المخرج السينمائى خالد يوسف، اسم لامع على الساحة الفنية، فبعد تتلمذه على يد المخرج الكبير يوسف شاهين وبدء رحلته الخاصة فى مطلع القرن الحالى، حقق نجاحًا فنيًّا وجماهيريًّا وضعه ضمن الصف الأول من المخرجين النجوم، ومع اندلاع ثورة 25 يناير وما تلتها من أحداث لمع نجمه على أصعدة أخرى، إذ عرف الجمهور والمتابعون والسياسيون والثوار خالد يوسف كثورى وناشط سياسى، وصولاً إلى حضوره فى الصورة كعضو فى مجلس النواب 2015، بعد نجاحه فى حسم مقعد دائرة كفر شكر بمحافظة القليوبية من الجولة الأولى.
خالد يوسف، سواء فى أفلامه أو مواقفه العامة وتصريحاته الإعلامية، معروف بوضوحه وقدرته على الإفصاح وبعده عن المناورة، ومع الاقتراب من اكتمال تشكيل مجلس النواب وبدء انعقاد جلساته، ووسط حالة الحديث المتداخل والمشتعل عن عدد من القضايا والعناوين المهمة، وعلى رأسها منصب رئاسة البرلمان، اقتربنا من خالد يوسف لنستطلع رأيه ورؤيته للحالة الراهنة، وتعليقه على ما تشهده الساحة السياسية من أفكار وصراعات، وتحالفات وتكتلات، ليجيبنا على كثير من الأسئلة الكاشفة لأفكاره وانحيازاته ورؤيته لمجلس النواب 2015، باعتباره واحدًا من أبرز أعضائه، وإلى نص الحوار...
ما رأيك فى البرلمان الحالى بعد اكتمال تشكيله بصوره شبه نهائية؟
- انسحاب الشباب من الساحة الانتخابية أدى إلى ظهور هذا البرلمان بتركيبته التى أوشكت على الاكتمال، حتى وإن لم تتحدّد ملامحه النهائية وآلية عمله وانحيازاته بشكل واضح حتى الآن، ولكن فى كل الأحوال يجب البعد عن التشاؤم من البرلمان، وأتوقع أن تشهد جلساته مجموعة كبيرة من المفاجآت، نظرًا لوجود شخصيات عديدة ضمن تشكيله من غير المعروفين، والذين لم تتحدّد توجهاتهم وأفكارهم وثوابتها وانحيازاتهم بعد، وسيمثّلون قوة كبيرة ومؤثرة خلال جلسات البرلمان وفعالياته، وهذا ما سيظهر خلال الأيام الأولى من بدء الانعقاد.
ما رأيك فى التعميمات الصادرة عم البعض بشأن البرلمان المقبل؟
- كثيرون من الناس يستبقون الأحداث وتطورات الدراما السياسية، ويطلقون تعميماتهم على البرلمان، وأدعو إياهم إلى الانتظار لما بعد الانعقاد ثمّ تقييم أداء النواب وطريقة عملهم تحت قبة البرلمان، وأنا متفائل من البرلمان الذى جاء بأصوات الناس ولن يستطيع نوابه الفطام والبُعد عن الناس، حتى ولو كانت ثوابتهم غير جذرية، فلا شكّ فى أنهم لن يستطيعوا غضّ الطرف عن مطالب الناخبين والمواطنين الذين قادوهم إلى البرلمان، الأمر المهم والمؤكد أن الشعب أصبح فاعلاً والنائب "ما بقاش حر زى الأول"، فإذا كان أداء النائب غير منحاز لأهل دائرته فإنهم لن يسكتوا له بالمعنى الحقيقى، ولن يستطيع النزول إلى دائرته أو التعامل مع أهلها.
