الجمعة، 22 نوفمبر 2024 09:01 م

محيى الدين عفيفى: الإفتاء جزء لا يتجزأ من رسالة الأزهر.. زواج القاصرات جريمة.. ونعد حاليا مشروع قانون لعرضه على مجلس النواب لتجريمه

أمين البحوث الإسلامية: الأزهر مسئول عن الدعوة

أمين البحوث الإسلامية: الأزهر مسئول عن الدعوة مجمع البحوث الإسلامية
الأحد، 05 نوفمبر 2017 12:00 م
حوار - لؤى على
 -لدينا 4500 واعظ نعمل على رفع كفاءتهم العلمية بالدورات التدريبية

-يدرس فى الأزهر طلاب من 100 دولة منها تركيا.. ولا يمكن أن نتخلى عن دورنا لمجرد الاختلاف

 
 
 
أكد الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن الأزهر الشريف بنص الدستور مسؤول عن الدعوة، والإفتاء جزء لا يتجزأ من رسالة الأزهر، وهذا الأمر لا يتقاطع أبداً مع دور الإفتاء المصرية، موضحاً أن مجمع البحوث الإسلامية من الجهات المعنية بالفتوى جنباً إلى جنباً مع دار الإفتاء، وهذا من باب الاختصاصات الأصيلة، وليس من باب مزاحمة الأزهر لدار الإفتاء.
 
وذكر الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، فى حواره لـ«برلمانى»، أن هناك تنسيقا بين مجمع البحوث ودار الإفتاء، كما أن مفتى الجمهورية عضو بمجمع البحوث الإسلامية، وبالتالى لا يوجد أى تقاطع أو تزاحم أو إرباك. وأشار «عفيفى» إلى أنه يوجد 10 آلاف معهد على مستوى الجمهورية، وتم الاتفاق مع رئيس القطاع للعمل سوياً والتعاون المشترك واستثمار الأماكن الموجودة فى محافظات الجمهورية.
 
وأكد حرص مجمع البحوث على تفعيل دور لجان الفتوى، مستطرداً: «نحن بصدد مراجعة مكثفة للأماكن التى تم اختيارها للجان الفتوى، ونستهدف المجمعات السكنية، ونسعى لتوفير الخدمة للمواطن وراحته وعدم تكليفه ونذهب إليه، وبالتالى تمت مراعاة توفير الأماكن فى التجمعات السكنية، كما نعمل بخطى سريعة جداً من خلال التدريب المستمر للكوادر الموجودة فى تلك اللجان، خاصة على المستجدات الرئيسية، لأن المواطن بحاجة لمن يلبى الاحتياجات اليومية له».
 
وأكد أن المجمع يعمل كإحدى الهيئات التابعة للأزهر الشريف، ويدعم جهود الدولة فى مواجهة الإرهاب، وهذه المواجهة لا تنحصر فى جوانب التوعية أو خطب الجمعة أو الدروس، بل الأهم من ذلك تصحيح المفاهيم المغلوطة من خلال الفهم الصحيح للإسلام، موضحاً أن الفتوى من أخطر المسائل الفكرية التى تروج لها جماعات التكفير والجماعات الإرهابية، ومن ثم فلا يمكن بأى حال من الأحوال الوقوف مكتوفى الأيدى أمام مثل هذه الأفكار التى تتغلغل وتختطف عقليات الناس.
 
ولفت «محيى الدين عفيفى» إلى أنه يتم الآن عمل توعية داخلية بين الوعاظ أنفسهم، من خلال طرح موضوعات معايشة للواقع، وستكون ملزمة لجميع الوعاظ بالمشاركة فيها، وسيتم اختبارهم تحريريا وشفويا، كما أن هناك خططا عملية لتأهيل ورفع المستوى العلمى للواعظ فى أماكنهم، بما يحقق أعلى مردود فى دورة زمنية سريعة، مشيراً إلى أن التدريب المركزى أثبت عدم جدواه، فى ظل وجود 4500 واعظ فى الأزهر الشريف.
 
وعن نجاح لجان الفتوى بمترو الأنفاق، ثم توقفها، قال: «يبدو أن نشاط الأزهر يزعج مدارس فكرية موجودة فى مصر، وربما جاء النقد تحت مظلة وحجة «الدولة الدينية»، مؤكداً: «إن الأزهر ينسق مع الكنيسة المصرية بعموم الطوائف، وهناك علاقات قوية من خلال بيت العائلة، لكن الإرهاب يحدث باسم الإسلام، ولا يمكننا الوقوف كمتفرجين، ولجان الفتوى بالمترو جاءت تلبية لعدد غير قليل من الجماهير».
 
