اقترب رجل الأعمال القطرى "ناصر الخليفى" رئيس نادى "باريس سان جرمان" الفرنسى والرئيس التنفيذى لمجموعة "BeIN Sports" وذراع أمير قطر تميم بن حمد، لإفساد الرياضة العالمية، من نهايته بسبب فساده، حيث يمثل أمام القضاء السويسرى يوم الأربعاء المقبل، بتهم تقديم رشاوى فى سبيل انتزاع مجموعته الإعلامية حقوق بث مباريات كأس العالم 2018 حتى 2030.
وأكد محققون سويسريون فى تصريحات سابقة، على أن الخليفى منح "فيلا" فاخرة فى إيطاليا لجيروم فالك، الأمين العام السابق للاتحاد الدولى لكرة القدم "الفيفا"، والمعاقب بالإيقاف مدى الحياة، من أجل منح حقوق البث الحصرى لبطولات كأس العالم لمجموعته الإعلامية.
وبالتزامن مع فضيحة "الخليفى"، كشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية فى تقرير لها، عن أن وصول قطر لاستضافة "المونديال" لم يأت من فراغ فقد استثمرت الدوحة فى السنوات الأخيرة ما يقارب 12 مليار جنيه إسترلينى فى كرة القدم، وهو ما جعلها تفوز بتنظيم "مونديال 2022"، رغم الفساد والرشاوى والفضائح، التي طالتها.
وقال التقرير، إن "قطر فى الواقع اشترت اللعبة"، مشيرًا إلى استثماراتها التى وصلت مخالبها إلى الدورى الأندونيسى أو أندية عريقة، مثل: "بايرن ميونيخ، مانشستر يونايتد، ريال مدريد، برشلونة، موناكو، فالنسيا".
وكشفت الصحيفة، عن أنه بعد شراء قطر لنادى باريس سان جيرمان، فإن اتفاقات حقوق البث وحدها تصل إلى 8 مليارات جنيه إسترلينى، وتشمل شراء بطولات لكرة القدم، والسلة، والتنس، والسيارات في إنجلترا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وروسيا وتركيا والولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية وأوروبا، وحقوق بطولات "الفيفا" جميعها.
وقالت "ديلى ميل"، إن قطر لديها حقوق بث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتايلاند ونيوزيلندا وإندونيسيا؛ حيث تأخذ الدوري الفرنسي إلى أمريكا، والألماني إلى أستراليا، والدورى الإيطالى إلى هونج كونج والإسبانى إلى آسيا والمحيط الهادئ.
ورأت الصحيفة، أن قطر بعدما اشترت موافقة النوادى، فإن الاتحادات القارية تتعرض للخطر عبر صفقات حقوق البث.
ووجهت الاتهامات أيضا للفرنسى جيروم فالك، على خلفية شبهات فساد منح حقوق بث مباريات كأس العالم لكرة القدم بالتعاون مع الخليفى.
قطر للاستثمارات الرياضية
ويترأس الخليفى مؤسسة "قطر للاستثمارات الرياضية" التى تقع فى شارع سحيم بن حمد فى "حى سعد" بالدور الرابع، وسط العاصمة القطرية الدوحة، وهى المؤسسة التى تعمل على إفساد الرياضة فى العالم، وتعد ذراع "تنظيم الحمدين" منذ عام 2005 لتلميع صورته وشراء ذمم القلوب المريضة للاستيلاء على حقوق ليست من حقهم كتنظيم مونديال كأس العالم 2022.
وتعمل "المؤسسة المشبوهة" التى تعد أحد أذرع صندوق "قطر السيادى" فى قطاعات الرياضة والترفيه ووسائل الإعلام، واستثمار الممتلكات العقارية والتنمية، التسويق وخدمات العلاقات العامة، حتى صنع الأحذية الرياضية والزى المدرسى، وتعود ملكيتها للحكومة القطرية، كما هو معلن على موقعها الرسمى، لكن فى الحقيقة هى عبارة عن كيان يضم ضباط مخابرات قطريين سابقين أوكلت لهم مهمات رسمية تأتى بالأمر المباشر من القصر الأميرى بالدوحة.
وكانت آخر صفقات الخليفى المشبوهة، ضم اللاعب البرازيلى "نيمار دا سيلفا" فى صفوف "باريس سان جيرمان" الفرنسى الذى يمتلكه فى صفقة هى الأكبر بتاريخ كرة القدم حيث تخطت 222 مليون يورو.
إحالته أمام القضاء المصرى
وفى السياق نفسه، كان قد أحال النائب العام المصرى دعوى قضائية تتهم رجل الأعمال القطرى بانتهاك قانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية للمحاكمة، حيث جاء قرار الإحالة بناء على المخالفات التى ترتكبها الشبكة وأكدتها تحقيقات النيابة العامة، ومخالفاتها المتعددة والمستمرة لقانون حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية.
وتبين من التحقيقات، أن الشبكة القطرية خالفت قانون حماية المنافسة، وقامت بقطع الإرسال عن المشتركين الذين يتلقون قنوات الشركة عبر القمر الاصطناعى المصرى "نايل سات" بغرض إجبارهم لتحويل أجهزتهم إلى القمر الصناعى القطرى "سهيل سات"، الأمر الذى هدد القمر نايل سات بالخروج من السوق وفقدانه لعملائه.
وكان جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية قد طالب الشركة بالتنويه على المشتركين بإمكانية استمرار مشاهدة باقتهم من خلال القمر "نايل سات" أو "سهيل سات" دون تمييز، مع وضع منشور بمنافذ بيع وخدمة عملاء القناة فى مكان واضح لتوعية المشتركين، مشيرًا إلى أحقية العملاء الذين أُجبِروا على التحويل باسترداد قيمة ما دفعوه.
الخليفى خدام قصر تميم
ويشغل الخليفى منصب عضو مجلس إدارة فى جهاز قطر للاستثمار منذ عام 2015، وهو المنصب الذى منحه له تميم، لجهوده الكبيرة فى خدمة البلاط الأميرى، حيث كشفت مصادر بارزة بالمعارضة القطرية لـ"اليوم السابع"، أن الخليفى كان أحد عناصر الاستخبارات القطرية المتخفين تحت ظل مناصب رفيعة، واللذين تم منحهم امتيازات كثيرة منها بعض مشاريع إنشاءات كاس العالم مثل عقود وتأجير محلات، وهى المشاريع الكفيلة أن تجعل من يعمل بها مليونير فى أيام قليلة.
وكانت قد أكدت مصادر بالمعارضة القطرية، لـ"اليوم السابع"، أن الخليفى بمثابة خادم للقصر الأميرى، وأنه شخصية ضعيفة وفاشلة، لكن بسبب ولائه للحاكم تدرج فى مسيرته المهنية فى عالم الإعلام بدءً من مدير لإدارة حقوق البث فى قناة الفتنة والتحريض "الجزيرة الرياضية" منذ انطلاقها عام 2003، إلى أن تمت تسميته مديرا عاما للقناة عام 2008.
وفى ديسمبر من عام 2013، قاد الخليفى مسيرة انتقال الجزيرة الرياضية إلى شبكة beIN SPORTSالعالمية، وأصبح رئيسا لمجلس الإدارة والرئيس التنفيذى لمجموعة beIN الإعلامية، كما يشغل منصب رئيس الاتحاد القطرى للتنس منذ عام 2008، كما انتخب نائبا لرئيس الاتحاد الآسيوى عن منطقة غرب آسيا.