بعد عقود من الجمود والبرودة فى العلاقات، زار رئيس الوزراء الإثيوبى الدوحة، والتقى مسئولى نظام تميم، ووقع اتفاقيات، شملت اتفاقية تعاون دفاعى.
زيارة رئيس الوزراء الإثيوبى، التى تعد الأولى لمسئول إفريقى منذ بداية المقاطعة العربية لقطر، تضع العديد من علامات الاستفهام حول دور قطر المشبوه فى ملف سد النهضة، حيث وجهت اتهامات صريحة لنظام الحمدين بضلوعه بدور مشبوه لمحاولة تعطيل المفاوضات مع إثيوبيا حول «سد النهضة»، ومحاولة التآمر لتعطيش مصر.
ورأى مراقبون، حسبما نقلت الخليج الإماراتية، أن الدوحة تستغل حاجة إثيوبيا لممولين لاستكمال بناء السد فى الضغط على مصر، إذ يقول الدكتور السيد فليفل، رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب: "إن تعثر المفاوضات، وما تبعه من مواقف، يثبت أن السد تم بناؤه لأهداف سياسية تتعلق بإضرار مصر".
زيارة تثير التساؤلات
ومن جانبها، ذكرت إذاعة «آر.إف.أى» الفرنسية، أن زيارة ديسالين فى هذا الوقت تثير تساؤلا، لأنها الأولى لزعيم إفريقى منذ إعلان الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب قطع العلاقات مع قطر، وبعد عقود من الخلافات وبرود العلاقات بين أديس أبابا والدوحة، بسبب دعم قطر لحركات المعارضة الإثيوبية، خاصة أن ديسالين وصف من الدوحة العلاقات بين البلدين بأنها "قوية وهادئة".
وأضافت الإذاعة أنه «يبدو أن مفتاح إثيوبيا هو الاستثمارات الاقتصادية»، وأشارت إلى أن الدوحة تستثمر فى أديس أبابا بمجال الصحة والزراعة، فضلا عن افتتاح مكتب لقناة الجزيرة القطرية، بينما تساءل موقع «أفريك.نيوز» الإخبارى الفرنسى، عن سر تقارب أديس أبابا مع الدوحة بعد عقود من الخلافات، ودعم قطر للمعارضة الإثيوبية، وتقديم الإمدادات فى المقابل لضحايا الاضطرابات.
وأفاد الموقع بأن الدوحة «دفعت مبالغ ضخمة لشعب الأورومو، وهم جماعة عرقية تقطن أغلبيتها فى إثيوبيا، وفى صراع مستمر مع الحكومة هناك".
مطالبات ضد قطر
طالب عدد من أعضاء مجلس النواب المصرى، باللجوء إلى المحافل الدولية وتكثيف دور الدبلوماسية المصرية فى مواجهة أزمة سد النهضة، وسط اتهامات مباشرة لقطر بدعم وتمويل بناء السد.
وقال يحيى كدوانى وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى، فى تصريحات للخليج الإماراتية، إن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبى هيل ماريا ديسالين لقطر ودعوته للمستثمرين القطريين للاستثمار فى إثيوبيا، يكشف بشكل علنى وواضح عن الدور القطرى، الذى كان يتم فى الخفاء بقضية سد النهضة.
وأضاف أن الأمر أصبح واضحًا وهو أن قطر تستهدف الإضرار بمصالح مصر القومية، بدعم وتمويل سد النهضة، مؤكدًا أن قطر تتبع أسلوب اللعب بالنار، بإصرارها على المساس بالأمن القومى لمصر.
وقال مرتضى العربى، عضو مجلس النواب، إن ما يحدث فى سد النهضة يتعارض مع كل المواثيق الدولية، التى تلزم بحماية حق الآخرين فى المياه خلال خطوات التنمية، مضيفًا لـ«الخليج»، أن قطر لاعب رئيسى فى الأزمة بالتنسيق مع «إسرائيل»، فالدولتان تدعمان إثيوبيا فى بناء سد النهضة.
واقترح النائب محمد عقل، اللجوء إلى الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، لطرح القضية، حفاظًا على الحقوق التاريخية لمصر فى نهر النيل.
زيارة إثيوبية مشبوهة
وكان رئيس الوزراء الإثيوبى، هيل ماريا ديسالين، قد أجرى مباحثات فى الدوحة، مع وزير الخارجية القطرى الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، خلال زيارته هذا الأسبوع بالتزامن مع تعثّر مفاوضات إنشاء سد النهضة مع السودان وإثيوبيا، بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية (إينا).
وبالتزامن مع زيارة الوزير الإثيوبى للدوحة، أعلن وزير الموارد المائية والرى، الدكتور محمد عبد العاطى، تعثرًا جديدًا فى مفاوضات إنشاء سد النهضة الإثيوبى، وكشفت نتائج الاجتماع الـ17 للجنة الفنية الثلاثية لسد النهضة، التى عُقِدت بالقاهرة على مدار يومين، بحضور وزراء المياه من مصر والسودان وإثيوبيا، عن "أزمة حقيقية تأجل تفجيرها طوال الأعوام الماضية"، منذ تقديم المكتب الفرنسى المنفذ للدراسات تقريره الاستهلالى فى مارس الماضى، والمتضمن مراحل تنفيذ الدراستين الفنيتين التى أوصى بها تقرير اللجنة الدولية فى مايو 2013 والقواعد المرجعية لتنفيذها، ولم يتوصل وزراء الرى فى الدول الثلاث إلى اتفاق بشأن اعتماد التقرير الاستهلالى الخاص بالدراسات التى يجريها المكتبان الاستشاريان الفرنسيان -الذى تم الانتهاء منه فى مايو الماضى- حيث رفضت السودان وإثيوبيا الموافقة على التقرير الاستهلالى الخاص بدراسات "سد النهضة"، فيما وافقت مصر على التقرير -حسبما أكد الوزير في بيان رسمي الأحد.
وأكد الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والرى أن عدم التوصل لاتفاق يثير القلق على مستقبل التعاون ومدى قدرة الدول الثلاث على التوصل للتوافق المطلوب بشأن سد النهضة، وكيفية درء الأضرار التى يمكن أن تنجم عنه بما يحفظ أمن مصر المائى، وأعلن الدكتور حسام الإمام، المتحدث الرسمى باسم وزارة المواد المائية والرى، إن إثيوبيا نفذت 60% من أعمال بناء سد النهضة.