يحاول زعزعة استقرار وأمن البلاد، وسط مؤامرات خارجية معلومة للجميع، فهل يشارك نواب الشعب فى دعم صندوق تحيا مصر، الذى يساهم فى استقرار البلاد ومشروعات التنمية؟، وهل يطبق نواب الشعب مبدأ "ابدأ بنفسك"، ويتبرعون فعلًا لصندوق تحيا مصر؟!