"فتّش عن الإخوان"، على غرار عبارة نابليون بونابرت الشهيرة "فتش عن المرأة"، التى يتعامل معها كثيرون فى إطار كوميدى ساخر باعتبارها مفتاحا لكل الأمور والتفاصيل المعقدة، يُمكنك العمل وفق المنطق نفسه مع جماعة الإخوان الإرهابية، خاصة إذا كنت بصدد أمر يرتبط بدماء مراقة بشكل لا إنسانى، أو بأمر يستهدف الدولة المصرية ومؤسساتها وسلامها وأمنها الوطنى، وهذا ما يمكن تتبعه بشكل وافٍ فى قضية الشاب الإيطالى جوليو ريجينى.
فى تحول جديد من شأنه أن يغير مسار التحقيقات فى قضية مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى، أصدرت النيابة الإيطالية مذكرة توقيف بحق مها عبد الرحمن عزام، عضو جماعة الإخوان الإرهابية والدكتورة فى جامعة كامبريدج، التى كانت تشرف على الدراسات التى يجريها "ريجينى" قبل مقتله، ودفعته فى اتجاه لقاء عدد من الباعة الجائلين، وكانت تتابع تحركاته وتوجهه، واستهدفت النيابة الإيطالية من مذكرتها إخضاع "مها" للتحقيق فى القضية، بعد امتناعها عن الإدلاء بأقوالها فى وقت سابق.
وفى خطوة هى الأولى من نوعها، أقرت عديد من وسائل الإعلام الإيطالية، الصادرة اليوم الخميس، بارتباط مها عبد الرحمن عزام بجماعة الإخوان الإرهابية ارتباطا مباشرا ومتواصلا حتى الآن، إذ قالت صحيفة "فانتى فاير" واسعة الانتشار فى تقرير لها اليوم، إن دكتورة "كامبريدج" البريطانية على صلة مباشرة بجماعة الإخوان.
الإخوانية مها عبد الرحمن عزام
صحيفة إيطالية: مها عبدالرحمن تتواصل مع الإخوان حتى الآن
بالتزامن مع إصدار النيابة العامة الإيطالية مذكرة توقيف بحق مها عبد الرحمن، كشفت صحيفة "فانتى فاير" فى تقريرها، أن الأستاذة المذكورة ما زالت تتواصل مع مسؤولى جماعة الإخوان والتنظيم الدولى التابع لها، وأنها كانت مسؤولة عما سُمّى قبل عدة سنوات بـ"المجلس المصرى لدعم محمد مرسى".
ولفتت صحيفة "فانتى فاير"، إلى أن المدعى العام فى روما، أرسل طلبا للسلطات البريطانية لاستجواب مها عبد الرحمن، التى امتنعت فى وقت سابق عن المثول أمام جهات التحقيق، وهو ما ألحقه بطلب بإصدار مذكرة توقيف دولية بحقها.
الشاب الإيطالى مع أسرته قبل سنوات من مقتله
رئيس وزراء بريطانيا السابق يتهم إخوان كامبريدج بإخفاء سر مقتل ريجينى
فى إطار متصل بعلاقة جامعة كامبريدج والأكاديمية الإخوانية العاملة بها بجريمة قتل "ريجينى"، قال رئيس الحكومة الإيطالية السابق، ماتيو رينزى، تعليقا على مطالبة النيابة العامة فى روما لبريطانيا بإصدار قرار توقيف دولى بحق مها عبد الرحمن، الدكتورة بجامعة كامبريدج: "نحن لا نطلب إلا الحقيقة، وأستاذة كامبريدج تخفى شيئا فى قضية ريجينى".
وبحسب صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية، فإن ماتيو رينزى تحدث كثيرا عن تكتم جامعة كامبريدج على معلومات تخص التحقيق فى مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى فى مصر، مشيرا إلى أن إخفاء معلومات من قبل أستاذة الجامعة يعوق التعاون القضائى بين البلدين.
واستطردت الصحيفة الإيطالية، فى تقرير نشرته اليوم الخميس، مؤكدة أن رئيس الوزراء الإيطالى السابق ماتيو رينزى، كان قد أعرب فى وقت سابق عن شكوكه ومخاوفة من مها عبد الرحمن، ولم يتردد فى وصفها بـ"الناشطة"، واتهامها بإخفاء أمور جوهرية تخص "ريجينى".
رئيس الوزراء الإيطالى السابق ماتيو رينزى
مها عبد الرحمن تحاول إفشال التحقيقات.. والصحافة الإيطالية تتهم بريطانيا
يُعرف عن مها عبد الرحمن، الأستاذة بجامعة كامبريدج البريطانية، أنها عضو بجماعة الإخوان الإرهابية وتنظيمها الدولى، وكانت على اتصال مباشر بالشاب الإيطالى جوليو ريجينى، وهو من وجهته للاتصال بالباعة الجائلين وكانت تتابع تحركاته وأنشطته بشكل متواصل، ومنذ مقتل الشاب الإيطالى مطلع العام السابق والشبهات تحيط بالجامعة وعضو هيئة تدريسها الإخوانية بالتورط فى الأمر وإخفاء معلومات جوهرية تخص القضية.
وكانت الإخوانية مها عبد الرحمن قد رفضت منذ العام الماضى الإجابة على أسئلة المدعى العام فى روما، حول بحث الشاب الإيطالى جوليو ريجينى وطبيعة عمله فى مصر وما كلفته به ونوعية المعلومات التى حصل عليها ومصادرها ومسارها، وعلى مدار أكثر من عام حذرت عديد من الدوائر الإعلامية والخبراء السياسيين والمحللين الإيطاليين، من إغفال دور جامعة كامبريدج، وبريطانيا بشكل عام، فى ملف تحقيقات مقتل ريجينى، إذ قال المحلل الإيطالى البارز جييدو تاييتو، فى تقرير سابق بصحيفة "البيريماتو نوتيسيا"، إن الاستخبارات البريطانية مسؤولة عن مقتل الشاب الإيطالى بهدف الوقيعة بين القاهرة وروما.
ولفت "تاييتو" حينها، إلى أن ريجينى الذى بدأ حياته البحثية دارسا فى جامعة كامبريدج البريطانية، كان بحكم طبيعة أبحاثه عن النشاط العمالى ودور الكيانات والتنظيمات العمالية فى دول وبلدان الربيع العربى، ومنها مصر، محل اهتمام عديد من دوائر الأمن والاستخبارات فى لندن، بحسب تقارير غربية عدة، إلا أن ذلك لم يكن كافيا ليُقدِم أى من المراقبين فيما مضى على توجيه اتهام للأمن البريطانى باستهداف الشاب، بشكل مباشر أو عبر وكلاء.