هل المناخ الحالى يساعد على ظهور الأداء الحقيقى للنواب أمام ناخبيهم؟
- أكيد طبعًا، فالحالة السياسية الراهنة تحمل مفاتيح عديدة ومؤثرة للعمل، وخاصة مع وجود حزمة من التشريعات التى تحتاج إلى التغيير، والتى كان هدفها الرئيسى "إغناء الغنى وإفقار الفقير"، وكل هذه التشريعات ستناقش تحت قبة البرلمان وعلى الهواء مباشرة، ومن خلالها سيتمكن الشعب من تقييم أداء نوابه مع مطالعة انحيازاتهم ومواقفهم بشأن قوانين التأمينات والمعاشات، والحد الأدنى للأجور، والخدمة المدنية والتظاهر، وما كفله الدستور من علاج للمواطنين غير القادرين، وبهذه التركيبة سيسعى النواب إلى الحضور الفاعل والمؤثر وسيكون الشعب هو الضمان الحقيقى لاستقامة النواب وفاعلية البرلمان.
ما رأيك فى اسم "ائتلاف دعم الدولة المصرية"؟
- أراه اسمًا غير موفق، ولا بدّ من تغييره، لأنه يبدو أن أصحابه لا يفهمون تعريف الدولة كأرض وشعب وحكومة، ويختزلونها فى النظام والمؤسسات الحاكمة، وإذا كان الهدف منه هو دعم الدولة بالمعنى الحقيقى للمفردة، فأنا شايف إنهم غلطانين إنهم يعملوا تحالف اسمه دعم الدولة، لأنهم بيخرجوا من حظيرة الوطن كل من هو خارج الائتلاف، فلا شكّ أن هذا الاسم مربك ومثير للجدل والتحفظات، والديمقراطية فى جوهرها هى احترام رأى الشعب.
من هو الأقرب لمنصب رئاسة البرلمان المقبل من وجهة نظرك؟
- رئيس البرلمان غير معروف حتى الآن، والحديث عن الأمر مجرد تخمينات أو أمنيات من النواب والمهتمين، ومن الممكن أن يأتى الرئيس من بين المعينين أو المنتخبين، وأنا شخصيًّا لا أعارض أن يكون رئيس البرلمان من المعينين، وهو التوجه القديم الذى أحمله منذ حضورى فى لجنة الخمسين لوضع الدستور، والتى وضعت بندًا يسمح بإمكانية أن يكون رئيس البرلمان من النواب المعينين من رئيس الجمهورية.
ما رأيك فى بعض الأسماء المطروحة على الساحة فى الفترة الأخيرة؟
- أغلب الأسماء المطروحة لتولى رئاسة البرلمان المقبل لها ثقلها على الساحة السياسية أو القانونية، ونموذجًا فإن الدكتور مفيد شهاب قامة قانونية كبيرة، ولكنه ينتمى للماضى ولا علاقة له بالمستقبل بأى شكل من الأشكال، والدكتور على عبد العال اسم مهم ومؤثر، ومشاركته فى لجنة تعديل الدستور خير دليل على ذلك، ونشرف جميعًا بأن يكون رئيس البرلمان، والمستشار أحمد الزند قيمة قانونية ويمثّل اعتذاره عن رئاسة البرلمان خسارة كبيرة، فلا شكّ فى أن البرلمان يحتاج إلى جسارة وجرأة الزند، كما يحتاج إلى دبلوماسية عمرو موسى وعمق المستشار عدلى منصور.
ما رأيك فى ترشح الدكتور توفيق عكاشة لرئاسة البرلمان؟
- من حق الدكتور توفيق عكاشة الترشح لرئاسة البرلمان، ومن حق النواب انتخابه أو لا، ولكن من وجهة نظرى الشخصية أرى أنه لن يرشح نفسه لرئاسة البرلمان، ولن يخوض المنافسة على هذا الموقع.
لماذا لم تنضم لـ"ائتلاف دعم الدولة المصرية"؟
- فكرة الانضمام أو عدم الانضمام للائتلاف ما زالت قائمة وقيد التفكير، فأنا بطبعى منحاز للعدالة الاجتماعية، وأى ائتلاف يضع العدالة الاجتماعية نصب عينيه فسأنضم له مباشرة، وانضمامى لائتلاف دعم الدولة المصرية يرتبط بتأكدى من اهتمامهم بمفهوم العدالة الاجتماعية.