أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي عن سعادته الكبيرة، لإلقاء كلمة بالبرلمان القبرصى، مشيدًا بالعلاقات التاريخية التى تربط البلدين، مؤكدًا أن هذه الصداقة تمتد بجذورها عبر التاريخ إلى وقتنا هذا".
كما أثنى الرئيس السيسي، على دور قبرص المساند لمصر بعد ثورة 30 يونيو 2013، مشيرًا فى هذا الصدد إلى أن تقدير الشعب المصرى لمواقف شعب قبرص النبيلة فى دعم التطورات السياسية المهمة فى مصر.
أتقدم لكم بالتحية لتمسككم بالديمقراطية
وقال الرئيس السيسي فى كلمته أمام البرلمان القبرصى: "أشعر بالفخر لتواجدى بينكم اليوم فى مجلسكم الموقر، وأود أن أتقدم لكم بالتحية بتمسككم بدورية انعقاد المجلس بما يعكس ذلك من ترسيخ المبادئ الديمقراطية، رغم استمرار القضية القبرصية دون تسوية حتى الآن، وكنت أتمنى أن أكون بينكم اليوم بكامل هيئة المجلس وحضور الأعضاء المتغيبين عن جلساته منذ ديسمبر 1963.
وتابع الرئيس، "إننى على ثقة أن إصراركم وجهودكم الصادقة والدؤوبة ستسفر يوما عن تسوية هذه القضية المصيرية والحيوية، ليس لكم ولشعب قبرص فقط، ولكن لمنطقة الشرق الأوسط والمتوسط بأسرها، وحرصى على التواجد بينكم اليوم يأتى استمرار للموقف المصرى المؤيد لجهود قبرص السلمية لإعادة توحيد الجزيرة، وتأكيدا على مساندتنا لتلك الجهود بالشكل الذى يتطلع إليه الشعب القبرصى".
وأشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي بروابط الصداقة والمودة بين الشعب المصرى والقبرصى، مؤكدًا على أن هذه الصداقة تمتد بجذورها عبر التاريخ إلى وقتنا هذا".
رسالة تقدير من الشعب المصرى
وقال الرئيس السيسي خلال كلمته أمام البرلمان القبرصى: "أنقل لكم رسالة تقدير من الشعب المصرى على مواقف شعبكم النبيلة فى دعم التطورات السياسية المهمة، التى شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية بعد ثورة 30 يونيو 2013 والتى أكد خلالها الشعب المصرى على هويته التاريخية العريقة وتطلعه إلى الدولة المدنية الحديثة، من خلال مشاركته الكبيرة فى مختلف مراحل التحول الديمقراطى فى مصر، والتى بدأت بالاستفتاء على الدستور الجديد يناير 2014 ثم الانتخابات الرئاسية فى مايو 2014 وصولا الى الانتخابات التشريعية وتأسيسي مجلس النواب الحالى ديسمبر 2015 والذى يضم 596 نائبا ويضم اكبر نسبة تمثيل للمرأة والشباب علاوة على تمثيل ذوى الاحتياجات الخاصة.
واستطرد، لقد كانت مصر وطنا ثانيا للمواطنين القبارصة الذين عاشوا فيها لفترات طويلة ومازالوا مرتبطين بها وبشعبها كما ساندت مصر حركة التحرر الوطنى وكفاح الشعب القبرصى من اجل الحصول على الاستقلال عام 1960 يضاف الى ذلك علاقات الصداقة بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والرئيس ماكاريوس والتى ساهمت فى تعزيز الاواصر بين شعبي البلدين حيث ساند الرئيس الراحل ماكاريوس فى تأسيس حركة عدم الانحياز كما شارك كذلك فى القمة الثانية للدول الاعضاء والتى اقيمت فى القاهرة 1964 والتى اعربت عن شواغل الحركة حيال التهديدات التى تعرضت لها قبرص آنذاك.
تعزيز العلاقات بين البلدين
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، تطلعه إلى تعزيز العلاقات بين برلمان مصر وقبرص فى تاريخ من العلاقات المتميزة بين الشعبين، إضافة إلى تفعيل جمعية الصداقة البرلمانية بين البلدين والارتقاء بالبعد الشعبى، قائلا "هذا الامر لمست فيه اهتمام مجلس نواب قبرص الموقر به خلال لقاء مع رئيس البرلمان السابق اثناء زيارة لمصر فى ابريل 2016".
وشدد الرئيس السيسى فى كلمة أمام البرلمان القبرصى، أن منطقة شرق المتوسط تمر بفترة من عدم الاستقرار نتيجة مجموعة ازمات متلاحقة ومتشابكة، مضيفا "تسببت الاوضاع فى سوريا وليبيا فى موجات غير مسبوقة من الهجرة غير الشرعية كما نتج عنها تزايد نشاطات وقدرات العناصر الارهابية بما يضع علينا جميعا مسئولية كبرى للتأكد من تحقيق الحماية اللازمة والواجبة لشعوبنا من هذه الاخطار"، مؤكدا أن الحق فى مقاومة الارهاب احد اهم حقوق الانسان حيث لا يمكن تحقيق تطلعات الشعوب دون تأمين حقهم فى الحياة الآمنة أولا.
وعبر الرئيس السيسى عن تقدير مصر العميق لقبرص لدعمها مصر فى حربها ضد الإرهاب الذى يهدف الى زعزعة استقرار الشعب المصرى وإحداث تمزق فى النسيج الاجتماعى لشعب عظيم اثبت على مدار التاريخ رفضه للانقسام ونبذه للأفكار المتطرفة، وحرصه على التعايش السلمى بين كافة أبناءه.
نتعاون لتوفير الأمن لشعب البلدين
وجدد الرئيس السيسى خلال كلمته التزام مصر بالتعاون مع حكومة قبرص لتوفير الامن لشعب البلدين وكافة شعوب المنطقة التى تساند مؤسساتها الوطنية فى حربها ضد الارهاب بما يمثله من خاطر على حياة الشعوب، قائلا "اننا نؤمن ان التصدى للارهاب باعتباره احد اهم المخاطر التى يتعرض لها العالم لا يتأتى إلا من خلال تضافر جهود المجتمع الدولى على عدة مستويات يتم العمل فيها بالتوازى من خلال التصدى بحسم للدول الداعمة والممولة للارهاب، وأمنيا من خلال تبادل المعلومات والخبرات، وتنمويا من خلال توفير الظروف المعيشية الكريمة للمواطنين، وثقافياً من خلال تعزيز الحوار بين الحضارات وتطوير الخطاب الدينى لقطع الارهاب من جذوره".
واستطرد: "أن الاتجاهات السابقة كلها جهود نعمل على تبينها فى مصر لتصبح نموذج للمنطقة التى نأمل ان تستعيد هدوئها واستقرارها، وقد كان طبيعيا أن تسعى مصر لتعزيز التنسيق السياسى مع قبرص لمواجهة التحديات التى تمر بها المنطقة بشكل يعكس العلاقات التاريخية والثقافية القوية بين البلدين ويسهم فى الارتقاء بقدرتنا للتصدى للمشكلات التى نواجهها".
واختتم الرئيس كلمته: "أتيت لقبرص وكلى ثقة اننا سننجح فى التغلب على التحديات التى تفرضها علينا الاوضاع فى شرق المتوسط، وان حكومة البلدين ستظل تحظى بدعم مجلسى النواب فى الدولتين فى هذا الصدد"، مبديا أمله فى أن تنجح الزيارة فى فتح مجالات جديدة وتدفع اطر التعاون بين البلدين إلى آفاق أرحب وأوسع.