وأشار إلى أن لجان الفتوى بالمترو كانت تقدم الخدمات، وتسهل على المواطنين ولم تفرض نفسها على أحد، ومعيار الحكم يرجع للمواطن، وهو من يحكم على استمراريته، مضيفاً: «معركة الدولة مع الإرهاب أكبر من أن نشتبك مع أنفسنا، وآثرت الصمت، لكن سيستمر وجودنا فى كل شارع بمصر لخدمة المصريين إيماناً بدورنا الوطنى ودور الأزهر الشريف فى الاحتكاك بالواقع، ولن نتراجع أو يثنينا أحد لأننا ندعم جهود الوطن فى مواجهة الإرهاب».
 
وقال: إن هناك خطة للدفع بالواعظات فى لجان الفتوى، وجارى تأهيلهن وإعدادهن لهذا العمل، ويتم الدفع بعدد منهن فى مجال الوعظ، وسنسعى فى زيادة هذا العدد، خاصة فى ظل الحاجة المجتمعية للعنصر النسائى فى مجال التوعية.
 
وذكر محيى الدين عفيفى، أن مجمع البحوث الإسلامية لا ينحصر دوره فى الجانب الوعظى والدعوى فقط، بل يمتد للمجالات العلمية والاجتماعية محلياً وإقليميا وعالميا، حيث يوجد أكثر من 650 مبعوثا فى أكثر من 70 دولة حول العالم، وهؤلاء ليسوا وعاظ فقط، بل بينهم مدرسين للعلوم الشرعية والعربية وبعض المواد العلمية كالرياضيات والفيزياء وغيرها، والأزهر على مر التاريخ لديه بعثات موجودة فى الخارج، مشيراً إلى أن أفريقيا بها أكبر نسبة مبعوثين من الأزهر تليها آسيا ثم أوروبا ثم أمريكا.
 
وأكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن الأزهر له مكانته الكبيرة فى كل أنحاء العالم، مستطرداً: «حينما كنا فى تايلاند وجدنا تجمعا لأكثر من 3 آلاف خريج من الأزهر بينهم أجداد وآباء وأحفاد، وهذا يؤكد قوة المبعوثين وتأثيرهم»، مضيفاً أن مصر دولة عظيمة، ومبعوثى الأزهر الشريف يتقاضون أجورهم بالعملة الأجنبية من مصر، رغم الظروف الاقتصادية التى تمر بها الدولة، وذلك إيماناً من الدولة والأزهر بأهمية الوجود المصرى فى هذه الدول، خاصة لكون الأزهر أكبر قوة ناعمة فى مصر والملاذ الآمن فى كل الجوانب العلمية والفكرية، خاصة فى ظل انتشار الإرهاب والتطرف وسقوط الأقنعة. وفيما يتعلق بالطلبة الوافدين، ووجود طلاب من تركيا قال: إنه يوجد أكثر من 30 ألف وافد ووافدة من 100 دولة حول العالم يدرسون بالأزهر سنوياً فى مختلف الكليات والمعاهد، والأزهر له دور كبير فى مختلف أنحاء العالم، ويمتلك قيما مستمدة من الأخلاقيات المصرية والإسلامية، ولا يمكن للكبار أن ينزلقوا للصغائر أو يتخلوا عن دورهم لمجرد الاختلاف، موضحاً أن بقاء رسالة الأزهر هى بقاء لمصر، وبالتالى فإن مصر تتعامل مع الشعوب وليس الأشخاص، ومن ثم فالأزهر يفتح أبوابه للراغبين فى طلب العلم ممن يحترمون سياسة الدولة المصرية وسياسة الأزهر الشريف.
 
وأكد أن مصر تتعامل من منطلق مكانتها الحضارية ودورها الريادى على مستوى العالم والمنطقة العربية الإسلامية، وبالتالى وجود مثل هؤلاء الطلاب يجسد الروح والمكانة المصرية الكبيرة، والأزهر الذى يقدم رسالته للجميع شريطة احترام النظم والسياسة المصرية.
 
وعن مشروع قانون تجريم زواج القاصرات، قال: إن هناك حالة قناعة من أعضاء مجمع البحوث الإسلامية بأهمية تجريم هذا النمط السلوكى فى المجتمع، نظراً لخطورة هذا المسلك والآثار المترتبة عليه، كما يؤكد الأزهر أهمية تجريم هذا العمل، وأن سن الزواج يكون فى الـ18 من العمر، للاعتبارات النفسية والجسدية، وإدراك المسؤولية، خاصة أن هناك أطفالا وتبعات اجتماعية واقتصادية، مؤكداً أن زواج القاصرات أحد أسباب ارتفاع معدلات الطلاق فى مصر، مختتماً حواره قائلاً: «الأزهر يرى أهمية تجريم هذه الظاهرة فى مصر، وسيرفع الأمر لمجلس النواب لاتخاذ الخطوات اللازمة لاستصدار القانون».

 


print